يبدو أن المغرب يضع إستراتيجية عمل جدية وديناميكية لكنها تقصي فئة لا بأس بها ممن يحسبون اصطلاحا مغاربة العالم. في الواقع هناك فجوة كبيرة بين النظري والواقع. فمغاربة العالم يعيشون انفصاما في الشخصية يجعلهم يتساءلون عن ماهيتهم في هذه الحياة التي تستمر في المس بكرامتهم بين دولتين تتقاذفهم حتى يكاد يصابون بالجنون. لكن الأدهى والأمر أن يعامل هذا المغربي اصطلاحا على أنه قاصر أو سفيه. فعلا الأمر ليس مبالغا فيه أو مزحة بدليل الانتخابات التي انتهت مؤخرا، والتي أجمعت الأغلبية على أنها كانت ناجحة. نعم كانت ناجعة، لكنها افتقدت ضلعا مهما حتى يكتمل مربعها. أين هو العنصر الحيوي في هذه الانتخابات والذي يسهر على إنعاش خزينة الدولة بالعملة؟ هل انتهى دوره أو يجب على الدولة أن تحابيه بكونها سمحت له بالتصويت بالوكالة؟ لعمري هذا الذي سمعته عذر أقبح من ذنب. لماذا لا يقضي هذا المغربي عطلته بالوكالة؟ ولماذا لا يرسل أمواله بالوكالة؟ هي إذن إشكالية يصعب حلها لأن الأمر في المغرب اكتمل نصابه القانوني ولا يبكي أحد غياب مغاربة العالم على الساحة لأن الأمر لا يهمهم أو لأن النسيان طالهم. لا يا سادة الأمر يهمنا. نحن لسنا لاجئون وإنما مهاجرون لا يمكن لأحد أن يقرر مصيرنا بدلا عنا. فنحن تصيبنا القوانين المفصلة سلفا في مقتل. فإذا كنا لا نبالي بأشياء فإن أشياء أخرى تستفزنا: حرمان من حقوقنا السياسية، حجر على حقوق أخرى، إصدار قوانين بخصوص مقامنا في المغرب تجعلنا نعيش تحت الضغط من بينها السياقة بالوكالة. أي مهاجر مغربي ليس من حقه أن يضع سيارته رهن إشارة شخص أخر إلا بالوكالة. والعجيب في الأمر أنه حتى إذا كان صاحب السيارة موجود في سيارته ولا يستطيع السياقة، عليه أن يبحث عن أي مقاطعة تفتح أبوابها ليلا ليحرر وكالة. هذا استخفاف بنا كمغاربة واستخفاف بنا كعقلاء واستخفاف بنا كبشر. هذه قوانين تشبه قانون حذر التجول. أضف إلي ذلك حرمان مغاربه العالم من شركات وطنية تهتم بتامين رحلاتهم إلي المغرب. لارام مثلا أسعارها خيالية تعتبر شركة تنافسية وليس وطنية الكوماناف أعلنت إفلاسها ورفعت الدولة يدها على الأمر لتفعل الشركة الايطالية ما تشاء في ايطاليا وفرنسا ويحرم المغرب من ملايين من الاوروات سنويا. هل هناك إرادة سياسية لحل هذه المشاكل أم على مغاربة العالم فعلا أن يشمروا على سواعدهم لاستخلاص حقوقهم. في كلتا الحالتين على المغرب أن يغير نظرته للمهاجر القاصر الذي لم يبلغ الحلم . وأعلى مغاربة العالم أن يتبثوا هذا عمليا..... *كاتب صحفي مهتم بشؤون الهجرة