بان كي مون: تحقيق عالم خال من الأسلحة النووية أمر ممكن اتفاقية حظر التجارب تظل حبرا على ورق في ظل رفض القوى النووية الانضمام إليها احتفلت الأممالمتحدة باليوم العالمي الأول لمناهضة التجارب النووية يوم الأحد الماضي في ظل تنام يوم الأحد الماضيا لآمال في التوجه نحو عالم خال من الأسلحة النووية تحظر فيه التجارب المتعلقة بها بما يجنب البشرية والبيئة أضرارا إضافية على غرار التي لحقت بهما جراءها على مدى عقود خلت. وأعلنت الجمعية العامة في يناير الماضي أن 29 غشت سيكون اليوم الدولي لمناهضة التجارب النووية لتوعية الرأي العام حول آثار التجارب النووية وغيرها من التفجيرات النووية وضرورة وقفها من أجل تحقيق عالم خال من الأسلحة النووية. ويأتي الاحتفال بهذا اليوم استجابة للاقتراح الذي تقدمت به جمهورية كازاخستان التي شهدت أراضيها أول تجربة لقنبلة نووية منذ 61 عاما إبان الحقبة السوفيتية. ومنذ ذلك الحين وحتى نهاية القرن العشرين تم إجراء آلاف التجارب على الأسلحة النووية سواء تحت الأرض أو فوقها. وعلى الرغم من وجود معاهدة حظر إجراء التجارب النووية وتصديق أكثر من 150 دولة عليها إلا أن هناك بعض القوى العظمى التي لم توقع أو لم تصادق على المعاهدة من بينها الولاياتالمتحدة. وبهذه المناسبة دعا الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون الدول الأعضاء التي لم تصادق بعد على اتفاقية حظر التجارب النووية أن تقوم بذلك فورا. وقال في رسالة له بالمناسبة إن «تحقيق عالم خال من الأسلحة النووية أمر ممكن» مشيرا إلى إحراز تقدم هام هذا العام. وأعرب عن تطلعه إلى العمل مع الشركاء لكبح جماح الإنفاق على الأسلحة النووية وتخليص العالم من الخطر النووي داعيا الدول الأعضاء بالمنظمة لحضور قمة رفيعة المستوى حول نزع السلاح النووي في مقرالأممالمتحدة الشهر القادم. وكانت روسيا تعهدت في مؤتمر دولي حول نزع السلاح النووي عقد في أستانة عاصمة كازاخستان يوم الخميس الماضي بالالتزام بحظر التجارب النووية في حالة قيام القوى النووية الأخرى بذلك أيضا. وقال السفير الروسي لدى كازاخستان ميخائيل بوتشارنيكوف أن روسيا ترى أنه يتعين على جميع الدول الالتزام بشروط معاهدة حظر التجارب النووية وتدعو إلى دخولها حيز التنفيذ في أسرع وقت ممكن داعيا الدول التي لم توقع ولم تصادق على هذه المعاهدة بعد، وفي مقدمتها القوى النووية، إلى الإسراع في الانضمام إليها. وقال بوتشارنيكوف «من المهم أن نطبق الحظر على التجارب النووية قبل دخول المعاهدة حيز التنفيذ». من جهته حذر تيبور توث الأمين العام التنفيذي للمنظمة المناهضة للانتشار النووي والتي تتخذ من العاصمة النمساوية فيينا مقرا لها في بيان له بالمناسبة أنه «بينما لا يزال عدد كبير من الأسلحة النووية في عدد كثير من الأيادي لا يمكننا تجاهل مخاطر وقوعها في أيادي إرهابيين»، مضيفا أن إغلاق الأبواب أمام تطويرها (الأسلحة) فورا وللأبد سيكون خطوة مهمة باتجاه نزعها». وأضاف أن «الرغبة في التوصل إلى عالم خال من الأسلحة النووية ليست إجراء قصير الأمد ونحن بحاجة الى الاحتفال بيوم 29 غشت كموعد انطلاق عمل فوري دون انتظار». + لمحة تاريخية بدأ تاريخ التجارب النووية مبكراً في صباح 16 يوليوز 1945 في موقع تجارب في صحراء ألاموغوردو، بنيومكسيكو، عندما قامت الولاياتالمتحدة بتفجير قنبلتها الذرية الأولى. وقد سُمي هذا الموقع باسم موقع ترينيتي، وقد كان هذا الاختبار الأولي تتويجاً لسنوات من البحث العلمي تحت مظلة ما أُطلق عليه «مشروع مانهاتن.». وخلال العقود الخمسة بين ذلك اليوم المميت في عام 1945 وافتتاح التوقيع على معاهدة الحظر الشامل للتجارب النووية في عام 1996، تم إجراء ما يزيد عن 2000 تجربة نووية في جميع أنحاء العالم. * الولاياتالمتحدة: أجرت 1032 تجربة بين عامي 1945 و1992. * الاتحاد السوفيتي: أجرى 715 تجربة بين عامي 1949 و1990. * المملكة المتحدة: أجرت 45 تجربة بين عامي 1952 و1991. * فرنسا: أجرت 210 تجربة بين عامي 1960 و1996. * الصين: أجرت 45 تجربة بين عامي 1964 و1996. وبعد افتتاح التوقيع على معاهدة الحظر الشامل للتجارب النووية في سبتمبر 1996، تم إجراء حوالي ست تجارب نووية، إذ أجرت الهند تجربتين في عام 1998 (أجرت الهند أيضاً ما يطلق عليه تفجيراً نووياً سلمياً واحداً في عام 1974)، وأجرت باكستان تفجيرين في عام 1998. كما أعلنت جمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية أنها أجرت تجربة نووية في عام 2006. وقد تم إجراء التفجيرات النووية في جميع أنواع البيئات: فوق الأرض وتحت الأرض وتحت المياه. لقد تم تفجير القنابل في أعالي الأبراج وعلى متن البارجات وتم تعليقها من بالونات، وعلى سطح الأرض وأسفل المياه حتى أعماق 600 متر، وتحت الأرض حتى أعماق تزيد عن 2400 متر وفي الأنفاق الأفقية. كما تم إسقاط قنابل التجارب بالطائرات وإطلاقها بواسطة الصواريخ حتى 200 ميل في الغلاف الجوي.