وضعية التوزيع السينمائي ببلادنا سيئة يرسم الموزع السينمائي نجيب بنكيران في هذا الحوار الخاص ببيان اليوم، صورة قاتمة عن نشاط التوزيع السينمائي ببلادنا، ويحدد أسباب ذلك، ويشدد على ضرورة الاهتمام بالقاعات السينمائية. * كيف هي وضعية توزيع الأفلام السينمائية بالمغرب؟ - أظن أنه ليس هناك تطور كبير على هذا المستوى.بل إنه يعرف نوعا من التقلص، حيث أن عدد القاعات السينمائية يتناقص يوما بعد يوم، بصورة رهيبة جدا. اليوم المغرب، أصبح عدد القاعات المتوفرة فيه، لا يتجاوز الثلاثين. ولكن، في مقابل ذلك، نجد أن إنتاج الأفلام، يعرف تقدما ملموسا، وإن كانت الوضعية، يشوبها هذا التناقض، وهذا له تأثير سلبي جدا على عملية التوزيع، لأن عدد الموزعين كذلك تقلص. كان من قبل يفوق عددهم الأربعين، أما اليوم فإن عددهم لا يكاد يتجاوز عدد أصابع اليد الواحدة.كما أن عدد المتفرجين هو الآخر في خط تنازلي.هذه هي الوضعية، إنها سيئة بالنسبة للتوزيع، ولكننا نغطي هذا النقص، من خلال المهرجانات القائمة، ومن خلال عدد الأفلام التي يتم إنتاجها في كل سنة. فخلال السنة الماضية، تم إنتاج خمس عشرة شريطا طويلا، وأكثر من عشرين فيلما قصيرا، إذن بصفة إجمالية هذه هي وضعية التوزيع السينمائي ببلادنا، إنها وضعية صعبة شيئا ما. * ما مدى انعكاس القرصنة على حركة توزيع الأفلام السينمائية المغربية؟ - بالطبع، القرصنة لها تأثير سلبي على عملية التوزيع، فما نراه في العديد من مدننا لا يمكن أن يتصوره العقل، ولكن رغم ذلك، فنحن نتعايش مع هذه الآفة، وعيا منا بأنه يصعب محوها بصفة نهائية، بالنظر لعدة أسباب، منها ما هو اقتصادي واجتماعي. المؤكد أن القرصنة لها تأثيرا كبيرا جدا. * لماذا لا يخوض أصحاب رؤوس الأموال، عملية توزيع الأفلام السينمائية؟ - التوزيع ليس نشاطا مربحا، فهو يتطلب مبلغا كبيرا.إذن هناك مجالات أخرى يمكن الحصول من خلالها على أرباح، بعيدا عن السينما.لكن التوزيع ينبغي ممارسته بكيفية احترافية، والإلمام به، وليس كل من هب ودب، يمكن أن يمارس هذا النشاط، فهو حرفة، مثله مثل حرفة المنتج أو المهندس المعماري، ينبغي أن يدرس، بمصاحبة الإمكانيات المادية الكبيرة.لكن بصراحة، ليس هناك مستقبل يبشر بالخير، في هذا الميدان. حاليا إذا لم نطبق نسبة أربعين في المائة من البرنامج الذي سطرته الوزارة الوصية للنهوض بواقع السينما بالمغرب، لا يمكن أن نتطور. هناك مشروع مطروح، لكن تطبيقه لا يزال مستعصيا. * هل هناك عينة من الأفلام، تعطونها الأولوية في ما يخص عملية التوزيع؟ - نحن نمارس تجارة، ونأخذ بعين الاعتبار ما يمكن أن يحقق المردودية، نهتم بموضوع الفيلم وباسم المخرج والممثلين، لهذا نحرص على أن تكون العناصر التي تساهم في رواج الفيلم قائمة ومتوفرة. فأي منتوج لا يمكن أن يكون عليه إقبال بالضرورة، هذا مستحيل، هناك مقاييس تقنية وفنية، وبالأخص الموضوع، إنه يلعب دورا كبيرا في جلب المتفرجين. * هل ترى أن الفيلم المغربي أصبح قابلا للتوزيع؟ - لم يعد هذا المشكل مطروحا، منذ مدة.الفيلم المغربي اليوم، أصبح يحترم القوانين الدولية، في ما يخص الأدوات التقنية. لدينا مخرجون في المستوى، لهم قدرة على الإبداع والابتكار. بالإضافة إلى أن هناك دعما من طرف الدولة. كل هذه العوامل الإيجابية، تلعب دورا أساسيا في أن يتطور الفيلم المغربي، ويثق فيه الموزع. وأصبح له مكانته في المحافل الدولية. فعلى سبيل المثال، خلال الأيام القليلة الماضية، كان للفيلم المغربي «المنسيون» لحسن بنجلون، حضور مشرف في مهرجان الإسكندرية، بالإضافة إلى أفلام أخرى في مهرجانات أخرى، كما هو الحال بالنسبة لفيلم كازا نيغرا. وخلال هذا اليوم، كنت أتحدث مع صحافي في قناة أوربية مهمة، فلمست لديه فكرة إيجابية عن الفيلم المغربي.حمدا لله. لكن ينبغي الاهتمام بالقاعات السينمائية.