تحصيل حاصل لغياب المدرب غيريتس وجّه الراي الرياضي المغربي من جمهور ومدربين انتقادات لاذعة إلى المدرب البلجيكي إيريك غيريتس مدرب المنتخب الوطني بسبب غيابه عن المباراة التي انتهت بتعادل سلبي بطعم الهزيمة أمام منتخب إفريقيا الوسطى في تصفيات كأس أمم إفريقيا 2012 قبل أيام قليلة. وبينما فضلت الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم الركون إلى الصمت بخصوص موجة السخط الجماهيري على الأداء الباهت للفريق، أعربت فعاليات رياضية عن استنكارها لعدم حضور غيريتس للمباراة واكتفائه بتوجيه تعليماته عبر الهاتف إلى مساعده الفرنسي دومينيك كوبرلي. وبرر هؤلاء العرض الهزيل والمخيب للآمال الذي يقدمه المنتخب المغربي بوجود مدرب»شبح»، الأمر الذي أثر سلباً على قراءة صائبة للفريق الخصم وإحداث التغييرات اللازمة في خطط وطريقة اللعب. واعتبر الكثيرون أن تقديم المنتخب المغربي لعروض ضعيفة هو مجرد تحصيل حاصل لعدم تواجد المدرب البلجيكي رفقة الفريق الذي تعطلت محركاته وآلياته، وكان يعيش حالة سُبات رياضي امتدت أشهراً عديدة بعد سلسلة من الخيبات والهزائم المتكررة. وشدد المدرب فخر الدين رجحي على أن هذا المستوى الهزيل وعدم انسجام خطوط اللعب في المنتخب الوطني لا يمكن أن يتأتى بوجود مدرب مساعد تتلخص واجباته في تغطية الفراغ الذي خلقه غياب غيريتس. واعتبر رجحي أن للفريق المغربي مدربا شبحا لا يوجد على رقعة الملعب، يُسير المباراة ويُوجه اللاعبين عن طريق مساعده من خلال الاتصال به عبر الهاتف والأوراق. وأضاف بأن عدم حضور المدرب الرسمي جعل مساعده لا يستطيع إنجاز قراءة سليمة لنقاط القوة والضعف لدى الفريق المنافس، ومن ثَم عجز عن إحداث التغييرات الضرورية في الشوط الثاني لتحويل النتيجة لصالح المنتخب الوطني. وشبه رجحي غياب المدرب غيريتس وتأثيره على أداء المنتخب المغربي الذي ظهر بدون روح قتالية بمثابة غياب الأب عن أسرة ما، فيترك أبناءه عرضة للخطر بدون توجيه ولا تربية أو مراقبة، لكونه هو القائد وربان السفينة. وطرح رجحي علامات استفهام عديدة حول مستقبل المنتخب المغربي في بقية مباريات تصفيات كأس إفريقيا 2012، خاصة أن هذا المدرب سيغيب أيضاً عن مباراة المغرب ضد تنزانيا في شهر أكتوبر المقبل. وأفادت بعض المصادر أن المدرب البلجيكي لم يكن رفقة فريق الهلال السعودي يوم المباراة، وإنما كان متواجداً في بلجيكا لحضور حفل زفاف ابنة أخته، الشيء الذي عرّض الفريق المغربي للتعادل الذي يشبه الهزيمة أمام فريق يُصنف في المرتبة ما قبل الأخيرة في التصنيف العالمي للفيفا. وزادت حدة الانتقادات للمنتخب المحلي بسبب طبيعة الفريق الخصم الذي لم يسبق له أن شارك في أية كأس إفريقية من قبل ولا في أية تصفيات لكأس العالم، فضلاً عن امتعاض البعض من الراتب الضخم للمدرب والذي أثار موجة من الاعتراضات منذ بضعة أسابيع. واعتبر المدرب الوطني حمادي حميدوش أن غياب غيريتس ليس له ما يبرره بالرغم من استمرار عقده مع فريق الهلال السعودي، مضيفاً أن حالة الازدواجية هذه تثير نوعاً من عدم التركيز في أوساط الفريق. واستغرب حميدوش من تسيير هذا المدرب للمباراة عبر توجيهات في الهاتف، لأن ذلك لن يجد شيئاً باعتبار أن المباراة تُلعب داخل الميدان وفي أجواء خاصة ومباشرة. ويرى حميدوش أن المدرب ينبغي أن يكون متواجداً لكونه القائد الحقيقي للفريق الذي يعرف متى وكيف يدخل التغييرات اللازمة من أجل الحصول على نقاط الفوز.