مع اقتراب تطبيق مقتضيات مدونة السير ابتداء من فاتح أكتوبر المقبل، تشهد مختلف مدارس تعليم السياقة بمدينة الجديدة اكتظاظا وازدحاما ملحوظين، حيث بات يتوافد على هذه المدارس عدد كبير من الراغبين في الحصول على رخصة السياقة، بدافع الخوف من احتمال أن يصبح قانون السياقة والحصول على رخصتها صعبا مع تطبيق المدونة الجديدة التي أقامت الدنيا ولازالت لم تقعدها، في تضارب المواقف بين المواطنين والمهنيين حول قبول مضامين المدونة أو رفضها. وحسب استطلاع أجرته الجريدة مع هؤلاء الراغبين في الحصول على شهادة السياقة، وهم أمام مركز الامتحانات، وقد اصطفوا في طابور طويل، وهم يتأبطون ملفاتهم، تبين أن جلهم يتخوفون من الصرامة والإجراءات القانونية المقبلة التي قد تحول دون حصولهم على هذه الرخصة التي كانت الى وقت قريب في متناول الجميع، ولم يخف بعض هؤلاء المعنيين بأمر شهادة السياقة، ولا سيما الذين لا يحسنون القراءة ولا الكتابة، تخوفهم الشديد من حرمان أمثالهم من الأميين، من الحصول على رخصة السياقة مستقبلا. كما لم يخف كل المرشحين معاناتهم مع لحظات الانتظار أمام كل مصلحة تهتم بملف السياقة، سواء أمام مصلحة الفحص الطبي لقياس النظر، أو أمام مركز الامتحانات الذي يتوافد عليها يوميا العشرات من المرشحين. هذا في الوقت الذي فسر فيه بعض الراغبين في الحصول على رخصة السياقة الاكتظاظ والازدحام الذين تعرفهما جل مدارس تعليم السياقة الى الفهم الخاطئ لمضامين مدونة السير الجديدة، حيث أكد أحد المرشحين، وهو معلم، لزملائه أن مضامين مدونة السير الجديدة لا علاقة لها ب «كود روسو» مؤكدا أن قانون السير الجديد سيطبق على الجميع سواء الذين يتوفرون على رخصة السياقة قبل أكتوبر المقبل، أو الذين سيحصلون عليها بعد تطبيق المدونة. وهو ما أكده- للجريدة - صاحب مدرسة لتعليم السياقة بالجديدة، حيث أرجع الازدحام والاكتظاظ الذي تعرفه جل مدارس تعليم السياقة الى سوء فهم مضامين المدونة الجديدة من طرف أغلب المرشحين للحصول على رخصة السياقة. كما وضح للمرشحين أن اعتماد الطرق الحديث في اجتياز الامتحانات المتعلقة بالحصول على شهادة السياقة، وطرق تلقين الدروس بواسطة الأقراص المدمجة، راجع الى التغيير الذي يعرفه «كود روسو» خلال كل ثلاث سنوات، ثم الى التطور التكنولوجي بصفة عامة والى مزياه الايجابية في اجتياز امتحانات الحصول على رخصة السياقة.