البرنامج الاستعجالي في التعليم لم يحقق بعد نتائج ملموسة في الحياة المدرسية تقدم المستشار العربي خربوش رئيس فريق التحالف الاشتراكي بمجلس المستشارين يوم الثلاثاء الماضي بسؤال شفوي آني موجه لكاتبة الدولة لدى وزير التربية الوطنية والتعليم العالي وتكوين الأطر والبحث العلمي المكلفة بالتعليم المدرسي، حول الدخول المدرسي وحصيلة سنة من البرنامج الاستعجالي، طلب من خلاله تقييما للحصيلة الأولية لتنفيذ هذا البرنامج والصعوبات التي واجهها، كما تساءل عن المشاريع الكبرى المبرمجة للسنة الدراسية الحالية، خاصة وأن البرنامج الاستعجالي في قطاع التربية الوطنية يدخل سنته الثانية، مما يستدعي ضرورة الوقوف على الحصيلة الأولية لهذا البرنامج الهام لإنقاذ التعليم من أزمته، علما أن هذا البرنامج، يضيف العربي خربوش يتوفر على كل الإمكانيات المالية التي كانت تنقص القطاع ويمكن أن يساهم في التخفيف من أزمة التعليم ببلادنا والتي تتجسد خاصة في الاكتظاظ، ضعف التأطير، هشاشة البنيات الأساسية خاصة في العالم القروي، إضافة إلى أن المقررات غير مواكبة لتحولات الاقتصاد والمجتمع، وكذا انسداد الآفاق وغيرها من القضايا التي ما زالت تطبع القطاع رغم كل الجهود المبذولة. وأشار رئيس فريق التحالف الاشتراكي، إلى أن البرنامج الاستعجالي، رغم أهميته، لم يعط لحد الآن نتائج يلمسها المتعلمون والمدرسون والإدارة التربوية على مستوى حل المعضلات التي تعاني منها المدرسة العمومية وعلى مستوى جودة التكوين... وقالت لطيفة العابدة كاتبة الدولة لدى وزيرالتربية الوطنية والتعليم العالي وتكوين الأطر والبحث العلمي المكلفة بالتعليم المدرسي، التي كانت تجيب على عدد من الأسئلة الآنية متعلقة بالدخول المدرسي من بينها سؤال فريق التحالف الاشتراكي أن حصيلة البرنامج الاستعجالي كانت إيجابية وجد مشجعة سواء من خلال مؤشرات التمدرس التي تم تحقيقها، أو من خلال التقدم الحاصل في تفعيل مشاريع البرنامج الاستعجالي أو من خلال تطوير حكامة المنظومة والتحكم في مسارها، حيث ارتفع عدد التلاميذ بنسبة 2.4% مقابل %1.2 في المتوسط السنوي خلال العشرية المنصرمة وتراجعت نسب الهدر المدرسي بنقطتين في المتوسط حسب الأسلاك التعليمية، وتحسنت نسب النجاح في الامتحانات الإشهادية. وبخصوص تفعيل مشاريع البرنامج ألاستعجالي، قالت السيدة الوزيرة أنه بخصوص توسيع العرض التربوي وتأهيله فقد تم فتح 302 قسما جديدا بمؤسسات التعليم الابتدائي العمومي وإحداث تسع مراكز للموارد للتعليم الأولي، واستفادت حوالي 35 ألف مؤسسة من والتأطير التربوي، كما تم إحداث 359 مؤسسة تعليمية وتأهيل 284 داخلية. وفيما يتعلق بتدريس اللغة الأمازيغية فقد ارتفع عدد المؤسسات التي تدرس بها الأمازيغية إلى ما يفوق 3700 مؤسسة، كما تم دعم خدمات المطاعم المدرسية والداخليات التي ارتفع عدد المستفيدين منها بما يناهز 150 ألف مستفيدة ومستفيد أي