أكد مسؤول عسكري إسرائيلي كبير بأن هناك استعدادات تجري في إسرائيل لحرب قادمة ستشتعل في المنطقة وتشمل لبنان وقطاع غزة، وأوضح قائد القوات البرية في الجيش الإسرائيلي، اللواء سامي تورجمان للإذاعة الإسرائيلية بأن هناك تعزيزا وتوسيعا كبيرين للتدريبات العسكرية في صفوف الجيش الإسرائيلي تمهيدا للحرب القادمة. وقال تورجمان، في مقابلة مع الإذاعة الإسرائيلية بثت السبت الماضي، إن قواته واثقة من أن حربا قادمة ستشتعل في المنطقة، مشيرا إلى أن القوات البرية سيكون لها دور أساسي فيها، لأنها ستشمل حرب شوارع داخل المدن وداخل الأنفاق في لبنان وقطاع غزة. وقال تورجمان «هذه الحرب ستكون بمثابة تحد كبير لجيشنا. فنحن معروفون بقدراتنا القتالية وأسلحتنا المتطورة، برا وجوا وبحرا. ولكن أعداءنا لا يعرفون ما هي كفاءاتنا في القتال المباشر. وحان لهم أن يعرفوا، حتى يكفوا عن إيهام أنفسهم بأنهم قادرون على هزيمتنا». وكشف تورجمان عن أن الحكومة سمحت لقواته بأن تجند قوات الاحتياط التابعة لها من أجل ضمها إلى هذه التدريبات، وأن هذه القوات تجري تدريبات مكثفة على حرب المدن، وحصلت على معدات جديدة وأجهزة متطورة لهذه الحرب، وسمح لها بأن تتم التدريبات بالذخيرة الحية. وكانت مصادر عسكرية إسرائيلية قد ذكرت مؤخرا أن الجيش يتدرب لمواجهة قوات حزب الله في لبنان وحماس في قطاع غزة، وأن الجيش أجرى تدريباته في هضبة الجولان السورية المحتلة، وكذلك في النقب، حيث بنى قريتين نموذجيتين، إحداهما شبيهة بقرى لبنان الجنوبي، والثانية شبيهة بأحياء غزة ومخيمات اللاجئين فيها. وكانت الإذاعة الإسرائيلية قد كشفت عن أن رئيس المخابرات الفرنسية الأسبق، جان كلود كوسير، زار إسرائيل يوم الاثنين الماضي كمبعوث للرئيس نيكولا ساركوزي، بهدف تحريك ملف المفاوضات مع سورية ومن تمة لبنان. ولكن أيا من القادة السياسيين لم يستقبله، واقتصر استقباله على المسؤول عن الشؤون الأمنية والسياسية في وزارة الدفاع، اللواء عاموس غلعاد، ومدير عام وزارة الخارجية، يوسي غال، ومستشار رئيس الوزراء لشؤون الأمن القومي، عوزي اراد، وغيرهم من كبار الموظفين المسؤولين. وقالت الإذاعة إن الموفد الفرنسي زار دمشق مؤخرا لجس نبض القيادة السورية. وقالت صحيفة «معاريف» الإسرائيلية، الأحد الماضي، إن تقريرا صادرا عن معهد كارنيغي الأمريكي للبحوث أشار إلى تصاعد المخاوف من نشوب حرب جديدة بين حزب الله وإسرائيل بعد ورود تقارير عن نقل صواريخ متطورة إلى الحزب مبينا أن «إسرائيل تبدو غير مستعدة للتسامح مع وكيل إيران المدجج بالسلاح على حدودها في وقت لا تزال فيه التوترات المرتبطة بالبرنامج النووي الإيراني بلا حل». ولم يستبعد التقرير أن تهاجم إسرائيل منشآت إيران النووية في حال فشلت العقوبات عليها في تحقيق نتائج ملموسة في وقت مبكر من العام المقبل، مشيرا إلى أن الحزب سينضم لإيران ما يجعل الاشتباك الإسرائيلي معه ومع لبنان عنيفا. ووفقًا للتقرير فإن حزب الله يستعد بشكل مكثف لمثل هذا السيناريو ببناء الدفاعات وحفر الخنادق وتجميع ترسانة صاروخية قوية. وكشف التقرير أنّ الاتفاق بين سورية وإسرائيل يشكل عنصرا رئيسيا في كل السيناريوهات المقترحة للسلام بين العرب وإسرائيل، وأن إسرائيل ستريد مقابل إعادتها الجولان لسورية، نزع سلاح حزب الله. وصلة بما سلف، قال محلل الشؤون العسكرية في موقع صحيفة «يديعوت أحرونوت»، رون بن يشاي إنه برغم كون سلاح الجو الإسرائيلي في ذروة تفوقه، فإنه قد يفقد هذه الميزة قريبا لأن تسلح سورية وإيران بمنظومات روسية متطورة، قد يجعل الحرب المقبلة تظهر سلاح الجو كما في الأيام الأولى لحرب 1973، مشددا على أنّ الطيران الإسرائيلي يشكل عنصر الردع الأساسي، إلا أن قادته يعتقدون أن هذا الهامش سيتقلص. والسبب هو منظومات الدفاع الجوي المتقدمة التي تشتريها إيران وسورية، مشيرا، نقلاً عن مصادر عالية المستوى، إلى أن روسيا سدت في هذا الميدان الفجوة التكنولوجية بينها وبين الغرب في التسعينات، بل إنها سجلت تقدما على نظيرتها الأمريكية. وبحسبه، فإن ما يقض مضجع قادة الأمن في إسرائيل هو منظومة (S 300) المؤهلة على وجه الخصوص، لاعتراض الطائرات والصواريخ حتى مسافة 140 كيلومترا وعلى ارتفاعات تتراوح بين مئات الأمتار وثلاثين كيلومترا، كما أنّ روسيا زودت رسميا كلا من إيران وسورية بمنظومات ناجحة، وإن كانت أقل مدى مثل منظومة تور (SA-15). ومن المقرر أن تحصل سورية هذا العام على منظومة بانتسير (SA-22) وتتسم هذه المنظومات بشموليتها في الاستقلال والاكتشاف والرد وقدرتها الحركية العالية، بالإضافة إلى صواريخ الكتف المضادة للطائرات التي اشترتها سورية وإيران من روسيا، وهي من طرازي(SA-16) و(SA-18). في نفس السياق قال محلل الشؤون العسكرية في صحيفة «معاريف»، عمير راببورت، إنّ تغييرات جوهرية طرأت على بنية الجيش السوري في السنوات الأخيرة. ونقل عن مصادر أمنية رفيعة في تل أبيب قولها بينما كانت إسرائيل في غفوة، استطاع الرئيس السوري بشار الأسد الوصول إلى توازن استراتيجي مع إسرائيل. كما نقل عن مسؤول أمني قوله إنّ القرار الأهم الذي اتخذه السوريون كان إعادة بناء جيشهم، بصورة مغايرة تماما، وفي الواقع بصورة لا تذكر بأي جيش آخر في العالم. لقد قرروا صرف أموال كثيرة على ثلاثة أسلحة: الصواريخ المضادة للدبابات، والصواريخ الحديثة ضد الطائرات، وطبعاً الاستثمارات الهائلة في الصواريخ الموجهة للعمق الإسرائيلي، واعتبر أن المشتريات الجديدة جعلت الجيش السوري، الوحيد في العالم الذي يتحرك من خلال إستراتيجية حرب العصابات.