الشرطة توقف مشتبها به وفرنسا ترد بطريقتها الخاصة فالس.. تحذير من اعتداءات جديدة حذر رئيس الوزراء الفرنسي مانويل فالس أمس الاثنين من اعتداءات جديدة قد تضرب فرنسا ودولا أوروبية أخرى. وقال فالس متحدثا لإذاعة «آر. تي. إل» «نعلم أن هناك عمليات كان يجري وما زال يجري تدبيرها، ليس ضد فرنسا فحسب بل كذلك ضد دول أوروبية أخرى، بعدما كان حذر بان هجمات جديدة قد تنفذ «في الأيام أو الأسابيع المقبلة». كما أعلن أن الشرطة أجرت «أكثر من 150 عملية دهم» في الأوساط الإسلامية في فرنسا منذ اعتداءات باريس الدامية الجمعة. وفي ليون تم ضبط أسلحة بينها قاذفة صواريخ وسترات واقية من الرصاص وعدد من المسدسات وبندقية كلاشنيكوف، وأفاد مصدر مطلع على التحقيق عن اعتقال خمسة أشخاص. وتسمح الطوارئ في فرنسا بزيادة هامش التدخل لدى الشرطة التي أكدت تنفيذ «عشرات المداهمات»، كما داهمت السلطات الفرنسية ضاحية بوبجني بشمال شرق باريس، واستجوبت السكان في وقت متأخر من أول أمس الأحد. توقيف صلاح عبد السلام.. وأوقفت الشرطة الفرنسية أحد المشتبه بهم في تنفيذ هجمات باريس أثناء قيادته سياراته في شمال فرنسا، ولكن لم تقم باحتجازه، وذلك بحسب تقرير نشر أول أمس الأحد، في الوقت الذي نفذت فيه القوات الأمنية المزيد من المداهمات في ضواحي العاصمة . وأفادت مصادر إعلامية في وقت متأخر من أول أمس الأحد بأنه تم توقيف صلاح عبد السلام «26 عاما» في سيارة مع شخصين آخرين، وذلك في ظل تشديد الإجراءات الأمنية على الحدود منذ يوم السبت عقب الهجمات التي أسفرت عن مقتل 129 شخصا، وأصدرت بلجيكا، التي كان المشتبه به معروفا للسلطات فيها، مذكرة اعتقال دولية بحقه . وقالت وكالة الأنباء الفرنسية إن شقيقه إبراهيم عبد السلام «31 عاما» فجر نفسه في شارع فولتير، بالقرب من قاعة باتاكلان، ليلة الجمعة الماضية، ويشار إلى أن إبراهيم مواطن فرنسي ويقيم في بلجيكا . وكان الشقيق الثالث محمد عبد السلام ضمن سبعة أشخاص تم احتجازهم للاستجواب في بروكسل، وأفاد تقرير بأن الأشقاء الثلاثة لم يكونوا مدرجين في ملفات الاستخبارات الفرنسية كازنوف.. تهديد بغلق المساجد وهدد وزير الداخلية الفرنسي برنار كازنوف أول أمس الأحد بإغلاق المساجد التي «يحرِض الدعاة فيها على الكراهية والعداء» على حد وصفه، وذلك عقب الهجمات التي شهدتها العاصمة باريس يوم الجمعة الماضي. وأعلن كازنوف، في تصريحات لقناة «فرانس 2» التلفزيونية، أن الحكومة ستبحث في جلستها المقبلة قرارا بحل تلك المساجد، وأن القصد من حالة الطوارئ هو «أن نتمكن بطريقة حازمة وصارمة من طرد أولئك الذين يحرضون على الكراهية من فرنسا سواء كانوا منخرطين فعلا أو يشتبه في انخراطهم في أعمال ذات طابع إرهابي». وقال الوزير أيضا إن «هذا يعني أيضا أنني بدأت أخذ إجراءات بهذا الصدد، وسيجري نقاش في مجلس الوزراء بشأن حل المساجد التي يبث فيها الدعاةُ الكراهيةَ أو يحضون عليها، كل هذا يجب أن يطبق بأكبر حزم». وقد