مثل نجاح منتدى "كرانس مونتانا" الذي نظم للمرة الثانية على التوالي بمدينة الداخلة، صفعة لخصوم الوحدة الترابية للمملكة، خصوصا ضمن الظرفية الديبلوماسية والسياسية التي أقيم فيها هذه الأيام. الضغوطات كانت شملت في البداية المنظمين لثنيهم عن اختيار الداخلة، ثم انتقلت إلى الضيوف لدفعهم إلى عدم الحضور، ولم تستثن حتى قناة تلفزيونية أوروبية لكي تتوقف عن تغطية فعاليات المنتدى، ولكن كامل هذه الهيستيريا الانفصالية فشلت واصطدمت بجدار. منتدى "كرانس مونتانا" نجح إذن بمجرد افتتاح أشغاله في الداخلة. أما النجاح الثاني للتظاهرة فقد تجسد كذلك من خلال مئات الشخصيات التي لبت دعوة المنظمين، وضمنهم قادة وزعماء دول وفاعلون سياسيون واقتصاديون وخبراء في مجالات متنوعة من بلدان عديدة وإعلاميون من عشرات الجنسيات والمؤسسات الصحفية، وجميعهم حضروا إلى الداخلة واستمتعوا ببهائها وولجوها وغادروها آمنين سالمين، ومتمنين العودة إليها وإلى باقي مناطق المغرب وجهاته. منتدى الداخلة منح كذلك فضاء آخر للتداول في قضايا القارة الإفريقية ومستقبلها وواقع شعوبها، وهنا كانت رسالة جلالة الملك إلى المشاركين قوية وبليغة ومستحضرة لمختلف التحديات المطروحة أمام القارة ولكل الضرورات المرتبطة بتنميتها واستقرارها وتقدمها، وكان محور هذه الدورة الثانية من "كرانس مونتانا" حول: "إفريقيا والتعاون جنوب- جنوب... من أجل حكامة لتنمية اقتصادية واجتماعية مستدامة"، مدخلا مناسبا لتفعيل حوار حقيقي حول حق الشعوب الإفريقية في الاستقرار والأمن والوحدة والتنمية والتقدم، وأيضا حول ضرورة تقوية التعاون بين بلدانها وضمن التعاون: جنوب - جنوب لفائدة الشعوب وبتعاون وانفتاح على بقية العالم. في منتدى الداخلة لم يتجسد التميز المغربي فقط عبر جمال الداخلة وثرائها الطبيعي والسياحي والتجهيزي، أو من خلال المقدرات التنظيمية واللوجستية والأمنية، وإنما كذلك وأساسا عبر المضامين السياسية التي اطلع عليها المشاركون الأجانب. لقد اطلعوا على المخطط التنموي المغربي الموجه للأقاليم الجنوبية، وعلى المجهود الاستثماري والتنموي والمؤسساتي المغربي، واستمعوا من جديد لتفاصيل منظومة الجهوية المتقدمة ومقترح الحكم الذاتي وغير ذلك، وكل هذا جعل الكثيرين منهم يدركون حجم البون الشاسع بين جدية ومصداقية وواقعية الموقف الوطني المغربي في مقابل تكلّس وجمود وتيه وفراغ وأوهام الطرف الآخر، حتى أن بعضهم قدم تصريحات قوية تنتصر للحقيقة ضد الوهم. وبالذات هذا اللقاء مع الحقيقة على تراب الداخلة المغربية هو ما يصيب خصوم المملكة بالسعار، ويدفعهم إلى الركض في كل جانب لمنع حلول الأجانب إلى الأقاليم الصحراوية كي لا يتحرروا من أغلال الوهم. منتدى "كرانس مونتانا" بالداخلة نجح، والحقيقة وقفت شامخة متحدية الأكاذيب، ووحدهم زعماء الوهم بقوا يلطمون الخدود في انتظار نعمة... العقل. هذا البريد الالكتروني محمى من المتطفلين , يجب عليك تفعيل الجافا سكر يبت لرؤيته