وفاة الزعيم التاريخي للحزب الشيوعي الشيلي لويس كورفلان توفي في العاصمة الشيلية سانتياغو في 21 يوليوز الماضي، لويس كورفالان، الأمين العام السابق للحزب الشيوعي الشيلي وأحد أهم رموز مقاومة الدكتاتورية في شيلي، بعد 93 عاماً قضى معظمها في النضال من أجل مثل الحرية والسلام والتقدم والعدالة الاجتماعية. تولى كورفالان، الذي بدأ حياته المهنية معلماً ثم صحفياً وسياسياً محترفاً، قيادة الحزب الشيوعي الشيلي من 1958 وحتى 1989، وبقي حتى وفاته عضواً في اللجنة المركزية للحزب، وانشغل في السنوات الأخيرة بكتابة تاريخ الحزب الذي لعب دورا أساسياً ومقرراً قي مسيرته. ولد لويس كورفالان في مدينة بترومونت جنوب البلاد عام 1916. وعند بلوغه السادسة عشرة من العمر انتمى إلى الحزب الشيوعي الشيلي، وعمل في البداية في جريدة «فرنته بوبولار» الشيوعية. ومنذ عام 1940 أصبح نائب رئيس تحرير «الزيكلو»، الصحيفة المركزية للحزب التي استلم رئاسة تحريرها في الفترة بين عامي 1946 و1948. بدأ حياته البرلمانية كعضو في المجلس البلدي لإحدى المدن الشيلية، وانتخب عضواً في مجلس الشيوخ للمرة الأولى في 1961، وأعيد انتخابه ثانية في 1969، وهو العام الذي شكل فيه الحزب الشيوعي الشيلي القوة الثانية في تحالف «الوحدة الشعبية» اليساري، والذي فاز مرشحه سلفادور أليندي بانتخابات الرئاسة في شتنبر 1970. دخل كورفالان السجون لمرات عديدة كان أولها عام 1947 عندما منعت الحكومة الدكتاتورية في حينه نشاط الحزب الشيوعي. وجرى اعتقاله إثر الانقلاب الفاشي الذي أطاح بحكومة الوحدة الشعبية في شتنبر عام 1973 وقاده الدكتاتور أوغوستو بينوشيه. وتم ترحيله إلى معسكر الاعتقال في جزيرة داويسون وسجن في العديد من المعتقلات الفاشية. منحته الحكومة السوفيتية جائزة لينين للسلام وهو لا يزال رهن الاعتقال عام 1974. وبعد مفاوضات طويلة وصعبة جرت مبادلته مع معارض سوفيتي، فوصل في عام 1976 إلى سويسرا ليتنقل بعدها إلى الاتحاد السوفيتي حيث أقام هناك حتى عام 1988. ومن المعروف أن كورفالان قام بعدة زيارات سرية إلى شيلي خلال سنوات المنفى، وعاد رسمياً إلى وطنه قبل عامين من نهاية السلطة الفاشية. لقد أدى الانقلاب الفاشي عام 1973 إلى تدمير الحياة الديمقراطية في شيلي وإقامة دكتاتورية فاشية نفذت جريمة قتل الرئيس المنتخب سلفادور أليندي وإبادة وتهجير مئات الآلاف من أنصار حكومة الوحدة الشعبية. وانطلقت إثر هذه الجرائم البشعة حملة تضامن غير مسبوقة اجتاحت العديد من عواصم ومدن العالم. وكان كورفالان المعتقل السياسي الأبرز لدى الدكتاتورية الفاشية، ومثّل رمزاً لحملات التضامن مع الشعب الشيلي التي نظم الكثير من فعالياتها تحت شعار «الحرية للويس كورفالان». كما لعب دورا هاماً في فضح دكتاتورية بينوشيه الفاشية والتصدي لها. وكان دائم الزيارات لعواصم البلدان الاشتراكية والعديد من بلدان العالم الثالث، ولقد عبّر أكثر من مرة عن رغبته في مواجهة الدكتاتورية على أرض بلده. وقد وضع جثمان الزعيم الشيوعي الراحل كورفالان في مقر الكونغرس في العاصمة الشيلية لمدة ثلاثة أيام كي يتمكن المواطنون من إلقاء نظرة الوداع عليه. وجرت مراسم الدفن يوم 24 يوليوز الماضي في المقبرة الرئيسية في سانتياغو، وحضرها العديد من الشخصيات اليسارية في العالم.