لقي 132 شخصا مصرعهم وأُصيب 349 آخرون جراء هجمات متزامنة في أماكن متفرقة بباريس الجمعة، فضلا عن مقتل سبعة من منفذي الهجمات التي تبناها تنظيم الدولة الإسلامية. وكشف كازنوف أن حكومته أقرت إجراء توسيع «كبير جدا» لإمكانيات أجهزة الاستخبارات حتى قبل أحداث الجمعة مع استحداث 1500 وظيفة وتخصيص حوالي 233 مليون يورو، بالإضافة إلى منح هذه الأجهزة مزيدا من الصلاحيات من خلال سن تشريعات جديدة. وأضاف الوزير أن حالة الطوارئ المعلنة تتيح للسلطات فرض الإقامة الجبرية وشن مداهمات، مؤكدا أن هذه الوسائل سيتم اللجوء إليها «كلها وبالكامل». ودعا كازنوف الفرنسيين إلى «مواصلة الحياة... لأن الإرهابيين يريدون إخضاعنا بالرعب...». وجاء حديث الوزير هذا منسجما مع تصريحات الزعيمة اليمينية المتطرفة مارين لوبن التي قالت السبت إنه يتعين على الحكومة تشديد إجراءاتها الأمنية. وأضافت لوبن ردا على دعوة الرئيس فرانسوا هولاند الفرنسيين للتوحد في وجه تلك الهجمات»لا بد للشعب أن يبقى موحدا». فرنسا ترد على الهجوم الدامي أعلنت وزارة الدفاع الفرنسية أن 10 مقاتلات - قاذفات فرنسية ألقت أول أمس الأحد 20 قنبلة على الرقة في شرق سوريا دمرت خلالها مركز قيادة ومعسكر تدريب في هذه المدينة التي تعتبر معقل تنظيم الدولة الإسلامية. وقالت الوزارة في بيان إن «الهدف الأول الذي تم تدميره كان يستخدمه داعش كموقع قيادة ومركز للتجنيد الجهادي وكمستودع أسلحة وذخائر وكان الهدف الثاني يضم معسكر تدريب إرهابيا». وأوضح البيان، أن الغارات نفذتها 12 طائرة فرنسية، بينها 10 مقاتلات - قاذفات، انطلقت من الإماراتوالأردن ونفذت في آن واحد هذه الغارات، ولدى فرنسا ست طائرات «رافال» في الإمارات وست طائرات ميراج 2000 في الأردن. وبحسب الوزارة فان «هذه العملية تمت بالتنسيق مع القوات الأميركية وجرى التخطيط لها بناء على مواقع حددت مسبقا خلال عمليات استطلاع قامت بها فرنسا». وكان تنظيم الدولة الإسلامية تبنى الاعتداءات التي نفذها ثمانية انتحاريين في باريس الجمعة وحصدت في حصيلة غير نهائية 129 قتيلا و352 جريحا، بينهم 99 إصاباتهم خطرة. واعتبر الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند هذه الاعتداءات الأكثر دموية في تاريخ بلاده «عملا حربيا»، معلنا حالة الطوارئ للمرة الأولى منذ خمسين عاما والحداد الوطني لثلاثة أيام. والغارات التي شنتها فرنسا أول أمس الأحد لا تقارن من حيث الحجم والنطاق بالغارات الفرنسية الأربع السابقة، ذلك أن تلك الغارات شنها عدد اقل بكثير من الطائرات واستهدفت مواقع في دير الزور أي إلى الجنوب من الرقة. وكان البنتاغون أعلن أول أمس الأحد أن وزير الدفاع الفرنسي جان ايف لودريان ونظيره الأميركي آشتون كارتر توافقا على اتخاذ «إجراءات ملموسة» بهدف «تكثيف» العمليات العسكرية ضد تنظيم الدولة الإسلامية. وقال المتحدث باسم البنتاغون بيتر كوك في بيان أن وزيري الدفاع «توافقا على الخطوات الملموسة التي