عميد المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية يدعو إلى ضرورة الانخراط في الأوراش المؤسساتية الرامية إلى النهوض بالثقافة الأمازيغية دعا عميد المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية، أحمد بوكوس، السبت الماضي بالرباط، إلى ضرورة انخراط الجميع في الأوراش المؤسساتية الرامية إلى النهوض بالثقافة الأمازيغية. وأوضح بوكوس، خلال ندوة صحفية نظمها المعهد بمناسبة الاحتفال بالذكرى التاسعة للخطاب الملكي بأجدير وتأسيس المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية، أن النهوض بالأمازيغية يستوجب تضافر جهود الجميع، من مؤسسات ومنظمات وأفراد وجماعات، معتبرا أن إدراج الأمازيغية في مختلف السياسات العمومية المغربية، لا سيما في مجال الإعلام والتعليم، يشكل مكسبا هاما للمملكة. وأعرب في هذا الصدد عن ارتياحه لتحول الحديث من إدماج الأمازيغية في المشروع المجتمعي الوطني إلى الحديث عن الطرق الإجرائية لتنفيذ الإرادة السياسية التي عبر عنها الملك محمد السادس سنة 2001 في السياسات العمومية. وبخصوص وضعية اللغة الأمازيغية داخل المنظومة التعليمية، أوضح بوكوس، أن نسبة متعلمي هذه اللغة تمثل حاليا 10 في المائة من التلاميذ بسلك التعليم الابتدائي، كما أن عدد الأساتذة وصل إلى 1200 والأقسام حوالي 4000، فيما بلغ عدد المسجلين في مسالك الدراسات الأمازيغية برسم السنة الجامعية الحالية أزيد من ألف طالب يتابعون دراستهم بكل من وجدة وفاس وأكادير. وبعد أن نوه بتجربة تدريس اللغة والثقافة الأمازيغية داخل المدرسة والجامعة، سجل بوكوس بالمقابل أن تعميم تدريس هذه اللغة لم يشمل بعد كامل التراب الوطني وأن الموارد البشرية لا تزال تعرف عجزا خصوصا على مستوى المؤطرين والمفتشين. من جانب آخر، ذكر بوكوس بأهمية إطلاق القناة الأمازيغية والشراكات التي تربط المعهد بعدد من المؤسسات والجمعيات التي تعنى بالنهوض بالثقافة الأمازيغية وكذا بالمكاسب الحقوقية التي تحققت للمهتمين بالشأن الأمازيغي، مشيرا إلى أن المغرب أصبح، بالنظر إلى هذه الاعتبارات، يحتل مكانة متقدمة في مصاف البلدان التي تعرف دينامية كبيرة في مجال التعدد اللغوي والثقافي. وفي هذا السياق، شدد بوكوس أن المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية «سيسهم في التصدي لبعض الطروحات التي تشكك في الإرادة السياسية للمغرب والانخراط المجتمعي في مشروع النهوض بالأمازيغية»، مبرزا أن الخطاب الملكي السامي لأجدير يشكل «السند السياسي والقانوني لسياسة وطنية جديدة تؤسس لمفهوم متقدم للثقافة الوطنية متعددة الروافد والمنفتحة على العالم المعاصر». وقد تميزت هذه الندوة بتدخلات العديد من الفعاليات المهتمة بالشأن الأمازيغي تمحورت حول إبراز المكاسب التي تحققت في مجال النهوض بالثقافة الأمازيغية، وكذا الإكراهات المطروحة من قبيل تعميم تدريس اللغة الأمازيغية وإدراج البعد الأمازيغي في إطار مشروع الجهوية الموسعة وضعف التحسيس بأهمية الثقافة الأمازيغية في وسائل الإعلام. تسليم جوائز الثقافة الأمازيغية برسم سنة 2009 خلال حفل فني بالرباط ومساء نفس اليوم، شهد المسرح الوطني محمد الخامس، تنظيم حفل فني تم خلاله تسليم جوائز الثقافة الأمازيغية برسم سنة 2009 التي يمنحها المعهد الملكي للثقافة الامازيغية. فخلال هذا الحفل الذي نظمه المعهد، تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس بمناسب الذكرى التاسعة لخطاب أجدير التاريخي وذكرى تأسيس المعهد، سلمت الجائزة التقديرة للثقافة الأمازيغية برسم سنة 2009 للأستاذ والباحث