اللقاء الذي تعقده قيادة حزب التقدم والاشتراكية اليوم، بالمركز الدولي للمؤتمرات بالصخيرات، مع وسائل الإعلام، ليس تجمعا منبريا للخطابة أو لمجرد الكلام. الحزب يعرض حصيلة عمل وزرائه أمام الرأي العام الوطني، ويكرس سلوك ربط المسؤولية بالمحاسبة قولا وفعلا ومنهجا وسلوكا. عندما طرح موضوع مشاركة الحزب ضمن هذه التجربة الحكومية المنتهية ولايتها هذا العام، تدارس الحزب الأمر على صعيد هياكله التنظيمية، وقدمت الدفوعات والدفوعات المضادة، وجرى نقاش سياسي رصين وجدي انتهى بتصويت داخلي ديمقراطي لصالح المشاركة، ثم خرج الحزب إلى جماهير شعبنا يشرح اختياره، ولما تشكلت الأغلبية وبدأ العمل، انكب الحزب على العمل استحضارا لمصلحة البلاد ومن أجل استقرارها وتنميتها. الحزب هنا التزم بمقتضيات الديمقراطية الداخلية، واحتكم إلى رأي المناضلات والمناضلين. والحزب أيضا تحمل مسؤوليته كاملة والتزم باختياره المستقل إلى آخر يوم من عمر ولاية الأغلبية الحالية. ومن ثم الحصيلة الأولى اليوم هي حصيلة سياسية بالدرجة الأولى، أي أن مؤشر قياس نجاح القرار أو فشله يجب أن ينطلق من واقع البلاد كما كان قبل خمس سنوات، ومختلف ما كان يتربص بالبلاد من تحديات ومخاطر، ومجريات الظرفية المجتمعية الحالية. ليست الغاية هنا امتلاك عنترية أنانية متوهمة، وإنما المراد هو التذكير بأنه على المستوى السياسي تعتبر مشاركة حزب التقدم والاشتراكية، كحزب يساري اشتراكي تقدمي، ضمن تحالف حكومي إلى جانب الحزب الذي نال صدارة نتائج تشريعيات2011، هي لُب التميز الذي جسدته هذه التجربة السياسية المغربية الفريدة، والحزب يقف اليوم في نهاية الولاية معتزا بالحصيلة، ومبديا كامل ارتياحه لصواب اختياره الحر والمستقل الذي أقدم عليه في 2011. من جهة ثانية، للحصيلة كذلك آثار تتجسد في واقع البلاد والنَّاس، وترتيبا على ذلك يعرض وزراء الحزب اليوم نتائج عملهم الحكومي أمام المغاربة. هنا كذلك ليس القصد بروزا للأشخاص أو للذوات، أو سطوا على عمل آخرين أو تجردا من اتفاقات جماعية، وإنما الهدف احترام الالتزامات والتعاقدات النضالية. أما الحصيلة التي يجري عرضها اليوم في لقاء الصخيرات، فهي حصيلة تبلورت على مدار خمس سنوات ضمن تحالف، وداخل أغلبية، وفي إطار عمل الحكومة كمؤسسة وبمساهمة كافة مكوناتها وتحت إشراف رئيسها، وأيضا باعتبار كل ذلك منجزا وطنيا للبلاد يطور مسارها التنموي ويعزز استقرارها تحت قيادة جلالة الملك. إن حصيلة وزراء حزب التقدم والاشتراكية تنطلق أولا من التعاقد النضالي الذي يجمعهم ويجمع حزبهم مع المواطنات والمواطنين، وأيضا من الالتزامات المتضمنة في تصريح الأغلبية وميثاقها الأخلاقي وبرنامجها الحكومي، ومن ثم فهي لن تقف فقط عند النجاحات وما جرى تحقيقه على أرض الواقع، ولكنها ستبرز كذلك ما لم يتحقق والانتظارات المستمرة ضمن منهجية واقعية ومسؤولة. حزب التقدم والاشتراكية يعود إذن إلى المغاربة ليعرض نتيجة عمله داخل الأغلبية الحكومية بكامل الوضوح والشجاعة، ويقدم وزراءه ليجيبوا على أسئلة الرأي العام. حزب التقدم والاشتراكية يتخذ قرارا سياسيا شجاعا ومستقلا بالمشاركة في هذه التجربة ويلتزم بكل ما يستتبع هذا القرار طيلة عمر الولاية ويتحمل كل الضغوط والضربات، وفي نهاية زمن التجربة يقف أمام وسائل الإعلام عالي القامة معتزا بتجربته ومدافعا عن حصيلته السياسية والعملية. هذا السلوك الحزبي العام ليس متاحا لأي كان، وإنما هو من طبيعة المدرسة السياسية والفكرية التي يجسدها الحزب التقدمي ويجري في "جيناتها"، أي ثقافة المسؤولية والإصرار على استقلالية القرار. حزب اتخذ قرارا سياسيا بشكل حر وديمقراطي داخل أجهزته التنظيمية ذات الشرعية، والتزم بقراره طيلة عمر الولاية الحكومية دون أن يستسلم للضغوط وكل الضربات التي استهدفته. هو حزب مسؤول فعلا، وهذا هو نموذج الأحزاب التي يحتاجها مغرب اليوم هذا البريد الالكتروني محمى من المتطفلين , يجب عليك تفعيل الجافا سكر يبت لرؤيته .