أكد المندوب السامي للمياه والغابات ومحاربة التصحر عبد العظيم الحافي "أن جهة طنجة تطوان، وجهة الحسيمة تاونات والجهة الشرقية تعد أكثر المناطق تعرضا للحرائق التي تجتاح الغابات على المستوى الوطني. وأوضح المندوب السامي الذي كان يتحدث خلال اجتماع للجنة المديرية للوقاية ومكافحة حرائق الغابات، خصص لدراسة حصيلة حملة مواجهة هذه الحرائق سنة 2009، فضلا عن تحليل مختلف الإجراءات لتعزيز مقاربة التدخلات الاحترازية لمواجهة الظاهرة خلال السنة الجارية، أن 501 حريقا تم تسجيله خلال السنة الماضية، على مساحة تقدر ب3108 هكتارا، قائلا "أن منطقة الريف تبقى أكثر الجهات تضررا، حيث تم تسجيل 40 حريقا، أتت على مساحة تقدر ب1079 هكتارا من الغابات وهو ما يمثل 35 في المائة من المساحة الإجمالية، تليها الجهة الشرقية حيث أتت بها الحرائق على 857 هكتارا ". وشدد المسؤول الحكومي على الأهمية القصوى التي يمثلها المخطط المديري لمحاربة حرائق الغابات والذي بمقتضاه يتم إشراك جميع المتدخلين في هذا الميدان (القوات المسلحة الملكية والقوات الجوية الملكية والدرك الملكي والقوات المساعدة والوقاية المدنية والسلطات المحلية)، حيث يتم تحديد اختصاصات كل شريك بوضوح، من مرحلة إطلاق الإنذار إلى مرحلة السيطرة على الحريق. مبرزا أهمية مجموعة من العناصر على مستوى الوقاية من الحرائق، وأشار في هذا الصدد إلى عملية تحسيس الساكنة، والمراقبة والرصد التي يقوم بها حراس الغابة المتنقلون والمستقرون منهم، هذا بالإضافة إلى خريطة مخاطر دينامية والتي تمكن من تحديد مناطق الإنذار المبكر والتدخل في أسرع وقت ممكن، محذرا من الأخطار التي تتهدد الغابة هذه السنة نتيجة انتشار الغطاء النباتي بشكل كثيف اعتبارا للأمطار التي عرفها المغرب خلال الثلاث سنوات الأخيرة. ومن جانبه أكد عمر الحضرمي الوالي بالإدارة المركزية بوزارة الداخلية، على التعاون وتضافر الجهود بين الجهات المعنية خاصة على المستوى المحلي خلال عمليات التدخل، معتبرا أن ذلك من شأنه التقليل من نسبة انتشار حرائق الغابات وتوسعها. وربط الوالي الذي بدا منزعجا من حجم الحرائق التي اجتاحت مناطق محددة بشمال المغرب، انتشار هذه الآفة بجشع المضاربين العقاريين وانتشار زراعة الكيف هذا فضلا عن غياب الحكامة الجيدة، قائلا "إن المنطقة تحمل الكثير من العناصر التي ستجعلها مستقبلا من أغنى المناطق في المغرب وهذا الأمر يدعو جميع الأطراف المعنية إلى التدخل من أجل وقف ما تشهده المساحات القليلة من الغابات من حرائق واجتثاث يكون في غالب الأحيان بفعل الإنسان". أما عبد الكريم اليعقوبي الجنرال دو ديفزيون مفتش الوقاية المدنية، فقد أشار إلى الوسائل البشرية والمادية التي سخرتها الوقاية المدنية لمواجهة حرائق الغابات، ودعا إلى تضمين "خريطة المخاطر" معطيات دقيقة حول الحرائق والتي تمكن من تحديد مناطق خطر اشتعال الحرائق وإطلاق الإنذار المبكر والتدخل في أسرع وقت ممكن.