أكد أخصائيون مغاربة وأروبيون، خلال اللقاء العلمي المغاربي الثالث، الذي انعقد نهاية الأسبوع المنصرم، على أن داء السكري، المرض المزمن، يقتضي التشخيص المبكر والتتبع المنتظم. وشكل هذا اللقاء، الذي نظمته مجموعة (ميرك سيرينو)، الفاعل الألماني في الصناعة الصيدلانية، مناسبة لرصد واقع هذا المرض بالمغرب والجزائر وتونس وتبادل الخبرات والتجارب في مجال معالجة وتشخيص داء السكري. وأجمع المشاركون على أن داء السكري يشكل أحد المشاكل الصحية المقلقة، حيث أن محاربة هذا الداء لا تقتضي تدخل قطاع الصحة فقط، بل مسؤولية المجتمع ككل. وأكدوا أنه في معظم الحالات، فإن أسباب داء السكري لا تزال مجهولة، نتيجة لمجموعة من العوامل البيئية والوراثية، مشيرين إلى أن هذا التطور يرجع أساسا إلى قلة المعلومات وغياب تربية طبية لدى مرضى السكري، والتشخيص المتأخر للحالات ذات المضاعفات. وأشاروا إلى أنه في المغرب يقدر معدل انتشار المرض ب7 في المائة، وفقا بعض الدراسات الوبائية في المملكة، أنجزت على أكثر من 20 حالة من النساء والرجال في الوسطين القروي والحضري، في حين أن النسبة تتجاوز 10 في المائة للفئة العمرية التي تفوق 50 سنة. وسجل المشاركون أنه على الرغم من التقدم الذي سجل في مجال مكافحة هذا الداء، غير أن واقع هذا المرض يبقى «مقلقا» حسب التوقعات في أفق 2030، التي تشير إلى احتمال ارتفاع نسبة الإصابة بهذا المرض، والتي من المتوقع أن تقارب 400 ألف في المغرب. ولمواجهة هذه الإشكالية والمساهمة في الحد من عبء ونسبة الوفيات في صفوف المصابين بداء السكري، أكد المشاركون على أهمية تكوين الأطباء، والتشخيص المبكر الدائم والوقاية، خاصة من خلال إتباع نظام غذائي صحي والتمارين الرياضية. وأوصى هؤلاء الأخصائيون بوضع مخطط عمل صحي في بلدان المغرب العربي من أجل تحسين الرعاية الصحية لمرضى السكري، وتعزيز إستراتيجية التواصل.