يلاحظ منذ بداية الموسم الحالي، المستوى المتذبذب لفريق الفتح الرباطي لكرة القدم، إذ لعب إلى حدود الدورة الأخيرة من بطولة القسم الأول، 13 مقابلة، ربح أربع مقابلات، تعادل في مثلها، وخسر خمس لقاءات كان آخرها زوال يوم الأحد بملعب الفوسفاط أمام أولمبيك خريبكة بهدف لصفر. سجل الفتح 13 هدفا ودخل مرماه نفس العدد، يحتل اللاعب محمد فوزير مقدمة هدافيه بثلاث أهداف فقط، وأغلب الأهداف تأتي من طرف المدافعين، وبعضها من ضربات ثابتة، ويحتل مرتبة بوسط الترتيب. هذه المعطيات والأرقام تبين بوضوح أن بطل المغرب يمر بمرحلة فراغ صعبة أثرت على مستواه، وطبعت أداءه بالكثير من السلبية والضعف بمعظم الخطوط، خاصة على مستوى الهجوم. ففي غياب العناصر الذي شكلت الموسم الماضي رقما صعبا داخل منافسات البطولة الوطنية الاحترافية، كمراد باطنا ومروان سعدان اللذين التحقا بعالم الاحتراف، الأول عربيا والثاني بالدوري التركي، عجزت إدارة الفريق عن إيجاد بديل قادر على تعويض الفراغ، وأغلب العناصر التي عول عليها للحفاظ على التوازن المطلوب، لم تقدم المنتظر منها، ليسقط النادي العريق في خصاص تقني فضيع، جعل المدرب وليد الركراكي يعترف أخيرا بأن فريقه لا يقدم مستوى يسمح له بتحقيق الانتصارات. اعتراف الركراكي يبدو أنه جاء متأخرا، إذ كثيرا ما عاند وجادل، بل تشبث برأيه إلى أبعد حد، معارضا الجميع، ومقدما أدلة وحججا لم تثبت التجربة صحتها. فكثيرا ما راهن على أهمية اختياراته، وصواب قراراته، إلا أن العكس هو ما حصل، بعد سقوط الفريق في دوامة من النتائج السلبية، خرج منها مؤقتا بفضل انتصارين متتاليين حققهما أمام فريقين لا يعتبران من أقوي الأندية على الصعيد الوطني وهما شباب أطلس خنيفرة والنادي القنيطري. ولعل النقطة التي ساهمت في تصدع البيت الفتحاوي من الداخل تلك المتعلقة بطريقة التعامل مع حالة مراد باطنا، إذ شكلت نقطة سلبية في مسار هذا المدرب الذي ما يزال في بداية الطريق، وكان بمقدوره أن يتعامل بطريقة مغايرة وأفضل من تلك التي أصر على التشبث بها، في مواجهة لاعب قدم الكثير للفريق وساهم بقوة في تحقيق اللقب لأول مرة في تاريخ هذا النادي العريق، ولم يطلب سوى تغيير الأجواء وهذا من حقه. وسواء انتبه مسؤولو الفتح أو لم ينتبهوا، فإن حالة باطنا، كان لها تأثير على نفسية باقي اللاعبين الذين لم ترقهم طريقة تعامل المدرب مع زميل لهم، كان بالفعل لاعبا نموذجيا سواء من حيث الأخلاق والانضباط، والأكثر من ذلك مساهمته الكبيرة في تحقيق انتصارات حاسمة طيلة الموسم. المنتظر هو أن تستغل إدارة الفتح مرحلة الانتقالات الشتوية للحصول على قطع غيار قصد التعويض، خاصة وأنه مقبل السنة القادمة على خوض غمار منافسات عصبة الأبطال الأفريقية، لكن السؤال المطروح هو: من أين سيحصل الفريق على لاعبين من مستوى باطنا وسعدان؟...