16 أكتوبر ذكرى رحيل محمد الركاب السينما... مفردة سحرية مفعمة بالخيال والانفعالات الحسية المتنوعة، مرآة تعكس المختلف والمتشابه في الإنسان والسينما أيضا طقس خاص، يتجاوز حدود الواقع في كل الاتجاهات وقد يلتصق به من خلال إعادة إنتاجه عن طريق الصورة والكلمة، ليبقى قريبا...قريبا من الناس البسطاء يترجم حياتهم ويعكس طموحاتهم في عيش أفضل ، وللأسف الشديد أن ممثلي هذا الاتجاه لا ينبتون في الأرض كالفطر حسب كارل ماركس في وصف الفلاسفة، إنهم ثمار لعصورهم. ونحن نحتفل في السادس عشر من أكتوبر باليوم الوطني للسينما الذي يصادف الذكرى العشرين لرحيل المخرج المقتدر والكبير محمد الركاب، محمد الركاب الذي ترك بالغ الأثر الممتد على طول مسار السينما المغربية رغم مسار حياته القصير، هذا الأثر الذي نحته الركاب بالصدق والوعي وفي ظروف شديدة الصعوبة كان الركاب يحلم بسينما وطنية متميزة، سينما تلامس حياة الناس وترصد الواقع الاجتماعي الذي يسبحون فيه. بالكثير من الصدق يمكن القول أن شريط «حلاق درب الفقراء» كان أول عمل سينمائي وطني يصل إلى عمق الشارع المغربي، ويلقى تفاعلا ملحوظا، باعتباره شكل كشفا حقيقيا يتجاوز السائد والمألوف، شريط قوي، نابض بالحياة ويحتوي على الكثير من الواقعية الشاعرية، مع حمولة درامية كثيفة لا تهمل شروط الفرجة، وكذلك الكثير... الكثير من الالتزام تجاه المناخ و الهوية الثقافيين للمجتمع المغربي في تلك الفترة، هذا العمل المتميز الذي كتب له السيناريو والحوار يوسف فاضل، وتألق في تشخيص البطولة فيه، الممثل الكبير محمد الحبشي، إلى جانب صلاح الدين بنموسى، عبد اللطيف خمولي، خديجة خمولي ، عمر شنبوط، محمد تاجر... وآخرون.. تغير كل شي صارت ظروف العمل في السينما ميسرة سواء على مستوى أدوات الاشتغال التي بسطتها التكنولوجيا الحديثة، والثورة الرقمية، أو من خلال الدعم الغزير الذي تقدمه الدولة للرقي بالفعل السينمائي،عبر المركز السينمائي المغربي أو بالنظر إلى الانفراج الكبير الذي صار يعيشه المغرب على مستوى الحريات الفردية، وانتفت الرقابة القامعة لكل اجتهاد إبداعي، كل هذا توفر لكن السينما المغربية صارت أشد حاجة إلى مبدعين وطنيين من أمثال محمد الركاب.