دعا المشاركون في يوم دراسي السبت الماضي بمدينة الحسيمة إلى استثمار الموروث الثقافي في تنمية السياحة القروية بالإقليم. كما دعوا إلى جرد مباني المنتزه الوطني للحسيمة، ووضعها على خريطة والتعريف بها، وإنجاز دراسات أركيولوجية على المآثر التاريخية وتثمين أهمها عبر إبراز مقوماتها، ووضع قوانين لحمايتها، وعقد شراكات مع المتدخلين في المجال، وخلق متحف بكل من الحسيمة وأجدير. وأوصى المشاركون في هذا اللقاء، الذي نظم بمبادة من «شبكة الجمعيات العاملة بالمنتزه الوطني» على مدى يومين بشراكة مع المنظمة الإسبانية غير الحكومية «الحركة من أجل السلام « وبتنسيق مع «جمعية ذاكرة الريف» والمندوبية الإقليمية لوزارة الثقافة، بضرورة إدماج التراث الثقافي في مؤسسات التربية والتكوين، وإعادة الاعتبار للموروث الثقافي، والنهوض بالصناعة السياحية وتثمينها وإنعاش الترويج السياحي عبر إصدار نشرات سياحية وإقامة معارض سياحية. وقد تمحورت مواضيع هذا اليوم الذي شارك فيه ثلة من الأساتذة والباحثين حول «نماذج المآثر التاريخية بالمنتزه الوطني للحسيمة» و»الموروث الثقافي بالمنتزه بين المؤهلات، وضعيته وإمكانيات تثمينه واستثماره في التنمية بالمنطقة» و»دور المآثر التاريخية والثقافية في تنمية السياحة القروية: نموذج المنتزه الوطني للحسيمة». وفي مداخلة له أكد السيد كمال بليمون المندوب الإقليمي لوزارة الثقافة بالحسيمة، أن هذا اللقاء يعد إضافة نوعية لترسيخ الوعي بمدى أهمية التراث الثقافي بالمنطقة، مبرزا أن التراث مرآة للحياة الاجتماعية ويعكس تنوع الثقافة وأصالة تاريخ وتقاليد ساكنة المنطقة. وقال، إن هذا الأمر يستدعي من الجميع العمل من أجل الحفاظ عليه وحمايته من التلف والضياع والاندثار لصيانة الذاكرة الجماعية. معتبرا صيانة وترميم المواقع الأثرية مفخرة للوطن وأداة ووسيلة للتقدم وبناء الشخصية الوطنية. وأشار إلى أن وزارة الثقافة جعلت من سياسة تثمين التراث أحد الركائز الأساسية للسياسة الثقافية، إلى جانب سياسة تنمية الكتاب والنهوض بالفنون، مذكرا في الوقت ذاته بأن المحيط الجغرافي لمنتزه الحسيمة يضم أبرز المآثر التاريخية منها قصبة اسنادة وأبراج طريس وموقع بادس (مدينة بادس) ومجموعة من الزوايا والأضرحة كأبى يعقوب البادسي والزاوية الوزانية ومسجد مسطاسة ومسجد أدوز. من جهته أكد ممثل «شبكة الجمعيات العاملة بالمنتزه الوطني»، أن هذا اللقاء يندرج في إطار مشروع الدعم المؤسساتي لأهم الفاعلين التنمويين من خلال التكوين وتوفير الأدوات الكفيلة لتسيير معقلن ومستدام للثروات الطبيعية والبشرية بالمنتزه الوطني الممول من طرف الجماعات المستقلة لمدريد بإسبانيا. وأبرز الأهمية التاريخية والتراثية للمنتزه الوطني للحسيمة وغنائه الطبيعي وتنوعه البيولوجي، فضلا عن عادات وتقاليد وأعراف وطقوس وفنون وحرف تقليدية تتميز بها ساكنة المنطقة. من جانبه أكد ممثل «حركة من أجل السلام الاسبانية» على ضرورة اقتراح مشاريع تنموية بالمنتزه ذات الأولوية في إطار التعاون الدولي لساكنة المنطقة وإشراكها في اتخاذ القرارات وحثها على الحفاظ على مجال المنتزه. يشار إلى أن برنامج اللقاء اشتمل أيضا على عرض صور حول المآثر التاريخية بالمنتزه، فيما يتضمن برنامج اليوم الأحد زيارة مجموعة من الأضرحة بالمنطقة منها الوالي الصالح سيدي الحاج عبد الله بالجماعة القروية إزمورن، ولالة امريقة، والوالي الصالح علي بن حسون، بالإضافة إلى زيارة مسجد أدوز وقصبة اسنادة والمدرسة الاسلامية، وأبراج طوريس بدائرة بني بوفراح.