دعا رشيد بنلباه، المتخصص في علم الأديان بمعهد الدراسات الإفريقية, مؤخرا بالرباط، إلى إيلاء مزيد من الأهمية للجالية المسلمة في أوروبا من خلال التفكير في بناء فقه جديد يعنى بشؤونها. وأوضح بنلباه في مداخلة له خلال اليوم الثاني من المنتدى الدولي الذي ينظمه معهد الدراسات الإسبانية البرتغالية بتعاون مع الجامعة الوطنية دي روساريو بالأرجنتين والمرصد الوطني للحدود الثلاثية (المجلس الوطني للأبحاث العلمية والتقنية، الأرجنتين)، أن مسألة وضع فقه يعنى بشؤون المسلمين داخل أوروبا أصبحت ضرورة ملحة نظرا لكون المسلمين يشكلون أقلية بالبلدان المستقبلة. وأضاف أن من شأن إرساء هذا الفقه، على غرار الفقه الإسلامي الخاص بالأقليات غير المسلمة داخل المجتمع الإسلامي، مساعدة الجاليات المسلمة على الاندماج أكثر داخل بلدان الاستقبال، وكذا تعزيز الحوار بين الثقافات، مبرزا أن الوعي بمنطق الأقلية من شأنه أن يجعل المسلمين يقبلون المنظومة السياسية والاجتماعية والثقافية للآخر. من جهتها، اعتبرت فاتحة بلباه مديرة معهد الدراسات الاسبانية البرتغالية، أن ثقافة الآخر تتأسس اليوم في الغرب على الجانب الديني، مشيرة إلى أن نظرة الغرب لمسألة الحجاب بالخصوص ترتكز على اعتباره يشكل عائقا في وجه تحقيق الحوار بين الثقافات, مضيفة أن التمظهرات الثقافية تشكل محورا للبناء السوسيو -ثقافي. من جانبه، قدم خوان لكومبا باسكيس، من جامعة بلنسية، نتائج دراسة قام بها حول جمعيات المهاجرين المغاربيين ومن إفريقيا جنوب الصحراء، مبرزا أن هؤلاء المهاجرين يسعون من خلال هذه الجمعيات إلى التأقلم والاندماج في بلدان الاستقبال تحت قيم ومبادئ جديدة. وتروم هذه الندوة، التي نظمت على مدى يومين حول موضوع «من أجل قراءة جديدة لمفهوم الحدود. الثقافات، بين الامتداد والاختلاف. إفريقيا، أوروبا، أمريكا اللاتينية»، وضع برنامج يحدد مواضيع تهم كل الفاعلين، من أجل ربط علاقات بين المؤسسات ومراكز البحث للعمل على إنتاج أبحاث مشتركة ونشر النتائج وتعميم المعارف. يشار إلى أن هذه الندوة تنظم في إطار حلقة أنشطة ينظمها المعهد بعنوان «تقاطعات بين العالم العربي وأمريكا اللاتينية».