الصحافيون الإسبان تحولوا إلى نشطاء سياسيين قال خالد الناصري وزير الاتصال الناطق الرسمي باسم الحكومة «إن الوفد المغربي حينما توجه لمفاوضات «مانهاست» التي تشرف عليها هيئة الأممالمتحدة، والمتابعة المباشرة للمبعوث الشخصي للأمين العام كريستوفر روس، كانت تحدوه رغبة أكيدة وصادقة في تجاوز جدار العقم الذي أقامه خصوم الوحدة الترابية للمملكة». وأكد الناصري خلال الندوة الصحفية التي نظمها زوال يوم الخميس عقب انعقاد مجلس الحكومة، في جوابه على سؤال حول النتائج التي أسفرت عنها جولة المفاوضات الأخيرة بنيويورك بين المغرب وجبهة البوليزاريو «أن المملكة لها هدف واحد يتمثل في وضع حد نهائي لهذه الأزمة وهذا النزاع المفتعل الذي يقلق بال شعوب المنطقة المغاربية الخمسة، وفي مقدمتها الشعب المغربي»، مشددا على القول «مهما كانت الظروف لن يتنازل المغرب قيد أنملة عن شبر من صحرائه». وأضاف، أن هدف المغرب هذا لا يتنافى مع المجهود الذي يبذله والذي تم تكريسه بصفة واضحة في شكل نظام الحكم الذاتي تحت السيادة المغربية، وهي المبادرة التي تعامل معها مجلس الأمن على أنها مقترح متميز يتسم بالجدية والمصداقية. مستطردا «أن مقترح الحكم الذاتي يشكل المقاربة التي يريد عبرها المغرب اقتحام جدار العقم الذي يضعه الأطراف الآخرون ويتشبثون به». وفي جانب آخر انتقد وزير الاتصال تعامل الصحافة الإسبانية مع القضايا الوطنية المغربية، معتبرا بأنها حادت عن المهنية وتحول صحافيوها إلى نشطاء سياسيين يحملون أجندة تهدف إلى التصدي للمصالح الحيوية للمملكة. وأوضح الوزير في رده على سؤال يتعلق بما إذا كان هناك نقاش بين الحكومة المغربية والحكومة الإسبانية في موضوع الصحافة، «أن الأمر يتعلق بصحافيين معتمدين يفترض أنهم لا يمثلون الحكومة الإسبانية وهم أول من يجب أن يتشبث بالاستقلالية عن السلطات السياسية ونحن معهم في هذا الأمر، مؤكدا أن المصلحة الوطنية للمغرب تفرض عليه مهمة أن يقوم بصيانة مصالحه الحيوية في إشارة إلى عدد من مظاهر عدم الموضوعية وتزييف الحقائق التي طبعت تغطية الصحافة الإسبانية لقضايا وطنية. وأشار المسؤول الحكومي إلى الازدواجية التي يتعامل بها الإعلام الإسباني مع القضايا التي تهم المغرب، مستغربا صمتها المريب اتجاه حادث منع الصحافة المغربية من دخول مدينة مليلية. وعبر في هذا الصدد عن الأسف للتعامل المهين الذي طال الصحافيين المغاربة من طرف السلطات بمليلية المحتلة، واصفا الحادث بالخطير . وأكد مستطردا، «وإن كان لا يتم الترحيب بالصحافة المغربية في مليلية، إلا أن المغرب يرحب بالصحافة الإسبانية شرط أن يتم التعامل مع القضايا المغربية انطلاقا من صفتهم كصحافيين مهنيين وليس ناشطين سياسيين يحملون أجندة سياسية تروم التصدي للمصالح الحيوية للمملكة المغربية». وأورد الوزير، مجموعة من مانشيطات العناوين الجارحة التي تتصدر الصحف الإسبانية، منتقدا في ذات الوقت قصاصة وكالة الأنباء «إيفي» التي نقلت خبرا مفاده «أن هناك عشرات، بل مئات الجثث منتشرة في شوارع العيون» مشيرا إلى «أن ذلك يهدف إلى التأثير على الرأي العام الأروربي والأمريكي اللاتيني لتقديم صورة بشعة عن المغرب ومؤسساته، قائلا «لن نسمح أن يهان الشعب المغربي، وإن كانت لدى البعض عقد لم تمكنهم من تجاوز تراكمات التاريخ فذلك أمرهم، أما المغرب فإنه يسير بثبات في مسار بنائه الديمقراطي». وأكد الناصري «أن المغرب لا يطلب من الصحافة الدولية أن تجامله، لأن له من القوة والمناعة ورحابة الصدر ما يجعله يتقبل كل الانتقادات شريطة أن تكون مبنية على المهنية ولا تخدم أجندة سياسة موضوعة في مكان ما».