خطاب جلالة الملك في افتتاح الدورة الأولى من السنة التشريعية الخامسة مثل لحظة تنبيه قوية للبرلمانيين ولكامل طبقتنا السياسية، وذلك لكون مضمونه جاء منسجما ومنشغلا بما يعبر عنه المغاربة منذ فترة، أي ضعف وهشاشة الخطاب السياسي والأداء البرلماني. لقد دعا ملك البلاد إلى الرفع من مستوى الأداء البرلماني، وإلى إذكاء روح التوافق الإيجابي وتفادي المزايدات السياسوية، كما نبه إلى كون الخطاب السياسي لا يرقى دائما إلى ما يصبو إليه المواطنون، واستعرض أولويات استكمال البناء المؤسساتي، لافتا إلى أهمية تسريع وتيرة التشريع والنأي عن الصراعات الهامشية والانكباب على إخراج القوانين التنظيمية، أي أن جلالة الملك رسم من جديد معالم تأطير المسلسل الانتخابي، ونبه إلى أن بلوغ المؤسسات ليس غاية وإنما أداة ووسيلة، موصياً بضرورة تفادي الإساءة إلى صورة المؤسسات... افتتاح دورة البرلمان، يوم الجمعة الماضي، جاء بعد انتخاب مجلس المستشارين في صيغته الجديدة المنسجمة مع أحكام الدستور، كما أنه يندرج ضمن السنة الأخيرة من عمر الولاية التشريعية بمجلس النواب، وهذا السياق الزمني يفرض، كما ورد في الخطاب الملكي، تسريع وتيرة إخراج ما تبقى من قوانين تنظيمية، خصوصا ذات الصِّلة بالمؤسسات وبعملها وبآليات تنزيل بعض المكتسبات الدستورية الجديدة، وهنا مسؤولية البرلمانيين كبيرة من أجل تجويد التشريع والرفع من إنتاجيته . من جهة ثانية، لقد كشفت مختلف الاستحقاقات الانتخابية التي جرت هذا العام عن عديد دورس ورسائل شعبية، فضلا عن مفاجآت انتخابية، كما أن انتشار الفساد الانتخابي وعودة بعض الممارسات الحزبية السلبية، كل هذا يفرض اليوم تقوية الوعي بهذه المخاطر وتمثل حدة تهديدها لمستقبلنا الديمقراطي والتنموي، ومن ثم ضرورة تعبئة كل القوى الوطنية الجادة من أجل ... رفع المستوى. إن "رفع المستوى" هذا هو شعار من كلمتين اثنتين فقط، لكنه هو العنوان الأكثر تعبيرا وتلخيصا لكامل مضمون الخطاب الملكي، وهو أيضا يلخص المسؤولية الملقاة اليوم على عاتق كل البرلمانيين والسياسيين من مختلف الأحزاب، أي رفع مستوى الخطاب السياسي، ورفع مستوى ووتيرة التشريع وإنتاج القوانين، وأيضا رفع مستوى منسوب الأخلاق والمصداقية في عمل وسلوك وعلاقات وخطاب طبقتنا السياسية كاملة بما يخدم مصالح المغاربة ومستقبل المغرب وصورة المؤسسات الوطنية. ليقرأ الجميع الدرس إذن، وليتأمل الكل إشارات خارطة الطريق الملكية المتضمنة في خطاب الجمعة الثانية من شهر أكتوبر هذا. هذا البريد الالكتروني محمى من المتطفلين , يجب عليك تفعيل الجافا سكر يبت لرؤيته