حذر باحثون من جامعتي ميتشيغان في الولاياتالمتحدة ومونتريال الكندية من أنه كلما شاهد التلاميذ التلفاز، تراجع تحصيلهم في المدارس وتأثرت صحتهم سلبا عندما يكونون في العاشرة من العمر. وقال الباحثون، الذين شملت دراستهم 1300 طفل، إن النتائج السلبية على الأطفال الصغار تزداد مع كل ساعة إضافية يشاهدون خلالها التلفاز. وتوصلوا إلى أن أداء التلاميذ في مدارسهم يسوء بسبب كثرة مشاهدة التلفاز، في حين يزداد استهلاكهم للأغذية ذات القيمة الغذائية المتدنية للسبب نفسه، حسبما أوردت صحيفة "الغد" الأردنية. وقال الباحثون إنه من كان يود أن يحيا أطفاله نشطين ولا يعانون من السمنة، أو التقصير في تحصيلهم العلمي، فيتعين عليه أن يقلل من أوقات مشاهدتهم للتلفاز خلال الأعوام الأولى من عمرهم. ووجدت الدراسة أن الأطفال الذين يشاهدون التلفاز لأكثر من ساعتين يوميا، يكونون أكثر ميلا للكسل ولقلة الحركة عندما يبلغون العاشرة، إذ يكونون عرضة للإصابة بالبدانة. على صعيد متصل أشارت دراسة حديثة إلى إن كل ساعة تمر على الأم وطفلها بالقرب من التلفاز، تؤدي إلى تقليل المداعبة اللفظية التي تقوم بها الأم وعدد الأصوات التي يصدرها الطفل أثناء تلك المداعبة، وبذلك يشكل التلفاز خطرا على تطور المهارات اللغوية للأطفال الصغار أو الرضع. وبين الاختصاصي بطب الأطفال والمراهقين في جامعة واشنطن الدكتور دميتري كرستاكيس، أن سبب تقليل المداعبات بين الأم وطفلها يعود إلى تشتت ذهنها مع المشاهد التي تعرضها الشاشة وإبعاد تركيزها عن الطفل. وأضاف كرستاكيس أيضا بأن حوالي 30% من البيوت تبقي أجهزة التلفاز مفتوحة طوال اليوم، الأمر الذي يقلل من الفرص التي تسنح للأم والطفل لإنشاء نوع من التواصل أو التخاطب. وتنصح الأكاديمية الأميركية لطب الأطفال بعدم السماح للأطفال دون سن الثانية بمتابعة برامج التلفاز والفيديو، لكون هذا العمر مهما جدا في عملية تطوير لغة الطفل والتي يكتسبها من خلال تواصله مع والديه.