يبدو أن المسلسل المشوق الذي عشناه ونحن ننتظر إريك غيريتس المدرب الجديد للمنتخب الوطني المغربي، كان وراء الحضور المكثف لوسائل الإعلام الوطنية والأجنبية للندوة الصحفية التي تم تقديمه خلالها بقصر المؤتمرات محمد السادس الدولي بالصخيرات، مساء أول أمس الثلاثاء. رئيس الجامعة علي الفاسي الفهري، ذكر في كلمة تمهيدية، بالأوراش التي فتحها المكتب الجامعي من أجل إصلاح كرة القدم المغربية سواء على مستوى الفرق عن طريق دعم التكوين، أو على مستوى الفريق الوطني فيما يخص الاهتمام بالمنتخبات الوطنية بجل الفئات. وبخصوص المنتخب الأول، قال علي الفاسي إن التعاقد مع اريك غيريتس سيمتد على مدى أربع سنوات، على أساس عقدة أهداف واضحة وهي التأهيل لكأسي إفريقيا 2012 و2013، وإلى نهائيات كأس العالم 2014 بالبرازيل. وأكد رئيس الجامعة أن المدرب الجديد يتمتع بكامل الصلاحيات بصفته المسؤول الأول والأخير عن كل ما يهم شؤون المنتخب الوطني. إذن أهداف واضحة ومسؤولية كل طرف واضحة، يضيف رئيس الجامعة، كما أن إمكانية فسخ العقد واضحة في حالة عدم تحقيق الأهداف المتوخاة، والمنصوص عليها بوضوح بالعقد الموقع بين الطرفين. المدرب غيريتس أكد في معرض إجاباته على أسئلة الصحافيين، أن جميع اللاعبين المغاربة سواء الممارسين بالبطولة المحلية أو المحترفين، لهم نفس الحظوظ للدفاع عن القميص الوطني، شريطة حب هذا القميص والافتخار بحمله. وقال إنه سيتتبع عن قرب كل اللاعبين المغاربة الذين يمارسون بالخارج، كما سيتابع بعض مباريات الدوري المحلي، ولن يمارس أي ضغط على اللاعبين المترددين بين الانضمام للمنتخب المغربي أو غيره، وردد أنه يحب التعامل بصفة أساسية، مع اللاعبين الواثقين من اختياراتهم. وقال غيريس خلال هذا اللقاء الإعلامي التقديمي الذي حضره صحفيون من بلجيكا، إنه سيعيش لأول مرة تجربة تدريب منتخب وطني، إلا أن هذا لن يمثل بالنسبة له، أي عائق بحكم تجربته الدولية كلاعب. أما السؤال الذي كثيرا ما ردده الشارع المغربي والمتعلق بالراتب الذي سيحصل عليه غيريس، فقد جاء جواب رئيس الجامعة عاما، حيث حدد الراتب في زيادة 33 في المائة عن الراتب الذي كان يتقاضاه المدرب السابق للمنتخب الوطني الفرنسي روجي لومير، مما اعتبر تهربا من الإفصاح عن الأجر الحقيقي، ليضع الوسط الرياضي في تمرين بسيط لمن يريد بالتحديد، معرفة الأجر الذي كان يتقاضاه المدرب الفرنسي روجي لومير. ولعل الملاحظة الأساسية خلال هذه الندوة، تمثلت في محافظة اريك غيرتس على هدوئه، بالرغم من الطابع الاستفزازي لبعض المداخلات التي خرجت عن نطاق الأسئلة، خصوصا فيما يتعلق برفض الشعب المغربي له كمدرب سيتقاضى الكثير من المال العام، أو حين تم تذكريه بواقعة توقيفه لمدة ثلاث سنوات في بداية الثمانينيات من القرن الماضي، إثر تورطه في التلاعب بنتيجة إحدى مباريات الدوري البلجيكي، حيث كان حينها غيريتس عميدا لفريق «ستاندار دولييج». لم ينفعل المدرب الجديد للمنتخب الوطني، والأكثر من ذلك، اعترف بخطيئته معتبرا إياها تجربة استفاد منها في تصحيح مساره الكروي، حيث عاد بعد التوقيف إلى المنتخب البلجيكي، ولعب نصف نهاية كأس العالم سنة 1986 بالمكسيك، وقال إنه يركز دائما على المستقبل الذي يراه زاهرا مع المنتخب المغربي، بحكم تفاؤله وثقته في عدد كبير من اللاعبين المغاربة الذين اقتنع بإمكانياتهم التقنية. كلام غيرتس يعني أنه لن يبدأ عمله مع المنتخب الوطني من الصفر. ومهما ارتفع أجره الذي بقي في طي الكتمان، فإن الشعب المغربي التواق إلى النتائج وإلى الانجازات، لن يبحث كثيرا في هذا الأمر عندما يقف على نجاح غيرتس في مغامرته الجديدة كما سماها الفاسي الفهري وعندما يرى فريقه الوطني في أبهى وأجمل صورة.