نظمت مؤسسة محمد السادس لإعادة إدماج السجناء بمدينة قلعة السراغنة لقاء تحسيسيا حول الإدماج الاجتماعي والمهني لفائدة نزلاء المؤسسات الإصلاحية ضم ممثلي الهيئة القضائية ومختلف الفاعلين الإقتصاديين وفعاليات المجتمع المدني ومديري ورؤساء المؤسسات العمومية والمصالح الخارجية المعنية. وقدم منسق المؤسسة خلال هذا اللقاء عرضا مفصلا حول هذه المؤسسة منذ إحداثها في يناير 2002، مبرزا الأهداف الثلاثة التي رسمها جلالة الملك محمد السادس لهذه المؤسسة الاجتماعية والمتمثلة بالأساس في جعلها «قوة اقتراحية» تعمل من أجل «أنسنة ظروف العيش داخل السجون» ووضع «برامج لمحاربة الأمية والتعليم والتكوين». وأضاف أن مؤسسة محمد السادس لإعادة إدماج السجناء التي تحمل شعار «إعادة الإدماج مسؤوليتنا جميعا»، جاءت لترتقي بالمؤسسة السجنية من فضاء اقتصرت مهمته في السابق فقط على الحرمان من الحرية الى فضاء يضمن الكرامة للمواطن السجين، معتبرا أنه تغيير استراتيجي إنساني وحضاري نبيل جعل من تجربة المغرب في هذا المجال قدوة تحظى على الصعيد الدولي بتقدير واحترام كبيرين. وأبرز أن اعتماد الأساليب العلمية الحديثة في التأهيل والإصلاح وبلورتها عبرالمقاربة التشاركية مع كافة الفاعلين الاقتصاديين والمؤسسات العمومية والقطاعات الحكومية والمجتمع المدني سوف يمكن المؤسسة من تعميم برنامج عملها لينتقل من 40 مؤسسة سجنية حاليا الى تغطية كافة المؤسسات السجنية على الصعيد الوطني لفائدة 60 ألف نزيل في ميادين التكوين والتأهيل المهني والتعليم ومحاربة الأمية. وبخصوص السجناء المفرج عنهم، أكد منسق المؤسسة أن هذه الأخيرة أحدثت مراكز الرعاية اللاحقة خارج المؤسسة السجنية للسهر على المصاحبة الاجتماعية بهدف تيسير سبل إدماجهم في المجتمع وذلك بعد أن يكونوا قد استفادوا من آليات اعادة الإدماج وكسب نوع من الثقة في النفس وإزاء المؤسسة التي تشرف على تأهيلهم وخلق مشاريعهم. ومن جانبه عبر عامل الإقليم عن استعداد الفاعلين الاقتصاديين والاجتماعيين والمجتمع المدني لدعم هذا العمل الإنساني النبيل الذي اعتبره جزءا لا يتجزأ من الورش الحقوقي الكبير المندرج ضمن الإصلاحات الإقتصادية والإجتماعية الكبرى التي تشهدها المملكة والمنبثقة من التوجيهات الملكية السامية التي يحتل فيها الشق الاجتماعي حيزا هاما غير مسبوق بدء بالمبادرة الوطنية للتنمية البشرية ووصولا الى مؤسسة محمد الخامس للتضامن والتي تصب كلها في تأهيل العنصر البشري من أجل الإنخراط في التنمية الشاملة. ولاحظ أن المؤسسة السجنية لم تعد حصنا مغلقا بل أصبحت مدرسة فرصة العمر الثانية وفضاء مفتوحا تقاس به درجة تطور المجتمعات وتحضرها من خلال ما يعتمل داخلها من برامج لتأهيل نزلائها وإعادة إدماجهم كمواطنين أسوياء في المجتمع حتى يساهموا بدورهم عبر المهارات والقدرات التي اكتسبوها داخلها في تنمية بلدهم. ويتوفر برنامج مؤسسة محمد السادس لإعادة إدماج السجناء التي تساهم في تكوين ستة آلاف نزيل سنويا، على 54 شعبة في مجال التكوين المتنوع في قطاعات التربية والفلاحة والصناعة التقليدية والسياحة والشباب والرياضة فضلا عن الأنشطة الثقافية والفنية والترفيهية. وبلغ عدد المستفيدين حتى الآن من عملية إعادة الإدماج 1054 شخص خمسة منهم أحدثوا مقاولاتهم الخاصة ولم يتجاوز عدد حالات العود بالنسبة للمستفيدين ثلاثة بالمائة.