تم، يوم الاثنين الماضي بالرباط، تنظيم ورشة من أجل إطلاق برنامج شراكة بين الوزارة المنتدبة المكلفة بالبيئة والمعهد العالمي للنمو الأخضر وهو مؤسسة دولية المكلفة بالنهوض بالنمو الأخضر على المستوى العالمي. وجاءت هذه الورشة، بالأساس، لتحديد آليات الشراكة مع المعهد العالمي للنمو الأخضر، خاصة ما يتعلق بالدعم وإعداد سياسات تمكن من مواكبة المغرب في مسلسل الانتقال إلى نمو أخضر، وذلك عبر تنفيذ الاستراتيجية الوطنية للتنمية المستدامة. اللقاء، الذي ترأسته الوزيرة المنتدبة المكلفة بالبيئة حكيمة الحيطي، بحضور ممثل المعهد العالمي للنمو الأخضر شان هو بارك، ومستشار سفارة الإمارات العربية المتحدة في الرباط سعيد محمد الكتبي، توخى أيضا تسريع تفعيل الاستراتيجية الوطنية للتنمية المستدامة عبر إدماج أهداف سوسيو- اقتصادية من قبيل إحداث مناصب الشغل والتنمية الاجتماعية مع أهداف حماية البيئة. كما شكلت هذه الورشة مناسبة لتعزيز الشراكة مع مختلف الفاعلين الأساسيين، وذلك عبر التزام متين وتشاركي من الأطراف المعنية، في إطار تعاون وتنسيق فعال بين الوزارات وبين القطاعات. وأبرزت حكيمة الحيطي، في كلمة بالمناسبة، أن التعاون بين الوزارة والمعهد العالمي للنمو الأخضر سيقدم دفعة جديدة لصالح الانتقال من الاستراتيجية الحالية نحو استراتيجية للاستثمار الأخضر ستخول بدورها للمغرب الولوج لوسائل الدعم اللازمة، خاصة في مجالي التمويل الأخضر والتكنولوجيا الخضراء. وأضافت أن المغرب يتوفر حاليا على أسس لإقامة مركز للنمو الأخضر، خاصة الاستراتيجية في مجال حماية البيئة والتنمية المستدامة التي يؤكد عليها دستور 2011، وقانونا إطارا يتعلق بالميثاق الوطني للبيئة والتنمية المستدامة، موضحة أن هذا الإطار القانوني يدمج التنمية المستدامة في السياسات العمومية ويضع النمو الأخضر في صلب الدينامية الاقتصادية. وأشارت الوزيرة، في هذا الاتجاه، إلى أن لجنة مصغرة تضم جميع الأطراف المعنية ستعقد اجتماعا لها في إطار هذه الورشة لمناقشة مهام وأهداف هذا المركز، منوهة بمستوى الشراكة القائمة بين المعهد العالمي للنمو الأخضر والإمارات العربية المتحدة. وتابعت أن المغرب أطلق مشاريع مهيكلة واسعة النطاق في مجال البيئة والتنمية المستدامة، داعية الأطراف المنخرطة في إطار الشراكة مع المعهد العالمي للنمو الأخضر للمزيد من المشاركة في المشاريع التي أطلقتها المملكة، خاصة في مدينة مراكش التي ستحتضن في 2016 المؤتمر ال22 لأطراف الاتفاقية الإطار للأمم المتحدة حول التغيرات المناخية (كوب 22). من جانبه، أشاد محمد الكتبي بالمستوى الممتاز للعلاقات القائمة بين المغرب والإمارات العربية المتحدة في جميع المجالات، منوها بالمشاريع التي أطلقتها المملكة لتقوية استراتيجيتها للاستثمار الأخضر. وأعرب، بالمناسبة، عن عزم بلاده دعم البرامج التي أطلقها المغرب لتقوية استراتيجية التي تشجع الانتقال نحو نمو أخضر. وفي نفس السياق، أبرز ممثل المعهد العالمي للنمو الأخضر أن المغرب لديه استراتيجية طموحة في مجال حماية البيئة والتنمية المستدامة، مشيرا إلى أن المملكة من بين البلدان الإفريقية الأولى التي وضعت سياسة في هذا المجال. وجدد بارك التأكيد بالمناسبة على التزام المعهد بدعم جميع المبادرات التي أطلقها المغرب لتقديم أجوبة تلائم الانشغالات البيئة والاجتماعية في التنمية الاقتصادية. وشاركت في الورشة شخصيات بارزة وخبراء وممولون، إلى جانب ممثلي مختلف القطاعات الوزارية.