في الخطاب الذي ينتجه حزب التقدم والاشتراكية يوميا، يبرز القاموس السياسي واللغوي المستعمل بشكل لافت من خلال وضوح القصد والدلالة والمعنى. خلال لقاء حزبي انعقد قبل أيام بالمقر الوطني بالرباط استدعى الأمين العام، من جديد، كل نقاط الوضوح ليضعها على حروف كلمات خطابه بشأن المراد من "التحكم"، ولم يقترب من الالتباس وابتعد عن التعميم. قبل ذلك كان الحزب واضحا في تحديد معالم تحالفاته السياسية لما بعد انتخابات سابع أكتوبر، وشدد على أن المطلوب اليوم هو اصطفاف القوى الوطنية والديموقراطية في إطار جبهة لمواجهة التحكم، ولتعزيز دينامية الإصلاح ومناهضة الفساد والمفسدين. وكما دأب الحزب التقدمي على ذلك دائما، فهو يستحضر المصالح العليا لبلادنا وشعبنا، ويتسلح بمنهجية "التحليل الملموس للواقع الملموس"، لينتج، على ضوء ذلك، مواقف واقتراحات ورؤى واختيارات تمتلك بعد النظر والكثير من الرصانة والجدية، وهو ما كان يتأكد صوابه للجميع في أكثر من محطة تاريخية من مسار شعبنا السياسي والديموقراطي. اليوم يشهد حقلنا الحزبي والسياسي بعض التململ من لدن قوى سياسية وطنية عريقة، وذلك من خلال الاقتراب أكثر نحو ما كان دائما ينادي به التقدم والاشتراكية، ومن شأن ذلك تمتين السير العام نحو وضوح أكبر في خارطتنا الحزبية وتقوية جبهة مقاومة الهيمنة والتحكم. الاصطفاف الثابت لحزب التقدم والاشتراكية ضمن خندق الدفاع عن المصلحة العليا للبلاد، والالتزام بجدية التحليل والنظر، علاوة على وضوح التعبير عن المواقف والاختيارات، كل هذا هو ما أكسب الحزب دائما تميزه، وجعله صوتا أساسيا في بلادنا، ذلك أنه لا يمكن لممارستنا الحزبية والمؤسساتية أن تتقدم من خلال الخطاب الشعبوي الفج أو عبر ممارسة التحكم والهيمنة التي تروم تبخيس الأحزاب والسياسة وتدجينهما والقضاء على التعددية. الوضوح الذي يكرسه حزب التقدم والاشتراكية يمثل اليوم رسالة الى باقي القوى التقدمية واليسارية، وذلك لتفعيل قراءة موضوعية للواقع بلا مزايدات أو أضغات أحلام تكون دائما عديمة الأثر على الأرض ووسط الناس، وأن تسعى هذه القوى الى تقوية صف الرفض الجماعي الصريح للتحكم، والدفاع عن توسيع التعددية واحترام استقلالية الأحزاب وقراراتها، والعمل من أجل ضمان تميز الدينامية الديموقراطية لبلادنا. أما بالنسبة لحزب التقدم والاشتراكية، فبالإضافة الى كونه يستحق أن يعترف له بصواب ما اتخذه من مواقف وقرارات في السنوات الأخيرة تمثلا للمصلحة العليا للمغرب والمغاربة، فان تاريخه ومساره طيلة أزيد من سبعين سنة يؤكد أنه كان دائما عصيا عن الخضوع للهيمنة أو الابتلاع، ونجح أكثر من مرة في تجاوز هزات عميقة وكبرى منها من شملت العالم برمته والأفكار والأيديولوجيات، ورغم كل ذلك بقي صامدا ويتقدم، ولهذا فإن"جيناته" لا تقبل التحكم وترفض المس بمواقفه المستقلة. موعد سابع أكتوبر القادم يتطلب إذن جعله مؤسسا لمرحلة سياسية جديدة في بلادنا، وذلك من خلال الحرص على نزاهة مختلف مراحل العملية الانتخابية وتأمين سلامتها، وأيضا من خلال التعاطي العام معها ضمن إرادة واضحة لصيانة النموذج الديموقراطي والتنموي للمملكة وتعزيز استقرار البلاد وأسس بنائها الديموقراطي والمجتمعي. أما عقلية التحكم فسبق أن ارتطمت أكثر من مرة بالجدار، وليس مقبولا تركها تجر البلاد نحو المجهول واللامعنى. هذا البريد الالكتروني محمى من المتطفلين , يجب عليك تفعيل الجافا سكر يبت لرؤيته