فرقة «مسرح المدينة» تقدم بسلا عرضها الجديد «سعد البنات» يلتقي جمهور المسرح بمدينتي الرباط وسلا مساء اليوم، بالمركب الثقافي محمد حجي بسلا الجديدة، مع فرقة مسرح المدينة في عرض ما قبل الأول، لعملها الجديد "سعد البنات"، العرض الذي يندرج ضمن مشروع التوطين الذي أعدته وزارة الثقافة والهادف إلى خلق دينامية فنية في المراكز الثقافية. المسرحية مأخوذة عن نص "أنت وزهرك" للمرحوم أحمد البصري المقتبس بدوره عن رواية " لعبة الحب والمصادفة" للكاتب الفرنسي، بيار كارلي دو ماريفو، إخراج هشام الجباري وتشخيص ثلة من نجوم المسرح المغربي نذكر من بينهم جليلة التلمسي، جميلة الهوني، مريم الزعيمي، سعيد أيت باجا، فريد الركراكي وعبد الكبير الشداتي. تعتبر فرقة مسرح المدينة من أهم الفرق المسرحية التي استطاعت، منذ تأسيسها، أن تقدم أعمال مسرحية متميزة حققت من خلالها نجاحات جماهيرية مهمة، و تضمن ريبرطوار الفرقة ثلاث أعمال مسرحية وهي : " الدق و السكات" بمشاركة : جليلة التلمسي، جميلة الهوني، سعيد أيت باجا، فريد الركراكي و عبد الكبير الشداتي و من إخراج هشام الجباري. " درهم الحلال" بمشاركة : جليلة التلمسي، جميلة الهوني، سعيد أيت باجا، فريد الركراكي وعبد الكبير الشداتي، وسيلة الصباحي، بشرى شر يف ومن إخراج هشام الجباري. " ميعادنا العشا " بمشاركة : جليلة التلمسي، دنيا بوطازوط، عزيز حطاب ومن إخراج هشام الجباري. و حسب البلاغ الذي توصلت بيان اليوم بنسخة منه فان فرقة مسرح المدينة، تعتمد على النص و المعالجة المسرحية المميزة وكذا النظرة الإخراجيةٌ الخاصة للأستاذ هشام الجباري الشيء الذي خول لمسرح المدينة الفوز بعدة جوائز في مهرجانات وطنية. ويعتبر هشام الجباري من أبرز المخرجين في الساحة الفنية المغربية إذ أنه لاقى استحسان الجمهور والمتخصصين في الميدان منذ بداياته حيث أخرج للتلفزة والمسرح و السينما مجموعة من الأعمال المميزة حظيت بنجاحات كبيرة وحصلت على جوائز مهمة في مجموعة من التظاهرات الفنية الكبيرة. و من أهم أعماله التلفزية؛ فيلما "ظلال الموت"، "الذئاب لا تنام" ، و من سلسلاته الناجحة ؛ "دار الورثة"، "عش البنات"، "راس لمحاين"، "بنت الناس". و لقد أخرج للمسرح دار الغالية، الدق و السكات، درهم الحلال وميعادنا العشا. وتدور مسرحية "سعد البنات"، المأخوذة عن رواية " لعبة الحب والمصادفة" للكاتب الفرنسي، بيار كارلي دو ماريفو، كما سلفت الإشارة إلى ذلك، حول الشاب الوسيم والثري دورانتي الذي يفاجأ بوالديه يخطبان له زوجة لا يعرف أي شيء عنها ودون رضا أو علم مسبق منه، فيقرر الدخول في مغامرة تتساءل حول شخصية الخطيبة وأخلاقها بل سيخضع الفتاة المختارة إلى العديد من التجارب قبل التورط في الزواج بها، وانطلاقا من ذلك سيقوم رفقة خادمه بزيارة لبيت أصهاره بعد أن يتبادل شخصيته مع خادمه أرلوكان، وبينما كانت الخطة تسير بشكل جيد حيث تمكن من مراقبة الخطيبة عن كثب ودون أن تشك فيه أو هكذا كان يهيئ له إذ فاقته الخطيبة " سيلفي " في الدهاء وتبادلت هي الأخرى شخصيتها مع وصيفتها واسمها ليزيت، وهكذا سيتحول الخدام إلى أسياد والعكس لتتنامى خيوط الحكاية حول صراعات ونزاعات تتوالى كمواقف مضحكة لكنها عميقة الدلالات في نفس الوقت، وقد حققت النسخة الأصلية من المسرحية بإيطاليا نجاحا باهرا وجعلت النقاد يسيلون الكثير من المداد عن بناءها الدرامي وبعدها الهندسي والجمالي وبناء أحداثها وتشابك والتقاطع بين شخصياتها. وتأتي مسرحية "سعد البنات"، التي حظيت خلالها فرقة مسرح المدينة بدعم وزارة الثقافة المخصص للإنتاجات المسرحية المميزة، بمثابة تكريم للفنان المغربي الراحل محمد أحمد البصري، الذي كان رمزا من رموز المسرح والتلفزيون المغربيين، وأحد أهم كتاب المسرح الإذاعي ورواده ومن مجايلي الراحلين العربي الدغمي وعبد الرزاق حكم، وقد ترك الفقيد بصمات خالدة في المجال الفني على امتداد خمسة عقود، عرفه الجمهور خلالها بأدائه الجيد وشخصيته القوية، وأغنى الخزانة الفنية بأعمال قيمة، وخلف أعمالا فنية متنوعة في مجال المسرح الإذاعي أهمها "الشرع عطانا ربعة" و"راضية " و"الطريق المجهول" و"أنت وزهرك" و"صائد الشبكة"، كما كانت له مساهمات مسرحية وتلفزية وبرامج إذاعية متعددة.