الجلوس فترات طويلة يساوي مضار التدخين . محيط – محمد السيد نظرا لنمط الحياة السريع الذي نعيشه حاليا، والحالة الاقتصادية الحرجة، في ظل الارتفاع الرهيب في أعداد العاطلين، يضطر الكثيرون للجلوس لساعات طويلة لأي ظروف، كالعمل المتواصل مثلا، أو أمام الكمبيوتر والتلفزيون، غير مبالين بما سيحدث لهم من أضرار خطيرة على أجسامهم. وفي دراسة تدق ناقوس الخطر، وتحذر من أضرار الجلوس لساعات طويلة، كشفت نتائج بحث أجرى في جامعة ميسوري الأمريكية، أن الجلوس أمام المكتب لساعات طويلة، يعرض الصحة للخطر بالتدريج، مثلما يعرضها لذلك التدخين والجلوس في الشمس. وتعليقا على هذه النتائج، أوضح البروفيسور مارك هاميلتون من جامعة ميسوري أن ملايين الموظفين الذين يمضون نهارهم جالسين أمام المكتب، ليعودوا إلى منازلهم فيجلسون وقتا إضافيا أمام شاشة التلفزيون، يزيدون من احتمال إصابتهم بأمراض القلب والسكري من النوع 2 والبدانة المفرطة. وأضاف هاميلتون، وفقا لصحيفة “القبس”، ان الذين يجلسون لساعات طويلة يوميا لا يعون الخطر الذي يتهدد صحتهم. وتظهر هذه الدراسات أن أثر انعدام النشاط يوازي أثر التدخين على الصحة. ووجدت دراسة أخرى أجراها معهد السكري الدولي في مدينة ملبورن الأسترالية، أن ساعتين من التمارين الرياضية لا تستطيع التعويض عن أضرار الجلوس لمدة 22 ساعة يوميا. العمود الفقري في خطر يجهل البعض المخاطر الجمة التي قد تلحق بعضلات رئيسية في الظهر نتيجة كثرة الجلوس أمام التليفزيون أو الكمبيوتر، وظهر ذلك واضحاً من خلال الدراسة التي أكدت أن الجلوس بشكل مستقيم يسبب إجهاداً للظهر أكثر من القعود علي الكرسي بشكل مترهل. من جانبه، أوضح الدكتور وسيم أمير بشير الذي قاد فريق البحث في مستشفي أبردين باسكتلندا خلال محاضرة ألقاها أمام جمعية الطب الشعاعي في أمريكا الشمالية أن الجلوس بشكل مستقيم مع وضع الساقين بشكل متواز مع الجسم يزيد من حدة الإجهاد علي الأقراص القطنية في الجزء السفلي من الظهر. ونقلت صحيفة “تربيون” عن بشير قوله “من الأفضل الجلوس في كرسي من إنتاج شركة “ف-غ-اذ” في إشارة إلي نوع المقاعد الذي تنتجه الشركة التي تحمل نفس الإسم وتتيح للشخص الجلوس بشكل مترهل”، لكنه استدرك قائلا “إن مثل هذه الكراسي قد لا تناسب الأشخاص الذين يستخدمون الكومبيوتر” . وقد أجري بشير وفريق البحث دراسة شملت 22 شخصا لا يعانون من أي أوجاع في ظهورهم وذلك عبر أخذ صور رنين مغناطيسي لهم بعد الطلب منهم الجلوس في أوضاع مختلفة. وتبين للباحثين أن انحناء الأشخاص الذين يستخدمون الكومبيوتر إلي الأمام يسبب إجهاداً للظهر أكثر من الجلوس علي كرسي بشكل مستقيم، كما أن الجلوس علي كرسي حين يكون الظهر والفخذان في وضع 135 درجة أفضل للجسم من الناحية البيولوجية والميكانيكية من الجلوس عندما يكون وضع الجسم علي 90 درجة وهو الامر الذي يعتبره الناس أمراً طبيعيا . وفي بحث مماثل، كشفت دراسة حديثة أن الجلوس لفترات طويلة أمام التليفزيون والكمبيوتر يسبب ضرراً بعضلات الظهر والعمود الفقري، مشيرة إلى أن الجلوس لساعات طويلة يؤثر بالسلب على العمود الفقري وعضلات الظهر، والتي تبدأ بالترهل ثم تأتي بعد ذلك مرحلة الآلام، بحسب الوكالة العربية السورية. وأضافت الدراسة أن العظام والأنسجة الغضروفية والعضلات تحتاج إلى كثير من الحركة والجهد، لكي تحافظ على مرونة العظام، لأن عدم القيام بهذه الجهد يعتبر بداية حدوث مشاكل في عظام الظهر. جلوس الأطفال وخطر التوحد أكد بيتر جروش “رئيس الجمعية الانجيلية لمساعدة المدمنين بألمانيا” على أن ممارسة ألعاب الكمبيوتر أو مشاهدة التليفزيون لساعات طويلة قد تصيب المرء بالإدمان والوحدة. وأوضح جروش أنه ليس من السهل تحديد الطفل المصاب بإدمان ألعاب الكمبيوتر فتحدث هذه المسألة بشكل تدريجي حتى تتحول إلى إدمان، حيث أنه يؤثر على الأطفال بشكل سلبي، مما يؤدي إلى عدم ممارسة الهوايات، وفي بعض الأحيان يصابون بالسمنة، بحسب جريدة الجزيرة. ومن جانبه، صرح يورجن ديترينج طبيب الأمراض النفسية، أنه من الممكن معرفة الأطفال مدمني الكمبيوتر عن طريق تغيير في سلوكهم، فإذا توقف الطفل عن ممارسة هواياته أو إهماله لأصدقائه، فهذا يعتبر دليل على دخول مرحلة الخطر.