أدت موجة الحر الكبيرة التي تجتاح العالم عامة والعالم العربي بشكل خاص خلال صيف هذا العام إلى لجوء عدد كبير من الناس إلى اقتناء جهاز تكييف للتخفيف من الحر. وتحذر وكالة «بترا» الأردنية من الأضرار الصحية الكبيرة التي تسببها أجهزة التكييف، مشيرة إلى أن التعرض المباشر لها لساعات طويلة يسبب أمراضا مختلفة في العيون والمفاصل والجهاز التنفسي. و تنقل عن الدكتور يوسف العبادي (اختصاص الأمراض الباطنية والصدرية) قوله إن المكيفات تنتج هواء باردا يحمل معه الرطوبة ويؤدي إلى التسبب بالتحسس الذي يفضي بدوره إلى حدوث التهابات رئوية وخصوصا لمن يعانون من أمراض رئوية سابقة ومرضى الربو. ويبين أن البرودة الناجمة عن أجهزة التكييف تؤدي إلى تضيق في القصبات الهوائية سواء كان المتعرض لها نائما أو مستيقظا، لافتا إلى أن النوم لساعات طويلة في غرف مكيفة يفضي إلى تعب وإرهاق وإعياء وشد عضلي وخاصة في أجزاء الجسم التي كانت عرضة أكثر من غيرها لبرودة المكيف المباشرة. وتنشط بعض أنواع الجراثيم المسببة لأمراض الجهاز التنفسي في درجات الحرارة المنخفضة التي توفرها أجهزة التكييف. ويؤكد الدكتور إبراهيم سعيدات (استشاري طب وجراحة العيون) أن التعرض المباشر لهواء أجهزة التكييف قد يؤدي إلى تبخر الدموع «وهذه المشكلة تزداد أصلا في فصل الصيف حتى دون استخدام أجهزة تكييف، فكيف الحال مع استخدامها»؟ ويلفت إلى أن اضرار أجهزة التكييف على العين تتلخص في تسببها بإحداث حكة وشعور بوجود جسم غريب بها، مشيرا إلى أن من يعانون من التهيج التحسسي في العين يكونون عرضة لأمراض حساسية العين واحمرارها وزيادة في إفراز الدموع. ويؤكد الدكتور عماد القريوتي (استشاري جراحة العظام والمفاصل) أن أكثر الأجزاء عرضة للتأثر بهواء أجهزة التكييف الباردة أو الساخنة هي الرقبة والظهر، وذلك لغياب الطبقة الدهنية السميكة التي تحمي العضلة، مشيرا إلى أن الاختلاف المفاجئ والمباشر في درجات الحرارة يحدث تقلصا في الألياف العضلية ما يؤدي إلى اختلاف طول العضلة لتصبح مشدودة وتسبب ألما كبيرا لدى الإنسان. ويحذر من الأضرار الكبيرة التي تسببها المكيفات للمفاصل بسبب تأثر المنطقة الغضروفية الهلامية اللزجة التي تتأثر بالاختلاف في درجات الحرارة ما يتسبب بأحداث تيبّس في المفاصل، ناصحا من يعانون من حالات التيبس بعدم الجلوس أمام أجهزة التكييف.