جرت، صباح يوم الثلاثاء الماضي، بجنوب أفريقيا، قرعة نهائيات كأس إفريقيا لكرة القدم داخل القاعة، في نسختها الخامسة، والتي ستحتضنها العاصمة جوهانسبورغبجنوب إفريقيا، خلال شهر أبريل القادم. القرعة أوقعت المغرب في المجموعة الثانية، إلى جانب كل من مصر، وليبيا، وأنغولا، فيما تشكلت المجموعة الأولى من منتخبات جنوب إفريقيا، و الموزمبيق، وزامبيا، وتونس. وحسب قانون المسابقة، فإن المحتلين للصفين الأول والثاني سيتأهلان لدور النصف. تكمن أهمية هذه البطولة في كونها مؤهلة مباشرة لنهائي كأس العالم المزمع إقامتها بكولومبيا شهر شتنبر المقبل، إذ ستتأهل المنتخبات المحتلة للمراكز الثلاثة الأولى في دورة جوهانسبورغ. ويتبين من خلال تشكيل المجموعتين، أن القرعة لم تكن رحيمة بالفريق الوطني، إذ وضعته ضمن مجموعة قوية تظم منتخبات رائدة على الصعيد القاري، هي مصر "الأكثر تتويجا"، و ليبيا "صاحبة اللقب " وأنغولا التي تعتبر مدرسة قوية على الصعيد القاري. قد يبدو الأمر عاديا في شكله الظاهري بعد الاحتكام إلى نتائج القرعة، إلا أن هناك أشياء شابت العملية التي يظهر أنها كانت موجهة من طرف جهاز الكاف، دون أن نستثني دور ما لجامعة كرة القدم بجنوب أفريقيا. فكيف يعقل أن يتم وضع المغرب ضمن التصنيف الرابع، رغم أنه لعب آخر دورة لكأس العالم التي جرت بالتايلاند، والمغرب هو الثالث في تصنيف المنتخبات على الصعيد الأفريقي، مع العلم أن منتخب مصر لم يخض الإقصائيات، وليس هو بطل النسخة السابقة، ورغم ذلك حظي بامتياز غير مبرر تماما. والغريب أن المنتخبات القوية على صعيد القارة، وضعت جميعها ضمن المجموعة الثانية، في حين نعمت جنوب أفريقيا بمجموعة سهلة وفي المتناول، وهذا كله ليس وليد الصدفة، بل يظهر بوضوح أن الأمور موجهة مع سبق الإصرار والترصد، وربما لعبت فيه الحسابات السياسية دور في هذه العملية. هذا ما حدث بجوهانسبوغ من توجيه ضد مصلحة الفريق الوطني، لكن الذي حدث سجل في غياب ممثل الجامعة، إذ ظل مقعد المغرب فارغا، ولم يكن هناك من يوجه ملاحظة، ولا من يعترض، ولا من يهدد، ولا من يسمع صوت المغرب الرافض لكل حيف وإقصاء وميز يمارس في حقه. مرت الأمور كما أراد لها جهاز الكاف، وخلفه جامعة جنوب أفريقيا، لكن الغير مبرر هو غياب ممثل الجامعة المغربية، وكأن الأمر لا يعينها، وهذا سلوك يجب أن يحاسب عليه جهاز جامعي من المفروض أن تتعامل بنفس درجة الاهتمام مع كل المنتخبات الوطنية، خاصة وأن الأمر يهم منتخبا مقبلا على خوض تظاهرة قوية بدولة لا تخفي عداءها للمغرب، كما أن هذه التظاهرة مؤهلة لنهائي الكأس العالم. فجامعة كرة القدم اللاهتة منذ أيام وراء هذا " الرونار" القادم على رأس المنتخب الأول، والمنشغلة في لعبة جبر الخواطر مع الزاكي وحجي، نسيت أن هناك منتخبات وطنية في حاجة إلى دعم واهتمام، والنتيجة ظلم مورس في حق منتخب كرة القدم داخل القاعة... هذا البريد الالكتروني محمى من المتطفلين , يجب عليك تفعيل الجافا سكر يبت لرؤيته