إبراهيم أخياط. وسلمت أيضا خلال هذا الحفل، الذي حضرته شخصيات من مختلف المشارب منها على الخصوص وزير الثقافة بنسالم حميش وعميد المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية أحمد بوكوس, الجائزة الوطنية للفكر والبحث للكاتب والباحث الصافي مومن علي، والجائزة الوطنية للإبداع الأدبي لكل من فؤاد أزروال والحسن زهور، والجائزة الوطنية للترجمة لكل من العربي مموش وعمر أفا وإبراهيم شرف الدين. كما تسلم الجائزة الوطنية للتربية والتعليم الأساتذة عبد الله أزنتو والمصطفى عقاد وابراهيم بخشين ونادية كجى وإدريس يشو وابراهيم عزيزي، فيما تسلمت كل من خديجة عزيز ورشيدة أمرزيك الجائزة الوطنية للإعلام والاتصال. وبخصوص الجائزة الوطنية للفنون صنف الأغنية العصرية فكانت من نصيب امبارك والعربي, وفي صنف الأغنية التقليدية لحساين موحاج (بومية), وفي صنف الرقص الجماعي فرقة احمامن عين الشكاك (صفرو) وفرقة شباب ماخفامان بجماعة أساكي (تارودانت). أما الجائزة الوطنية للفنون في صنف المسرح فمنحت هذه السنة لفرقة فوانيس, بورززات, عن مسرحها «بوتارشومين», وفرقة البديل المضيء من الخميسات عن عملها الركحي «أبريد أقورار», وحاز على الجائزة الوطنية للفنون صنف الفيلم الأمازيغي كل من عبد اللطيف أفضيل عن فيلمه «تتفاحت تزواغت» (التفاحة الحمراء), ومراد خلو عن عمله السينمائي «أييس إينو» (حصاني), فيما عادت الجائزة الوطنية للمخطوط الأمازيغي لمحمد كنبارك. وفي تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء على هامش هذا الحفل, أكد أحمد بوكوس على أن جوائز الثقافة الأمازيغية تروم تشجيع وتحفيز المبدعين والباحثين في مختلف المجالات التي تعنى بالثقافة الأمازيغية, وكذا خلق الظروف لاستدامة هذه الثقافة وتشجيع المهتمين بها. وذكر العميد بأهم الأوراش التي يشتغل عليها المعهد، خاصة المتعلقة منها بالتعاون مع وزارة التربية الوطنية في إطار مشروع إدماج الأمازيغية في المنظومة الوطنية للتربية والتكوين وإدماجها في الحقل السمعي البصري. من جانبه ذكر محمد المنور, رئيس لجنة الجائزة الوطنية للثقافة الأمازيغية, في كلمة بالمناسبة, بأهم أهداف المعهد والتي تتمثل في تنفيذ السياسات المعتمدة في هذا المجال، والعمل على إشعاع الثقافة الأمازيغية في الفضاءات الاجتماعية والثقافية والإعلامية وطنيا وجهويا ومحليا. وأضاف أن من بين هذه المهام أيضا جعل المعهد قطبا مرجعيا والمساهمة في الحفاظ على الثقافة الأمازيغية والنهوض بها في جميع تعابيرها، مبرزا أن الجائزة الوطنية تدخل في هذا الإطار. من جهته اعتبر الأستاذ فؤاد أزروال الفائز بالجائزة الوطنية للإبداع الأدبي في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن حصوله على هذه الجائزة أتى تتويجا لأبحاثه التي تنطلق من «رؤية جادة وحديثة لمفهوم الإبداع الجديد»، وذلك بتنويع التقنيات السردية وتجاوز الحكي أو القص التقليدي، مضيفا أن الجائزة دافع لمواصلة اشتغاله على الإبداع الأمازيغي برؤى وأدوات ثقافية وأدبية معاصرة وحديثة. أما الصحفية خديجة عزيز الفائزة بجائزة الإعلام المكتوب, فاعتبرت من جانبها أن هذه الجائزة تشكل دفعة قوية في اتجاه تشجيع الكتابة الصحافية, مضيفة أنها تأتي أيضا في إطار تشجيع الكتابات النسائية المهتمة بهذا المجال وبالإبداع بمفهومه الشامل. وقد تميز هذا الحفل, ببرمجة مجموعة من الفقرات الموسيقية والغنائية تضمنت لوحات فنية من أداء كورال المعهد ومجموعة إثران ميمون الرحموني ومجموعة أيت علي أوسعيد بوضار, وأحواش إيمي نتانوت وإسمخان (تنغير) ومجموعة كبيري حوسي.