المملكة المتحدة تبحث عن موطئ قدم بالمغرب أعلن سفير المملكة المتحدة بالرباط، أن بلاده تسعى إلى خلق لجنة عليا مشتركة مع المغرب، في إطار السياسة التي تنهجها الحكومة البريطانية سواء مع الحكومة المغربية أو من خلال المبادرات التي تقوم بها للتواصل مع الرأي العام المغربي وخصوصا الشباب. وفي السياق نفسه، أبرزت المسؤولة عن قسم التأشيرات بالسفارة، أن نسبة كبيرة جدا تصل في بعض الأصناف، إلى حوالي 95 في المائة من طلبات تأشيرة الدخول إلى المملكة المتحدة، يتم قبولها. وبمقابل ذلك، أكد مدير المجلس الثقافي البريطاني بالرباط، أن من بين أهداف المجلس، توسيع تواجده بالمغرب وترسيخ القيم الثقافية والعلمية البريطانية، وعقد شراكات مع مؤسسات تعليمية بالمغرب. وعبر سفير المملكة المتحدة بالرباط، تيموثي موريسون، في لقاء مفتوح أول أمس الأربعاء بالرباط عن إعجابه بالمنجزات التي يحققها المغرب، سواء على المستوى الاقتصادي أو السياسي، والتحولات المختلفة التي يعرفها. وأشار الدبلوماسي البريطاني إلى أن بلاده تقوم بخصوص قضية الصحراء، على المساعدة على إيجاد تسوية نهائية للنزاع، دون الاصطفاف إلى موقف طرف على حساب طرف آخر، وحث الأطراف على ضرورة إنهاء الصراع الذي لا يخدم مصلحة أي منهما. وقال «إننا مقتنعون بأن بناء المغرب العربي لا يمكن أن يكون إلا بصفة مشتركة بين دول المنطقة، بما فيه مصلحة الأجيال القادمة». وشدد على أن موقف بلاده ينبني على دعم جهود الأممالمتحدة لإنهاء النزاع الإقليمي، وإيلاء اهتماما كبيرا للوضع على أرض الواقع. وأعلن موريسون أن المغرب والمملكة المتحدة يجمعهما تعاون مشترك على أكثر من صعيد، خصوصا فيما يتعلق بالقضايا السياسية ذات الاهتمام المشترك، بالإضافة إلى قضايا الأمن والتجارة والاستثمارات، معلنا أن البلدان يسعيان إلى إنشاء لجنة عليا مشتركة بينهما. ولم يقف الدبلوماسي البريطاني عند حدود التعاون الثنائي مع المغرب، بل أسهب، بمساعدة العديد من مساعديه الأقربين في السفارة، بتوضيح العديد من المبادرات التي تقوم بها السفارة في إطار التزامها مع المجتمع، ومختلف البرامج التي تسهر على تنفيذها على أرض الواقع، والتي تستهدف العديد من الشرائح الاجتماعية، والشباب على وجه الخصوص. وتأسف السفير البريطاني لضعف الاستثمارات البريطانية بالمغرب التي لا ترقى إلى مستوى مثيلاتها من فرنسا وإسبانيا مثلا، نتيجة لما أسماه «بعض الرواسب التاريخية التي لا يمكن إنكارها»، إلا أنه أبدى تفاؤلا واضحا بأن ترتفع هذه الاستثمارات نتيجة ما يتيحه المغرب من فرص وإمكانيات مهمة. وأبرزت مسؤولة قسم التأشيرات في السفارة، كاترين كات، أن مجمل الطلبات التي توصلت بها السفارة بخصوص تأشيرات الدخول إلى المملكة المتحدة، يتم قبولها. فخلال سنة 2009، وصل عدد طلبات التي توصلت المصالح القنصلية إلى ما لايقل عن 9500 طلب، تم قبول حوالي 8 آلاف منها، وهو ما يمثل حوالي 87 في المائة. ويتم قبول ما لا يقل عن 80 في المائة من الطلبات المتعلقة بتأشيرات الدراسة، فيما تصل نسبة الطلبات المقبولة في فئة تأشيرات الأعمال إلى حوالي 95 في المائة. مدير المجلس الثقافي البريطاني بالرباط، الذي لم يمض على تعيينه بهذا المنصب سوى بضعة أسابيع، لازال يكتشف فيها المغرب، وقد أكد أن الجانب الثقافي له أهمية بالغة في التقريب بين الشعوب، مشيرا أن مهمة المجلس تهدف أولا، إلى التعريف بالقيم التي تسود المجتمع البريطاني. وأعلن في هذا الصدد، عن برنامج الشراكة لربط المؤسسات التعليمية المغربية ونظيرتها البريطانية عبر شبكة الإنترنيت، والذي يهم حوالي 60 مؤسسة تعليمية بالمغرب. ويقوم المجلس بالتعريف بمختلف البرامج المتعلقة بالتعليم والتكوين، ومساعدة الشباب المغاربة الراغبين في متابعة دراستهم بالمملكة المتحدة.