بنسبة 15%، فضلا عن الرفع من قيمة منحة الداخلية بحوالي 80%. كما ارتفع عدد المستفيدين من مبادرة مليون محفظة ثلاث مرات، من 1.2 مليون إلى 3.7 مليون مستفيدة ومستفيد، وتضاعف عدد الأسر المستفيدة من برنامج «تيسير» للدعم المادي من 47 ألف أسرة إلى 162 ألف أسرة، وعدد التلاميذ المستفيدين من 79500 إلى 300 ألف تلميذة وتلميذ،إضافة إلى توفير خدمات النقل المدرسي. وقالت لطيفة العابدة أن هناك مجهودات بذلت لإدماج التكنولوجيات الحديثة للإعلام والاتصال حيث تم ربط 2063 مؤسسة تعليمية و34 مركز تكوين بشبكة الانترنيت. وفي إطار الارتقاء بالحياة المدرسية ومواجهة ظاهرتي الهدر المدرسي والتكرار، فقد تم وضع نظام التتبع الفردي للتلاميذ إلى جانب تنظيم أنشطة الدعم التربوي لفائدة أكثر من 25000 تلميذة وتلميذ. المسؤولة الحكومية قالت في معرض جوابها أن المخطط الاستعجالي يرتكز على مقاربة المشروع، ويتكون من 25 مشروعا بالنسبة للتعليم المدرسي، حيث تم الاشتغال على هذه المقاربة لتحديد أهدافها وتحديد المسؤول عن كل مشروع، وتم تطبيقها على كل مستويات المنظومة مركزيا، جهويا وإقليميا إلى غاية سنة 2012. ولإنجاحها تم توظيف أكثر من 1300 إطار إداري وتقني من مهندسين ومتصرفين وتقنيين. ولكي تعطي هذه المقاربة آكلها، قالت السيدة الوزيرة انه تم الشروع في تحفيز المؤسسات التعليمية على صياغة مخططات لتطوير أدائها في انسجام مع مضامين المخطط الاستعجالي في إطار مشروع المؤسسة. ونظرا لكون العنصر البشري هو المحرك الأساسي لكل إصلاح، فقد خصه البرنامج الاستعجالي بأهمية بالغة من خلال الاستثمار في تأهيله وتاطيره وتحفيزه عبر التواصل والإشراك ومن خلال توفير الشروط الملائمة للاشتغال. إضافة إلى التكوين المستمر الذي سجل 100000.6 يوم تكوين خلال الموسم المنصرم والعمل على توفير ما يناهز 800 سكن بالوسط القروي وبرمجة إنجاز 3100 سكن في 22 إقليم سيتم إنجازها مع وزارة الداخلية في أفق الدخول المدرسي المقبل. في تعقيبه، ثمن المستشار محمد عداب الزغاري من فريق التحالف الاشتراكي المجهودات التي تقوم بها الوزارة، ملحا على ضرورة إعطاء الأولوية للعنصر البشري الذي يعرف خصاصا ونقصا في العدد وفي التكوين، مؤكدا على أزمة المدرسة العمومية و ضعف الجودة وهذا ما يفسر لجوء أغلب رجال ونساء التعليم لتدريس أبنائهم في المدارس الخصوصية، مشيرا إلى ضرورة التركيز على الحاجيات المستعجلة قبل المرور إلى مكملات العملية التعليمية مثل المعلوميات التي لا يتم الاستفادة منها حاليا إلا بشكل محدود... الوزيرة اعترفت بالصعوبات الموجودة حاليا في تصريف البرنامج ألاستعجالي والتي عزتها إلى تراكم عدة سنوات، مضيفة أنه خلال الدخول المدرسي للموسم الحالي تم التمكن من رصد مواقع الخلل من اكتظاظ ونقص في الموارد البشرية، ويتم العمل على إيجاد حلول في إطار تعاون بين الفرق المركزية والفرق الجهوية والإقليمية.