تتزايد أهمية أغمات، ليس فقط باعتبارها موقعا تاريخيا وحضريا، ارتبط على الخصوص بدولة المرابطين، حيث شكل عاصمتها الأولى قبل بناء مدينة مراكش، بل إنه نقطة جذب سياحية لاحتضانه من قبل أشهر شعراء الملوك بالأندلس، ولكونه مدفنا أيضا لعشرات الأولياء والمتصوفة الذين ماتزال أضرحتهم قائمة تشهد على زمن تليد ازدهر فيه التصوف بالمغرب، وارتبط في نفس الآن بالعلوم الرياضية والهندسية والفلكية. ولعل اسم ابن البناء المراكشي وابن علي يثيران في نفس الآن إلى هذه الإزدواجية العجيبة في تاريخنا. علاوة على ذلك، فأغمات مشهورة اليوم لاحتضانها عشرات بل مئات المغارس، والتي أصبحت تصدر ما لا يحصى من الأغراس والمشتلات إلى كل ربوع المملكة. ولسبب وفرة المياه ومجاورة واد اغمات، فإن وفود السواح والراغبين في الاستقرار بها من مدن الجوار هو في تزايد مستمر. إلا أن الوضع الأمني بمنطقة أغمات الآن، غير منسجم مع التطور المتسارع الذي يعرفه الموقع، ولا مع التوجهات الجديدة التي تشكل اليوم حجر الزاوية في المخطط التنموي الشامل الذي اختاره المغرب. وبارتباط مع كل ما تقدم، نشير إلى الخطورة المتزايدة التي أصبح يشكلها ترويج المخدرات على حاضر ومستقبل الأطفال والشباب بالمنطقة، فالسكان يلاحظون باستنكار واستغراب كيف يتم التساهل والتغاضي عن تجارة وعصر الماحيا والكيف ومنتجاته. ومن الخطير جدا أن أصبحت أبواب وجنبات المؤسسات التعليمية مجالات لترويج الأكياس البلاستيكية المشحونة بسموم بيضاء مهلكة لصحة الصغار خاصة. وهي تضرب في الصميم تلك الجهود المضنية والمتواصلة، التي تبذلها وزارة التربية الوطنية، وهيئات الأساتذة. كما أصبح مركز أغمات يعرف تناميا لعمليات السرقة، واعتراض سبيل المتسوقين وسلبهم ما يحملون من متاع الدنيا، ومثال ذلك جريمة قتل ذهب ضحيتها أحد المتسوقين بدوار البوخاري، هذه الجريمة لم يتم لحد الآن الكشف عن ملابساتها، إلا أن آثارها المرعبة ماتزال تقض مضاجع السكان، وحتى بعد تطبيق بنود مدونة السير ما يزال النقل السري يتم فوق آليات مهترئة، يتزايد معها الخطر الذي يهدد سلامة الركاب الأبرياء. وتبقى مراجعة الوضع الأمني وتدقيق المسؤولية عنه مطلبا ملحا لساكنة أغمات.