على العسكريين الأميركيين والفرنسيين اتخاذها لتكثيف التعاون» في الحملة على تنظيم الدولة الإسلامية، من دون أن يحدد طبيعة هذه الخطوات. وفي وقت سابق من أول أمس الأحد، أعلن نائب مستشار الأمن القومي الأميركي بين رودس أن الولاياتالمتحدة ستكثف التنسيق مع فرنسا بشان الرد العسكري في سوريا على هجمات باريس، كما ستكثفان تبادل المعلومات الاستخباراتية. كما أكد وزير الداخلية الفرنسي برنار كازنوف ونظيره البلجيكي جان جانبون «عزمهما العمل سويا» في مجال مكافحة الإرهاب، وذلك في الوقت الذي أظهرت فيه التحقيقات الجارية في الاعتداءات التي استهدفت باريس قبل يومين ضلوع جهاديين من بلجيكا فيها. وقال كازنوف اثر استقباله نظيره البلجيكي في مقر الوزارة في باريس إن «الاعتداءات الدنيئة التي حصلت الجمعة أعدت في الخارج وشارك في تنفيذها فريق يقيم على الأراضي البلجيكية وحصل على مساعدة، والتحقيق سيظهر ذلك، من متآمرين في فرنسا». من جهته، قال الوزير البلجيكي خلال مؤتمر صحفي مشترك أن الأجهزة الأمنية في كلا البلدين «ستجتمع لإجراء مقارنة وتبادل للمعلومات» المتوفرة لديها. وقال كازنوف «نحن مصممون على العمل سويا لتفكيك الشبكات» الجهادية، مضيفا «لقد تبادلنا معلومات وأجهزتنا تتعاون في ما بينها على مستوى عال». وأوضح الوزير الفرنسي أن البلدين ينسقان خصوصا في مجال «التعاون الأمني» و»المساعدة القضائية». اجتماع باريس.. من ناحية ثانية، عقد كازنوف مساء أول أمس الأحد اجتماعا في باريس ضم إليه كلا من نظيره اللوكسمبورغي الذي تتولى بلاده الرئاسة الدورية للاتحاد الأوروبي إتيان شنايدر والمفوض الأوروبي للهجرة والشؤون الداخلية ديمتريس أفرامابولوس. وأصدر المجتمعون بيانا مشتركا اعتبروا فيه أن «الاعتداءات الهمجية التي حصلت في 13 نونبر 2015 كانت هجوما على أوروبا بأسرها». وأضاف أن «على أوروبا واجب الدفاع عن قيمها الجوهرية وعدم الاستسلام للرعب. أوروبا ستبقى موحدة في تضامنها إزاء العنف والكراهية». وأكد البيان على «الضرورة الملحة لاتخاذ قرارات سريعة وعملانية وتطبيقها في فترة زمنية ضيقة». وفي المقابل، قامت مقاتلات كندية الأحد بتدمير مواقع لتنظيم الدولة الإسلامية في العراق، كما أعلنت وزارة الدفاع الكندية. وقالت الوزارة انه في إطار مشاركتها في التحالف الدولي الذي تقوده الولاياتالمتحدة ضد الجهاديين شنت طائرتان كنديتان من طراز «إف 18 هورنيت غارة على موقع قتالي لتنظيم الدولة الإسلامية في جنوب غرب حديثة بواسطة ذخائر دقيقة التوجيه». وأضاف البيان، أن المقاتلات الكندية شاركت في «شن غارات جوية للتحالف دعما للعمليات الهجومية للقوات الأمنية العراقية». وتأتي هذه الغارات الكندية بعد الجدل الذي نشأ في البلاد بسبب تعهد رئيس الحكومة الجديد جاستن ترودو إنهاء مشاركة بلاده في الضربات الجوية في العراقوسوريا والأصوات التي تعالت في أوساط المعارضة المحافظة تطالبه بالتراجع عن هذا القرار بعد اعتداءات باريس.