خطوة بليدة أخرى أقدمت عليها السلطات الجزائرية تجاه المغرب، وهي لا تبرز سوى فقدان الذكاء والمنطق وبعد النظر لدى جنيرالات قصر المرادية. نقلت صحيفة "الشروق" الجزائرية المعروفة أن "مصالح وزارة الخارجية في الجزائر ألغت دعوة المغرب للمشاركة في المنتدى الإفريقي للأعمال والاستثمار الذي أقيم هناك مؤخرا، وذلك بعد أن علمت بهوية موفد العاهل المغربي"، والذي أفادت الصحيفة أنه هو مستشار جلالة الملك أندريه أزولاي. واعتبرت "الشروق" أن تراجع الجزائر عن دعوة المملكة لحضور المنتدى الاقتصادي الإفريقي الأول كان بسبب "أصول المستشار الملكي اليهودية" ولكونه "معروفا بصداقته مع إسرائيل"، ومن أجل" تفادي تكرار حادثة دخول صحفي يهودي إسرائيلي إلى الجزائر بجنسية فرنسية أثناء زيارة رئيس الوزراء الفرنسي مانويل فالس في أبريل الماضي". ليس مهما هنا الاهتمام بالتظاهرة المذكورة وغياب المغرب عنها، فالصحافة الجزائرية نفسها أبرزت فشلها وضعف الحضور الإفريقي في أشغالها وارتباك التنظيم خلالها، كما أن المملكة مستمرة في عمل أكثر جدية وعمقا مع الدول الإفريقية الشقيقة بشكل ثنائي أو متعدد، وتعكسه حاليا زيارات جلالة الملك وما تسفر عنه من مشاريع واتفاقيات واستثمارات، ولكن الحكاية المثيرة للشفقة التي عممتها "الشروق" الجزائرية، وتناقلتها كثير مواقع إلكترونية ووسائل إعلام مختلفة في اليومين الأخيرين، تبرز عقلية بئيسة تحكم حكام الجزائر تجاه المغرب، وتجعلهم، كما هو الأمر في هذه الخطوة، أكثر وقاحة وبلا أي حس أدب أو احترام لهوية شعب. أندريه أزولاي يحضر المنتديات والمحافل والمؤتمرات ممثلا رسميا للمغرب وملكه، وليس من حق الجزائر أو سواها اختيار ممثلي المملكة، على الأقل احتراما للأعراف الديبلوماسية ولأخلاقيات تعامل الدول فيما بينها. المغرب يعتز بتعدد وثراء شخصيته الحضارية والمجتمعية، وهو لا يميز بين مواطناته ومواطنيه بحسب اللون أو المعتقد، كما أن دور المملكة، رسميا وشعبيا، في دعم النضال الفلسطيني لا يحتمل أي مزايدة من أي كان، وخصوصا من طرف النظام العسكري الجزائري. ولكل هذا، فإذا صحت رواية "الشروق"، وهذا هو الراجح، فإن قرار الخارجية الجزائرية يضعها هي في دائرة الوقاحة وقلة الأدب والجهل بأبجديات التعامل بين الدول في العصر الحديث، ولا ينقص الأمر شيئا لا من أندريه أزولاي ولا من المغرب، وإنما يحث المملكة على الاهتمام أكثر بالعمل الملموس والحقيقي من أجل دعم إفريقيا، ولتقوية شروط التنمية والتقدم والاستقرار لفائدة شعوبها، بدل إغراق القارة ودولها في مناورات الفتن والانقسامات، وفي مؤتمرات الخطابة الجوفاء والشعارات الفارغة والعقيمة، والتي تتزعم الجزائر منذ عقود مدرستها بديبلوماسية الابتزاز وشراء الذمم والمواقف والضغط التي ما فتئت تقترفها في حق الدول الإفريقية. الزمن تغير والوقت يشهد تبدلات جوهرية، ووحده النظام العسكري الجزائري بقي جامدا ومتكلسا، وهو اليوم تائه ولا يهتدي لأي طريق. هذا البريد الالكتروني محمى من المتطفلين , يجب عليك تفعيل الجافا سكر يبت لرؤيته