سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
المهرجان الدولي لسينما المرأة بسلا يختتم دورته التاسعة ويمنح جائزته الكبرى وجائزة أحسن دور رجالي للشريط المصري " ديكور " وشريط "ملكات سوريا" يفوز بجائزة الفيلم الوثائقي
تكريم الفنانة المغربية نادية نيازي حصل الشريط المصري "ديكور" لمخرجه أحمد عبد الله على الجائزة الكبرى للدورة التاسعة للمهرجان الدولي لفيلم المرأة بسلا، لتميزه - حسب تقرير لجنة التحكيم - في تناول قضية المرأة في علاقتها بعدد من الاختيارات التي توفرها الحياة. وحصل الشريط الإيطالي "عذراء تحت القسم" للاورا بيسبوري على جائزة لجنة التحكيم الخاصة فيما حصل الشريط التركي "الميستنغ" لدونيز كامزي إيركيفين على جائزة أحسن سيناريو. وكانت جائزة أحسن دور نسائي من نصيب الممثلة ريجينا طازي في الشريط البرازيلي "الأم الثانية" فيما عادت جائزة أحسن دور رجالي لماجد الكرواني في شريط "ديكور" المصري. وهذا الشريط هو من إخراج أحمد عبد الله وقصة وسيناريو وحوار محمد دياب وشيرين دياب، وبطولة خالد أبو النجا وحورية فرغلي وماجد كدواني. وتدور أحداثه، حول "مها" وهي مهندسة الديكور والخبيرة في خلق العوالم الخيالية التي طالما عشقت السينما، وتحت ضغط شديد في العمل ترى حياة أخرى تظهر في الأفق، وتجد نفسها متنقلة بين عالمين يمثلهما شريف ومصطفى، أحدهما بمواصفات ديكور الفيلم الذي تعمل فيه والآخر من المفترض أنه الواقع، مع الوقت، وتتوغل "مها" في العالمين حتى تختلط الأمور بين الواقعي والمتخيل، وتسير على الحافة بين الحياتين إلى أن يصبح عليها لأول مرة اختيار ما تريده فعلًا أما بخصوص الأفلام الوثائقية التي نظم المهرجان مسابقة بشأنها لأول مرة، فقد حصل شريط "ملكات سوريا" لياسمين فضة (الأردن/الإمارات/بريطانيا) على جائزة الفيلم الوثائقي بالنظر إلى "معالجته الذكية وغير النمطية في التعامل مع الحالات النسائية المعروضة" حسب لجنة تحكيم الفيلم الوثائقي، فيما حصل الفيلم الطويل "جوق العميين" للمغربي محمد مفتكر على جائزة الجمهور الشبابي، وحصل على نفس الجائزة في مجال الفيلم القصير "دوار السوليما" لأسماء المدير، بينما حصل الشريط المغربي القصير لمخرجه محمد اليونسي "الوشاح الأحمر" على التنويه. وتم الإعلان عن أشغال كتابة السيناريو التي أشرف عليها كل من كاتبة السيناريو الفرنسية ليتيسيا كوغلر وكاتب السيناريو المغربي محمد عريوس، حيث تحدثا عن وجود 10 سيناريوهات تمت إعادة كتابتها. وأشارا إلى أنه تم الالتزام بأن يتم تصوير 50 في المائة من السيناريوهات المكتوبة. وتم تكريم الممثلة المغربية نادية نيازي عبر عرض شريط يتضمن شهادات عديدة منها شهادة المخرج محمد مفتكر الذي قال إنه عرفها كحضور قوي قبل أن يعرفها كممثلة، وأن لديها جاذبية جعلت يونس مكري يختارها كزوجة بنفس الحرص الذي يختار به ألحانه وأغانيه، "إنها شاعرة في صمتها وصامتة في كلامها". وقال عنها الناقد السينمائي أحمد بوغابة "إنها فاتن حمامة المغرب"، ولاحظ السينمائي حسن نرايس أنها تتعامل مع السيناريوهات التي تؤمن بها إيمانا راسخا، لذلك فهي تؤديها بإتقان، واعتبرها إدريس الروخ ممثلة ذات حساسية مرهفة، وتحدث الممثل المغربي محمد الشوبي عن رقي أخلاقها وحسها الفني وتمنى داوود اولاد السيد أن يجمعه بها عمل مستقبلي، وأجملت الممثلة المغربية فاطمة بنصالح خصالها في القول "إنها امرأة حقيقية". وتناولت الكلمة الفنانة نادية نيازي لتعبر عن تأثرها الشديد بالشهادات التي قيلت في حقها، معتبرة أنها ما تزال في بداية مشوارها الفني، شاكرة المسؤولين على المهرجان على اهتمامهم بمعالجة قضية المرأة بهذا العمق والتميز. وقد أتاحت الدورة المنتهية فرصة لعرض تجارب سينمائية شديدة التنوع من أمريكا وأوروبا وإفريقيا وآسيا، تباينت أساليبها ومرجعياتها لكنها تقاسمت الاهتمام بأوضاع المرأة وضروب معاناتها وكفاحها من أجل تحقيق الذات. ومن بين أبرزها فيلم "عذراء تحت القسم" للمخرجة الإيطالية لورا ييسبوري الفائز بجائزة لجنة التحكيم، الذي يحكي عن تشابه معاناة النساء عبر مناطق متباعدة عبر العالم، حيث تواجه المرأة في مجتمع ذكوري قانون الصمت القاهر. وقد اختارت المخرجة الإيطالية، التي تشارك في المسابقة الرسمية للمهرجان الدولي لفيلم المرأة بسلا، قرية نائية في شمال ألبانيا، فضاء للحكاية، لتحكي سيرة، على قدر محليتها الشديدة، تنطق بحال تتقاسمها العديد من المجتمعات التقليدية، التي تمنح للرجل سلطة التحكم في مصير المرأة، ككائن دوني. هانا، لكي لا تكون تحت وصاية ذكورية، تختار الخضوع لتقاليد موروثة ضاربة في القدم، في قريتها الجبلية الفقيرة : فهي تقسم بأن تظل عذراء إلى الأبد، وأن تعيش كرجل. تضحي بأنوثتها كي تنفلت من قانون الاضطهاد وتعيش كما يعيش الآخرون. يبني الفيلم شخصية هانا التي تعيش في جلباب رجل وتحمل اسم "مارك" على نقيض من شخصية تمثل السعي النسائي إلى التحرر، هي شقيقتها التي اختارت الهجرة قسرا كي تعيش الحرية وتختار نمط حياتها خارج سجن الأسرة والماضي. يتناول الفيلم البعد الأنثروبولوجي لوضع المرأة في مجتمع محافظ، ويصوغه في قالب درامي طافح بالتوتر لتجسيد المخاض الصعب من أجل الانعتاق، الذي يتحقق بالتحاق هانا بشقيقتها "الحرة" في المدينة، وتحور إحساسها شيئا فشيئا بخصوصيتها الأنثوية. وترصد المخرجة حيزا كبيرا لتصوير عملية دفن الوالد وطقوسها، تجسيدا لفكرة دفن الماضي والانطلاق نحو المستقبل.