تضاعف نشاط قنوات الصرف الصحي بمدينة سبع عيون لتعود إلى عرض «آخر منتوجاتها» على الأزقة ووسط الأحياء السكنية، وعادت الروائح الكريهة لتغزو حي «بام» وسط المدينة بسبب السيول التي تتسرب من إحدى البالوعات المتواجدة بجانب المسجد المركزي والمركز الصحي والنادي النسوي، لتقطع عشرات الأمتار وسط المنازل السكنية، في عز فصل الصيف. وهو المشهد الذي ذكر السكان بسنوات خلت من المعاناة قبل أن يتم حل المشكل، لكن وبعد مشروع التهيئة الذي كلف الملايير، تعود الأمور لسالف عهدها، فأين ذهبت الملايير؟ وطيف استطاع الواد الحار أن يخرج منتصرا على كل تلك المبالغ وعلى آليات الحفر وصلابة الزفت الذي عبد أزقة استسلمت في الأخير للقدرة الغريبة للواد الحار؟ وبالرغم من الموقع الهام الذي يضم عددا من المصالح ويعرف كثافة سكانية مهمة، فإن المجلس البلدي تعامل مع الأمر بمنطق «كم حاجة قضيناها بتركها» وكأنه ليس على علم بالموضوع، بل وكأن الأمر يعني وزارة المياه والغابات، أو وزارة تحديث القطاعات العمومية. وقد قامت إحدى المستشارات بالمجلس البلدي بإثارة الموضوع لدى أعضائه ولدى السلطات المحلية دون جدوى، بل كان تدخلها سببا من بين الدوافع التي دفعت زملاءها إلى إقالتها من منصب كاتبة المجلس رغم انتمائها إلى الأغلبية، ليتم تعويضها بعضوة غيرها تورطت في فضيحة تسجيل مواطن للاستفادة من مبلغ الإنعاش دون علمه، وهو ما أثار احتجاجه الشديد قبل طي الملف بعد تدخل عدد من الجهات، وهو ما يؤكد بأن المجلس يخرس من يدعو للإصلاح مقابل مكافأة من يزكون الفساد. وبين هذا وذاك يتخبط السكان في ورطة اسمها مجلس بلدي بعيد كل البعد عن انشغالاتهم بسبب رئيس لا يظهر إلا لماما، وإن ظهر فلا يفعل ما يفيد السكان، والدليل غرق حي «بام» في مجاري الواد الحر رغم صرف الملايير على إصلاح القنوات والمجاري والطرقات، وهو المشروع الذي يعرف مراحله الأخيرة بعدما تم استغلاله انتخابيا أبشع استغلال، بحيث تم التعامل بمنطق الانتقام بعدد من الأحياء ومن بينها الحي المذكور، وهاهو يؤدي جزءا من ثمن الاستغلال البشع للمال العام.