أسماء مهيب: ثمة عقليات جديدة ستساهم بشكل كبير في تحريك عجلة النمو الاقتصادي والاجتماعي في البلدان العربية أكدت أسماء مهيب، رئيسة الممثلية الدائمة لاتحاد المستثمرات العرب بالمغرب والمغرب العربي، أن الاتحاد يمثل في عمقه رسالة ثقة وأمل للمرأة العربية، لتحفيزها على ولوج عالم الاستثمار في إطار الندية مع الرجل، مشيرة إلى أن مشاركتها في هذا المجال، الذي يمثل العصب النواة لانطلاقة اقتصادية، تعتبر القنطرة الأكيدة التي يمكنها أن تخول للمرأة العبور إلى بر النمو الاقتصادي والاجتماعي. وأبرزت خلال لقاء صحفي نظم بمدينة الدارالبيضاء، نهاية الأسبوع المنصرم، أن «التفاؤل مسألة ضرورية في اعتقادي بالنسبة للفاعلين في المجال الاقتصادي اليوم، شريطة تجاوز العقليات التقليدية، وفتح المجال للتجديد والإبداع بترابط مع تحولات الاقتصاد والمجتمع العربيين»، مضيفة أن هناك من الأسباب الموضوعية ما يكفي ليبرر أن المجتمعات العربية بكل أصنافها، بدأت تعرف تناميا واضحا لعقليات جديدة ستساهم بشكل كبير في تحريك عجلة النمو الاقتصادي والاجتماعي في هذه البلدان. وفي سياق ذي صلة، قالت مهيب إن النشاط النسوي ما يزال في المراحل الأولى من حيث إسهامه في تحقيق النمو الاقتصادي، داعية في نفس الوقت إلى تعزيز هذا النشاط ليزداد تنوعا، ويفسح المجال أمام أكبر عدد من الأفراد للاستفادة من ثمار التقدم وتوظيف ما تتيحه التكنولوجيا من منافع عدة لبناء مجتمع المعرفة. كما أكدت الأهمية القصوى التي يكتسيها عطاء المرأة في الاقتصاد المعاصر، سواء على المستوى النظري، أو في ما يخص الإبداع في مجال التدبير والتسيير. وبالموازاة مع ذلك، أضافت مهيب أن هذا الملتقى الدولي الأول بالدارالبيضاء المنظم من طرف تمثيلية الاتحاد، يشكل مناسبة لترجمة بعض توصيات مؤتمر الصخيرات إلى مبادرات عملية تذيب كل المعيقات التي تواجه الاستثمار عامة، والنسائي منه على وجه الخصوص، من خلال فعل متعدد الأبعاد في علاقة مع المؤسسات الدولية والجهوية، إضافة إلى التعاون والتنسيق مع المنظمات العاملة في البلدان العربية. وأما عن الترتيبات المتعلقة بهذه التظاهرة، فقد أفادت مهيب أن الأمور تسير على أحسن وجه، إذ أكدت بلدان كثيرة عربية وأجنبية حضورها، مشيرة إلى أن الممثلية ماتزال تتلقى الأجوبة الإيجابية من طرف مجموعة من المستثمرين والمنظمات الدولية من شتى أرجاء العالم، متمنية في نفس الوقت أن تضيف بهذه التظاهرة لبنة جديدة لعمل الممثلية الدائمة لاتحاد المستثمرات العرب بالمغرب العربي. وعن أهداف الاتحاد، قالت مهيب إن هذا الأخير يهدف إلى تشجيع المستثمرات العرب لإقامة مشروعات عربية وأجنبية مشتركة، بهدف الاستفادة من التكنولوجيا العالمية، والعمل على تحفيز الاستثمار في العالم العربي، والسعي الجاد لجلب رؤوس الأموال العربية والأجنبية للاستثمار في البلدان العربية، ودعم الجهود الهادفة إلى تنمية الاستثمار العربي والأجنبي. هذا وتنظم الممثلية الدائمة لاتحاد المستثمرات العرب بالمغرب والمغرب العربي، السوق الدولي الأول للاستثمار، في الفترة الممتدة ما بين 23 و 26 نوفمبر 2010 بالدارالبيضاء، تحت شعار «الاندماج الاقتصادي: أية آفاق للعالم العربي والاستثمار؟» ويشارك في هذا السوق «الملتقى» الدولي الأول للاستثمار، بالإضافة إلى أعضاء اتحاد المستثمرات العرب، دول من أوروبا، وإفريقيا، وأميركا، ومنظمات دولية جهوية ووطنية. كما تشارك في هذا الملتقى أزيد من 20 دولة عربية، بالإضافة إلى دعوة عدد من المنظمات الدولية، كالبنك الدولي، وصندوق الأممالمتحدة الإنمائي للمرأة، ناهيك عن عدد من الدول من مختلف بقاع العالم. ويشمل برنامج هذه التظاهرة تنظيم معرض، ومحاضرات وجلسات ومناظرات كبرى وورشات وندوات ولقاءات أعمال، تؤطرها شخصيات وازنة من عالم السياسة والاقتصاد والمال وخبراء. ويسعى المنظمون من خلال هذه التظاهرة الدولية إلى تحديد وسائل وسبل الاندماج الاقتصادي، وتحديد الشراكة بين القطاعين العام والخاص، وبلورة استراتيجيات وسياسات عمل مشتركة من أجل الرفع من مستوى الاستثمار الخاص بالعنصر النسائي، ودراسة وتحديد علاقة العالم العربي مع الاتحاد الأوروبي. وجاءت فكرة إنشاء اتحاد المستثمرات العرب، كمنظمة اقتصادية تضم نخبة من الكفاءات والخبرات النسائية بهدف تشجيع الاستثمار، وتنمية العلاقات الاقتصادية بين الدول العربية وإثراء الدور الاقتصادي للنهوض بالمرأة العربية إقليميا ودوليا. وقد جرى الإعلان من طرف مجلس الوحدة الاقتصادية العربية في 27 دجنبر 2004 عن ميلاد اتحاد المستثمرات العرب بوصفه كيانا اقتصاديا يعمل تحت مظلة المجلس، ويضم في عضويته ستة عشر دولة.