ودعت الأسرة الرياضية عشية الأحد اللاعب الدولي والمدرب والمربي محمد الخراطي إلى متواه الأخير بعد أن سلم الروح لباريها في مصحة بالدارالبيضاء إثر صراع مرير مع المرض... وهكذا قضى «الخراطي» بعد مسار رياضي أعطى فيه حتى العظم لكرة القدم الوطنية خلال أكثر من ثلاثة عقود انطلاقا من قصبة تادلة مسقط رأسه. مرورا ببني ملالوالدارالبيضاء لاعبا ومدربا مهووسا ومسكونا باكتشاف المواهب وتحضيرها للحاضر والمستقبل... وفجأة... و«الخراطي» يتطلع للمستقبل بالأمل والطموح، وجد نفسه في صراع مع السكري نتيجة الضغط النفسي والانخراط الكلي في العمل التربوي، وكانت النهاية مؤلمة حيث لزم الرجل البيت قبل أن يرقد في المصحة، ويغادرها في كفن.... ويخلف الخراطي رصيدا محترما من العمل الوطني الجاد... فمن نعزي فيك ياسي محمد... الزوجة وبنتك هيبة (9 سنوات) وابنك محمد طه (7 سنوات) زملاءك المدربين ورجال التعليم في ثانوية الإمام مالك في الدارالبيضاء حيث كنت أستاذا مميزا... تعازينا الحارة والقلبية للجميع ونرجو الله أن يلهم ذويك الصبر والسلوان ويسكنك فسيح الجنان وإنا لله وإنا إليه راجعون... وهذا آخر استجواب أجريناه مع الراحل محمد الخراطي يوم 28 ماي 2010 وقد دخل آنذاك في صراع مع الألم... * ماذا حدث؟ ولماذا لزمت البيت تصارع الألم؟ - أواجه داء السكري وارتفعت حدة الألم فوق العادة بسبب الضغط النفسي... العمل.. البيت.. وأفرز المرض مشاكل في أصابع قدمي تضاعفت عند استعمال مرهم... وفوجئت بحفرة في أخمص القدم... وأصبحت أتخيل دخولي مشاكل فضيعة عاشها رجال قبلي تم بتر سيقانهم. أشكر جمعية مدرسي التربية البدنية التي يرأسها عبد الله يوس وأشغل مهمة كاتب عام بها.. وكذا ودادية المدربين... * كيف كانت حكايتك مع الرياضة عامة وكرة القدم خاصة؟؟ - كانت بدايتي في قصبة تادلة مسقط رأسي حيث عانقت كرة القدم في موسم 1973-1972... ثم انتقلت إلى بني ملال بهدف الدراسة في السلك الثاني في داخلية ثانوية الحسن الثاني وهناك التحقت بفريق رجاء بني ملال لكرة السلة بالقسم الأول... وعدت إلى كرة القدم في الألعاب المدرسية واكتشفني مسؤولو فريق رجاء بني ملال وضموني إلى تشكيلة وقضيت بها فترة من سنة 1973 إلى 1989.. * وبالنسبة للدار البيضاء؟؟ - انتقلت إلى الدارالبيضاء بهدف التكوين في المركز التربوي الجهوي حيث تخرجت أستاذا لمادة التربية البدنية في السلك الثاني وألحقني الراحل العربي الزاولي بفريق الاتحاد البيضاوي، ولعبت له خلال ثلاثة مواسم وفي الرابع سلمني رخصتي، وانتقلت إلى فريق الراك مع عبد الحق ماندوزا لكن لم أشاركه في أي مباراة لأعود إلى فريقي الرجاء الملالي.. * كم قضيت بالرجاء الملالي؟؟ - لعبت للفريق الملالي خلال سبعة عشر سنة، تمكننا فيها من تحقيق الفوز بلقب البطولة.. كما التحقت بالمنتخب الوطني لكرة القدم، وكنت احتياطيا في الألعاب المتوسطية. لقد أعطيت الكثير لفريق رجاء بني ملال، ولم أندم على ذلك لأن الفريق فتح لي آفاقا رحبة في الوطن وبفضله أصبحت لي علاقات كثيرة مع عدة فعاليات رياضية... * والتدريب؟؟ - انتقلت إلى التأطير وكانت البداية في فريق رجاء بني ملال مديرا تقنيا ومدربا لفريقي الصغار والشبان وأشرفت على تدريب مجموعة من اللاعبين من بينهم الشقيقين اشليضة - بورديف... وفي الدارالبيضاء دربت فتح سباتة - فريق التكوين المهني - مجد المدينة - شباب الصخور السوداء - لفارج - يوسفية برشيد - النادي السالمي - الطاس - الرشاد البرنوصي - الاتحاد والشباب بالمحمدية وأشرفت أيضا على المنتخبات بعصبة الدارالبيضاء وتحملت مسؤولية الإدارة التقنية بها في الفترة بين 2002 و2004 وافتخر بهذه التجربة التي ساهمت في اكتشاف حوالي 200 لاعب. * ماذا أعطتك كرة القدم؟؟ - كرة القدم أعطتني احترام الناس... يزورني بعض الأصدقاء ويؤازرني في محنتي من بينهم مسيرون في أندية رياضية... وأنصح الرياضيين بالاعتناء بصحتهم، أقول هذا لكوني أجهدت نفسي في العمل، وأخلصت بقلبي وروحي وتحملت مالا طاقة لي، وسقطت لأنني أمنت بالعمل الجاد...