اعتبرت شرفات أفيلال، الوزيرة المنتدبة المكلفة بالماء، أن نتائج الانتخابات الجماعية والجهوية الأخيرة، ورغم التقدم الملموس في عدد النساء الفائزات، عكست بالملموس تحكم العقلية الذكورية في صناعة القرار الانتخابي، وهو السلوك الذي حال دون وصول قوي للكفاءات النسائية إلى مراكز القرار السياسي، إذ لم تتمكن النساء على مختلف انتماءاتهن السياسة من بلوغ رئاسة الجهات أو عمودية المدن الكبرى، وأن القليلات ممن حققن المعجزة، نجحن في الحصول على رئاسة مجالس البلديات. وأضافت الوزيرة، في كلمتها خلال الندوة الوطنية التي احتضنتها أكاديمية المغرب يوم السبت 10 أكتوبر الجاري بمناسبة اليوم الوطني للمرأة، حول موضوع "التمكين السياسي للنساء ورهانات الجهوية الموسعة"، أن هذا الواقع يسائل غالبية الأحزاب عن مدى إيمانها بقدرات المرأة المغربية في تسيير الشأن العام، تحقيقا لما جاء به دستور 2011. كما نبهت في ذات السياق، على أن التمكيين السياسي للمرأة، ليس رهينا بظرفية وموقف، بل هي مسألة إرادة وسيرورة وجرأة سياسية، يحتاجها المجتمع للسير بكل ثقة نحو بناء المستقبل، وتعزيزا للمسار الديمقراطي الكبير الذي ناضلت من أجله كل القوى الحية ببلادنا. يشار إلى أن هذه الندوة الوطنية ترأستها بسيمة الحقاوي، وزيرة التضامن والمرأة والأسرة والتنمية والاجتماعية وأطرتها إلى جانب شرفات أفيلال الوزيرة المنتدبة المكلفة بالماء، كل من ميرفت التلاوي، المديرة العامة لمنظمة المرأة العربية، وسميرة مرعي فريعة، وزيرة المرأة والأسرة والطفولة بالجمهورية التونسية، وفاطمة حبيب، وزيرة الشؤون الاجتماعية والطفولة والأسرة بالجمهورية الإسلامية الموريتانية، ورجاء حسن خليفة، رئيسة الاتحاد العام للمرأة السودانية سابقا، وهجران حسينوفا، رئيسة اللجنة الحكومية لشؤون الأسرة والمرأة والطفولة بدولة أذربيجان، وجميلة المصلي، الوزيرة المنتدبة لدى وزير التعليم العالي والبحث العلمي وتكوين الأطر. وانكب المشاركون في هذه الندوة، في الجلسة الأولى من هذه الندوة التي تناولت موضوع "المشاركة السياسية للنساء في تجارب الدول العربية والإسلامية"، على تداول محاور واقع المشاركة السياسية للمرأة العربية، وآليات التمكين السياسي، ورهانات ولوج المرأة لمراكز القرار السياسي. أما الجلسة الثانية في موضوع "استحقاقات 4 شتتنبر 2015 ورهانات الجهوية الموسعة" فكانت مناسبة تدارس فيها المشاركون محاور تتعلق ب"التمكين السياسي للمرأة المغربية (الخطة الحكومية للمساواة)"، و"موقع النساء في استحقاقات 4 شتنبر"، و"المشاركة السياسية في إطار الجهوية الموسعة"، و"المشاركة النسائية وإكراهات التدبير الترابي". وقد أغنى نقاش هذا اليوم الوطني، إضافة لضيوف المغرب من الخارج، ثلة من القيادات النسائية المشهود لها بالخبرة والكفاءة الوطنية، وذلك بحضور فعاليات ممثلة لقطاعات حكومية، وهيئات سياسية وطنية، وفعاليات جمعوية، ومنظمات دولية وباحثين في المجال.