كما كان متوقعا، خلف استبعاد حكيم زياش من المشاركة في نهائيات كأس أمم أفريقيا لسنة 2017، جدلا كبيرا وردود فعل مختلفة داخل الأوساط الرياضية والإعلامية على الصعيد الوطني، إلا أنها تجمع على ارتكاب خطأ فادح من طرف المدرب هيرفي رونار الذي أبان من خلال الطريقة الإقصائية التي تعامل بها مع زياش، عن ضيق أفق، والأكثر من ذلك عجز عن معالجة حالة كان من المفروض أن يتم إيجاد صيغة مختلفة لها، تمكن من الحافظ على تماسك كيان فريق وطني مقبل على خوض غمار استحقاق قاري هام. وكما يقال فإن العذر أقبح من الزلة، فهذا ينطبق تماما على رونار عندما برر قراره الاقصائي بتوفر الفريق الوطني على عناصر أخرى أكثر جاهزية، في نفس المركز الذي يلعبه به زياش على غرار يونس بلهندة ومبارك بوصوفة. وقد ذهب بعض المنتقدين بعيدا في هجومهم على رونار عندما ربطوا إقصاء زياش وقبله عصام عدوة، وتهميش أشرف لزعر وعمر القادوري وزهير فضال وعبد العزيز برادة، والحضور المتقطع لفؤاد شفيق، بتصفية تركة بادو الزاكي، حيث استكمل في نظرهم حلقات إقصائه وتصفيته لكل اللاعبين الذين كانوا مقربين من سلفه الذي اجتهد في إقناعهم باللعب ل «أسود الأطلس»، مع ما كلف ذلك خزينة الجامعة من مصاريف باهظة بسبب تكاليف الجولات المكوكية التي قام بها الزاكي طيلة سنتين. رد زياش كان راقيا عندما قال في جواب على سؤال للصحافة الفرنسية التي تتحين دائما الفرص لإثارة نيران الخلافات داخل المنتخب المغربي، إن هولندا ليست بلده ولا ينتمي لها وبالتالي فلماذا يلعب لمنتخبها؟ وأضاف «صحيح أنني ترعرعت ونشأت في وسط هولندي لكنني كنت دائما مغربيا وبجذور مغربية، في عروقي وعروق والدي دماء حمراء ووطني لا يقارن بهولندا حيث أعيش وأشعر بالرفاهية والراحة»، مع أنه لا ينكر فضل الأراضي المنخفضة عليه في صناعته كنجم ب «الإيرديفيزي». كل هذه ردود الفعل الغضبة تؤكد فظاعة الخطأ الذي ارتكبه مدرب تم التعاقد معه على أساس الحفاظ على تماسك الفريق الوطني، وجعله قادرا على المنافسة التي عجز عنها منذ سنوات خلت، فهل كان اختيار الجامعة خاطئا، رغم أنها بنته على أرقام وسجل ومعطيات ترجح بالفعل كفته؟؟؟