صرخات نابعة من قلب الناجين من الجحيم، ودعوات للمنتظم الدولي لاتخاذ موقف صريح إزاء الجزائر التي تأوي «البوليساريو» وتحتجز مغاربة قياديين وعسكريين ومدنيين لا حول ولا قوة لهم في خرق سافر لحقوق الإنسان من أجل بلوغ السراب. ------------------------------------------------------------------------ إنها شهادات تعرض لها بيان اليوم في حلقات تسلط الضوء على ما يجري داخل المخيمات، وتكشف بعضا من أسرار وكواليس علاقات محمد عبد العزيز وأقرب مقربيه بالقائمين الحقيقيين على سير واستمرارية جريمة اسمها «عزل» الناس عن الحياة طيلة ربع قرن، وجعلهم يكابدون معاناة الفراق وكافة التبعات الإنسانية التي تنجم عنها من أجل تغذية نزاع مفتعل وتحقيق أطماع واهية تلاشت مع مرور الزمن ومع التحولات العميقة التي شهدها العالم. الشهادات التي تقدمها بيان اليوم، على مدى شهر كامل لأشخاص أضاعوا شبابهم وحياتهم، وعادوا بكثير من الكرامة من ماضيهم الأليم، سبق للمعنيين بها أن باحوا بها فور عودتهم. وقد حاولنا قدر الإمكان سبر أغوار تفاصيل أخرى تمكن من إعادة اكتشاف وجود هؤلاء المحتجزين والقياديين السابقين في البوليساريو الذين تولد لديهم أمل التحرر من جديد بعد المبادرة المغربية القاضية بمنح الأقاليم الصحراوية حكما ذاتيا في إطار السيادة المغربية. الهاجس الوحيد لقادة البوليساريو البقاء في مناصب القيادة يعيش قادة (البوليساريو) في رفاهية على حساب السكان المحتجزين منذ عقود بمخيمات تندوف .هاجسهم الوحيد يتمثل في البقاء في مناصب القيادة. وما يؤسف له فعلا هو أنها تعيش هذه الرفاهية وهذا الرخاء على حساب الأطفال والشباب والشيوخ والنساء, والجزائر هي بالأحرى الرابحة من وضعية النزاع. هؤلاء القادة لا يريدون معرفة أي شيء, باستثناء البقاء في مراكز القيادة للاستفادة مما تتيحه لهم.فهم لم ل يكونوا يمتلكون شيئا عندما التحقوا بمخيمات تندوف، واغتنوا بفضل تحويل المساعدات الإنسانية. عندما نرى ثرواتهم اليوم, يحق لنا أن نطرح العديد من الأسئلة حول مصدرها. فمصدر هذه الثروات ليست بالتأكيد رواتبهم, إذا كانوا بالفعل يتوفرون على رواتب.... لقد أصبح عاجلا, والآن أكثر من أي وقت مضى, وضع حد لمعاناة سكان المخيمات, وهي المعاناة التي دامت 35 سنة بالمخيمات في ظروف غير إنسانية، لأن قيادة البوليساريو لا يمكنها مواصلة تنفيذ شؤونها الخاصة على حساب السكان الصحراويين. إنني من مؤيدي مفاوضات تؤدي إلى إقرار مشروع الحكم الذاتي بالصحراء, وأسجل أن (البوليساريو) ليست الممثل الشرعي للصحراويين. إنني وزملائي، وأنا بخط الشهيد, أحسسنا أننا مسؤولون عن محنة آلاف الصحراويين, والهدف من عملنا الآن هو السماح لهؤلاء السكان بالعودة إلى بلدهم بكرامة. وقد أطلق «خط الشهيد» نداء للقيام بانتفاضة بالمخيمات علما أن الإمكانيات تعوز هذه الحركة, والبوليساريو لا يدعها نتحرك في المخيمات. فبعد سبع سنوات من الوجود, لم نتمكن سوى في الأشهر الأخيرة من خلق موقع لحركتنا على شبكة الانترنت. لكن, يمكنني أن أؤكد لكم أنه إذ توفرت لنا المزيد من الإمكانيات, فإن قادة البوليساريو سيقولون وداعا لامتيازاتهم. وقد سبق لنا أن هددت حركتنا التي تمثل تيارا منشقا عن قيادة جبهة البوليساريو الانفصالية بالدخول في مفاوضات مباشرة مع المغرب اذا لم تقبل قيادة الجبهة انعقاد المؤتمر الشعبي العام قبل يوم 12 أكتوبر 2010 .وجاء في بيان وزعناه في نواكشوط اننا قررنا إعطاء آخر مهلة لقيادة البوليساريو تنتهي مع الوقت القانوني للمؤتمر الشعبي العام يوم 12 أكتوبر 2010 لفتح الحوار وعقد مؤتمر طارئ تشرف عليه لجنة تحضيرية مستقلة بعيدا عن وصاية القيادة.ولازلنا نحمل الحركة عبد العزيز المراكشي كامل المسؤولية التاريخية،بعد أن تبين أن القيادة الحالية ليست لديها النية الصادقة لإيجاد حل لنزاع الصحراء لأنها تستفيد من الوضعية وبالتالي فإن المفاوضات بينها وبين المغرب ستظل تدور في حلقة مفرغة. لقد حان الوقت لفتح المجال أمام الطاقات الشابة للعمل على الدخول في مفاوضات بإرادة حسنة ونية سليمة لإخراج أهالينا من جحيمهم ومعاناتهم على أرض الحمادة وتمكينهم من العودة إلى وطنهم ورؤوسهم مرفوعة وبكرامة في إطار حل كامل يشمل الكل.وحان الوقت لفتح باب الحوار وعقد مؤتمر حر ونزيه بعيدا عن المؤتمرات المسرحية للاحتكام إلى سكان المخيمات ليقرروا ماذا يريدون، بدل الاستمرار في الانصياع وراء بالقيادة العاجزة والفاشلة والمرتشية التي لم تقدم لسكان المخيمات بعد سنوات طويلة من حالة اللاحرب واللاسلم أي شيء سوى المتاجرة بمعاناة نسائنا وأطفالنا وشيوخنا في جحيم المخيمات أمام أفق مظلم لا حل له ما عدا الانتظار والانتظار إلى ما لا نهاية.