البوليساريو تعتقل ولد سلمى والصحافيان المغربيان المحتجزان يعودان إلى أرض الوطن اعتقل «البوليساريو»، مساء أول أمس الثلاثاء، مصطفى سلمى ولد سيدي مولود, بمجرد دخوله نقطة الحدود إلى مخيمات تندوف، قادما إليها من التراب الموريتاني. وقالت جمعية الصحراء المغربية، على لسان رئيسها محمد رضا الطاوجني لبيان اليوم، إن مليشيات «البوليساريو», كانت ننتظر ولد سلمة، على متن سيارتين عسكريتين، بمنطقة امهيريز، منذ الاثنين الماضي. وقامت باعتراض سبيله، عند غروب يوم الثلاثاء المنصرم، حين كان يهم بدخول المخيمات للقاء أسرته، لتقتادته إلى شرق تيندوف، مقر فرقة المخابرات الخاصة بالمخيمات، والتابعة للجيش الجزائري . وعلمت بيان اليوم أن شيوخ قبائل الصحراء يستعدون لشن حملة تنديدات واسعة، موجهة إلى المجتمع الدولي، احتجاجا على اعتقال ولد سلمة وعلى التضييق وحملات القمع والاعتقال التي يتعرض لها أفراد قبيلته من قبل البوليساريو، الذي يخشى ثورة داخلية تعقب الترويج لإيجابيات المقترح المغربي المتعلق بمشروع الحكم الذاتي. ووفق مصادرنا، وجه ولد سيدي مولود، ساعات قليلة قبل اعتقاله، نداء إلى القبائل الصحراوية وإلى الرأي العام الدولي، أكد فيه إصراره على الدفاع عن قناعاته، رغم حالة الاستنفار والترهيب التي تسعى قيادة «البوليساريو» إلى فرضها بالمخيمات، من أجل لجم الأصوات وتكميم أفواه الضمائر الحية على البوح بالحقيقة، مناشدا الأممالمتحدة وكل المنظمات الحقوقية الدولية الوقوف إلى جانبه دعما لحرية الرأي وحماية حقه في الحياة. وهو النداء ذاته الذي ظل يوجهه عبر بعض وسائل الإعلام المرئية التي واكبت رحلته من شمال موريتانيا إلى الحدود الجزائرية. وعلمت بيان اليوم أن صحافيين من «أسبوعية الصحراء» غادرا مطار محمد الخامس، فجر يومه الخميس، متوجهين إلى تندوف، لمتابعة أخبار ما بعد اعتقال مصطفى سلمة ولد سيدي مولود، المفتش العام لما يسمى «شرطة البوليساريو». وقال مدير الأسبوعية لبيان اليوم إنه قدم طلب التغطية الصحفية بشكل رسمي للسفارة الجزائرية بالرباط، مرفوقا باحتجاج على اعتقال الصحافيين بالمنبر نفسه، لحسن تيكبادار ومحمد السليماني. هذا الأخير، صرح للجريدة، صباح أمس، فور الوصول إلى مطار محمد الخامس، على متن طائرة تابعة للخطوط الجزائرية، أن المقام بالجزائر كان عصيبا بالنظر إلى الاستنطاقات والمضايقات التي تعرض لها رفقة زميله لحسن تيكبدار من طرف مختلف الأسلاك الأمنية، مضيفا أن إجراءات العودة من تندوف إلى الدارالبيضاء كانت كابوسا حقيقيا، وأن الحراسة الأمينة المشددة التي ضربها الأمن الجزائري عليهما توحي بأن الأمر يتعلق بإجراءات وقائية ضد إرهابيين. وارتباطا بموضوع محمد السليماني الصحفي ب»الصحراء الأسبوعية» ولحسن تيكبادار، الصحفي بالمنبر الإعلامي ذاته وعضو فرع حزب التقدم والاشتراكية بإفران أطلس الصغير، الذي يوجد حاليا في وضع صحي متدهور، أكد مصدر مسؤول بوزارة الشؤون الخارجية المغربية أن وزارة الخارجية الجزائرية استدعت، أول أمس، سفير المملكة المغربية المعتمد بالجزائر، لإبلاغه احتجاج الجزائر، وللمطالبة بتوضيحات واستفسارات بخصوص الاعتصام الذي نظمته النقابة الوطنية للصحافة المغربية أمام السفارة الجزائرية بالرباط، الإثنين الماضي. وحسب مصدرنا، كان الرد المغربي يؤكد أن الصحفيين المغربيين دخلا التراب الجزائري بطريقة شرعية، وفق ما تقتضيه مثل هذه التنقلات الرسمية والمهنية من إجراءات مسبقة ومن إعلام لسطات دولة الاستقبال، مضيفا أن من حق المواطنين المغربيين دخول الجزائر، وفق القوانين سارية المفعول والاتفاقيات الثنائية بين البلدين، المتعلقة بحركة تنقل الأشخاص، مثلما من حق باقي زملائهم والنقابة التي تمثلهم، الاحتجاج على أي خرق لهذه القوانين. وهو ما أكدته الفيدرالية الدولية للصحافيين التي اعتبرت أن ما قامت به الشرطة الجزائرية يتناقض مع حرية تنقل الصحافيين، الذين يحق لهم، حسب القوانين المعمول بها عالميا، وبالخصوص القانون الإنساني الدولي، أن يقوموا بعملهم، حتى في مناطق النزاعات والحروب، ويتعين على السلطات المتحكمة في هذه المناطق توفير الحماية لهم ومساعدتهم على القيام بواجبهم.