شهدت الجامعة المغربية خلال العشرية الأخيرة تطورا كبيرا، انعكس إيجابا على مختلف الأصعدة، وقد انطلق هذا التطور، على الخصوص، مع الشروع في تنفيذ مخطط الاصلاح الجامعي ووصولا الى المخطط الاستعجالي (2009-2012) والذي يهدف الى تحسين المردودية الداخلية لمنظومة التعليم العالي والبحث العلمي والرفع من ادماج خريجيها في الحياة العامة العلمية المواكبة الأوراش الكبرى للتنمية الاقتصادية والاجتماعية، وضمنها المخطط الازرق، ومخطط المغرب الأخضر والمخطط الوطني للوجستيك المغرب الرقمي وترحيل الخدمات الأمر الذي دفع في اتجاه مضاعفة التوجه نحو المسالك العلمية والتقنية والمهنية وتطوير التكوينات الممهننة بالمؤسسات ذات التوجه المفتوح وحفز التفوق ومحار بة التكرار والهدر والانقطاع عن الدروس. بل لوحظ التوجه نحو نظام لاحتضان الطلبة الجدد قصد مساعدتهم على التأقلم مع منهجية التكوين الجامعي وهذه التوجهات شكلت جوهر ومضمون التعاقد المبرم بين الوزارة وبين الجامعات في إطار المخطط الاستعجالي. فماذا تحقق من هذا الطموح بالنسبة لجامعة القاضي عياض بمراكش وهي ترتاد الموسم الثاني في مسار المخطط الاستعجالي؟ سنحاور المعطيات والأرقام التي أذاعتها إدارة هذه الجامعة بمناسبة الدخول الجامعي الحالي 2010/2011. - الامتداد الأفقي للمؤسسات الجامعية تم إحداث النواة الأولى لجامعة القاضي عياض بمراكش سنة 1978، إلا أنها اليوم تتشكل من ثلاثة عشر مؤسسة وهي على التوالي: خمس كليات للعلوم والآداب والعلوم والتقنيات وكلية متعددة التخصصات بآسفي، وكلية للطب والصيدلة بمراكش وتضم 25 تخصصا طبيا. كما تضم أيضا 6 مدارس عليا بمراكش وآسفي والصويرة ومركزا جامعيا بقلعة السراغنة. والى جانب هذه المؤسسات تحتضن هذه الجامعة أيضا عددا مهما من مراكز البحث ضمنها المركز الوطني للدراسات والأبحاث في الماء والطاقة ومركزا للدراسات والأبحاث في الصحراء. ومرصدا جامعيا لعلوم الفلك بقمة جبل أوكايمدن ومركبا رياضيا وناديا جامعيا...إلخ.. هذا وشهد الموسم الجامعي الحالي تسجيل 12500 طالبة وطالبا مما يتجاوز سقف العقد المبرم ضمن المخطط الاستعجالي. واذا كانت كليات ومدارس العلوم والتقنيات قد استقطبت حوالي 60٪ من الطلبة فإن كليات ومدارس الآداب والعلوم الاجتماعية والقانونية والاقتصادية قد استقبلت ما يربو قليلا على 40٪. وكذا فإن مدينة مراكش بدورها تحتضن حوالي 83.1٪ وآسفي 14٪ وقلعة السراغنة والصويرة حوالي 3٪ فقط ويزيد عدد الطلبة قليلا عن 30 الف، وعدد الخريجين في الموسم الذي ودعناه 4300 طالبا. وعلى مستوى جودة الأداء والبحث تولي هذه الجامعة لميدان البحث العلمي اهتماما متزايدا مما جعلها تحتل موقعا مشرفا على الصعيد الدولي والوطني على السواء، وحاز باحثون وأساتذة في مجال الرياضيات على اعتراف مختبرين دوليين في مجال الرياضيات والبحث في الجزئيات وترجم ذلك بواسطة فريق الف كتابا يتم اعتماده للتدريس بفرنسا. واستفاد حوالي 180 طالبا واستاذا من نظام للتحفيزات لتشجيع الأبحاث والنشر والسفريات الى المؤتمرات والملتقيات العلمية. وقدمت الجامعة برسم موسم 2010/2009 دعما ناهز 7.600.000 سبعة ملايين وستمئة الف درهم لتشجيع البحث العلمي. وترتبط هذه الجامعة بمعاهدات واتفاقيات مع العديد من مراكز البحث الدولية وهي تحتل اليوم المرتبة الأولى على الصعيد المغاربي وتحتل المرتبة 3781 على الصعيد الدولي، ان جامعة القاضي عياض ترتبط بأكثر من 277 اتفاقية تعاون على المستويين الوطني والدولي وتنخرط في العديد من برامج التعاون والتبادل مع الاتحاد الأوروبي. وتعمل في القريب على نشر أكثر من 350 منشورا علميا معترفا به دوليا. وسوف تتم مناقشة 130 اطروحة للدكتورة وسيتم قريبا انجاز أكثر من 50 مشروعا ممولا من طرف المقاولات. وعلى الصعيد المحلي تشكل كلية العلوم بمراكش/منارة مواصلة الإشعاع، فأنشطتها وكثافة الاقبال على ما تباشر للقيام به على مدى أغلب فصول السنة تحظى بالاعجاب والتقدير. ونغتنم الفرصة هنا للإشارة الى ما ينجزه أيضا المرصد الجامعي لعلوم الفلك بأوكايمدن من أنشطة اشعاعية يساهم فيها الاساتذة والباحثون الجامعيون الى جانب عدد وفير من الطلاب، وكان آخرها الاحتفاء باليوم العالمي لرؤية القمر وذلك بالمركب الثقافي الذي يحتضنه فندق أطلس كولف بمراكش. والجدير بالذكر أن هذا الفندق الذي لم يشرع بعد في تدشين أنشطته الرسمية، هيأ فضاء ثقافيا وضمنه مرصد يحتوي على منظار لاستكشاف الفضاء، الى جانب قاعات للعروض ومعارض دائمة للمستحثات والأحجار الكريمة والصخور البلورية. إن هذه القبة الفلكية التي يقوم على تنشيط فعالياتها طلبة وهواة علم الفلك قامت قبل سنة من الآن باستقبال الغديد من الأشخاص والأسر والأساتذة والباحثين. وللعلم فإن هذه الأنشطة التي يقوم عليها هذا المركز تتواصل منذ عشر سنوات، ويشرف عليها الدكتور طارق خلا.