شكل البلاغ المشترك الصادر، صباح يوم الأربعاء الماضي، عن اجتماع ثلاث وزارات وهي الداخلية والعدل والحريات والشباب والرياضة، ومساهمة الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، عن سلسلة من الإجراءات المستعجلة الهدف منها مواجهة أحداث الشغب والعنف خلال التظاهرات الرياضية، وخاصة مباريات كرة القدم. تدخل هذه الإجراءات في إطار إستراتيجية عمل شمولية وموحدة تهدف إلى احتواء هذه الظاهرة، مع ضمان انخراط كافة القطاعات المعنية، في إطار رؤية تكاملية بينها. ومن بين النقط التي نصت عليها هذه الإجراءات الاستعجالية على مستوى التنظيم داخل الملاعب، منح مهمة إنجاز وتسيير الملاعب للشركة الوطنية لإنجاز وتدبير الملاعب الرياضية "صونارجيس"، التي ستتضطلع بمهمة التنظيم اللوجيستيكي لكل مباريات البطولة الاحترافية لكرة القدم بتنسيق مع الأطراف المعنية. مهمة تبدو جسمية في ظل إكراهين، أولهما الواقع الذي تعرفه هذه الملاعب غير المساعدة نهائيا على تنظيم جيد للمباريات الرياضية، وثانيهما واقع هذه المؤسسة التي ستناط بها مهمة أخرى تضاف للمهام التي تضطلع بها. فهذه المؤسسة التي أنشأت سنة 2008 من طرف وزارة الشباب والرياضة، والتي تتلقى دعما سنويا من طرف الدولة يصل إلى 1.7 مليار سنتيم، سنويا، والتي تدبر مركبات مراكش، وطنجة، وأكادير، وفاس، وصلت منذ حوالي سنتين حدود الإفلاس، بعدما أصبحت عاجزة عن تسديد أجور المستخدمين والإداريين والتقنيين ومختلف المتدخلين، وعجزت عن تنفيذ الأهداف التي حددت في إطار مخططها الاستراتيجي. هذه الوضعية حولت المؤسسة إلى مجرد هيكل بدون روح، ولم تعد قادرة على الوفاء بكامل التزاماتها التي من بينها أيضا تسديد النفقات المرتبطة بالسير العادي، بما في ذلك كراء السيارات، وتعويضات التنقل، ومصاريف تدبير المناسبات، فضلا عن نظام المعلوميات للمركبات الرياضية، وغيرها من الالتزامات غير القابلة للتأجيل. أمام هذه الوضعية المقلقة، ارتفعت أصوات تطالب بضرورة حل "صونارجيس"، بعدما وصل الأمر إلى حدود تحويل العديد من صلاحياتها للكتابة العامة بوزارة الشباب والرياضة. أكيد أن هناك أسباب جعلت هذه المؤسسة غير قادرة على التطور ولا القيام بالدور المطلوب منها، ومن هذه الأسباب هناك الصراع الدائر منذ مدة حول مراكز النفوذ بها، أضف إلى ذلك كثرة التغييرات التي طرأت على الوزارة، بالإضافة إلى حيثيات أخرى جعلت هذا المولود الذي شهد النور في عهد منصف بالخياط، يدخل الثلاجة في عهد محمد اوزين، ويرمى به في خانة المهملات في عهد امحند العنصر، دون أن يلتفت لوضعيته الحالية خلفهم لحسن السكوري. فكيف لمؤسسة تعيش كل هذه الكوارث أن تتكلف بمهمة أكثر جسامة، وتتجلى في الإشراف على تنظيم كل مباريات البطولة الوطنية الاحترافية لكرة القدم بجل المدن المغربية، مع ما يرافق ذلك من اكراهات لن تخلو منها مهمة تبدو صعبة للغاية في ظل ملكية المجالس المنتخبة لأغلب الملاعب على الصعيد الوطني، وهذه طامة أخرى، مع ما يرافق هذه المهمة كذلك من تكاليف إضافية تثقل كاهل الأندية، التي تعاني أصلا من خصاص مالي مقلق. تكليف صونارجريس، في ظل واقعها الحالي، بمثل هذه المهمة الجسيمة، حالة ينطبق عليها المثل الشعبي الشائع : " ما قدو فيل.. زادو فيلة...". هذا البريد الالكتروني محمى من المتطفلين , يجب عليك تفعيل الجافا سكر يبت لرؤيته