كريم تاج: هاجسنا ضمان الحضور المتواصل للحزب من خلال مختلف الدعامات التواصلية والإعلامية مجموعة من الشابات، والشباب من المناضلات والمناضلين، يعتكفون بالطابق العلوي للمقر المركزي لحزب التقدم والاشتراكية، متأبطين حواسبهم وألواحهم الإليكترونية، يكتبون تارة، ويسبحون في العالم الأزرق تارة أخرى، كلهم حماس. إذا اقتربت من أحدهم تجده إما على صفحات الفايسبوك، أو تويتر، أو تجده يشاهد فيديو أو يضعه على اليوتوب. إنهم شباب وشابات حزب التقدم والاشتراكية الذين انخرطوا بحماس في الحملة التواصلية التي سطرها الحزب لدعم مرشحي ومرشحات لائحة الكتاب لانتخاب مجالس الجماعات والمقاطعات والمجالس الجهوية المقرر إجراؤها يوم 4 شتنبر المقبل. وسط هذه الأجواء، يبدو على كريم التاج، عضو الديوان السياسي المسؤول عن التواصل، وأيضا وكيل لائحة حزب التقدم والاشتراكية بمدينة تيفلت، كثير من التركيز. وأنت تتحدث إليه تجده حريصا على متابعة كل ما يطلعه عليه فريق العمل، حريص على التواصل الدائم مع الفرق الأخرى التي توجد في الميدان، والتي غالبا ما تكون مرافقة للأمين العام محمد نبيل بنعبد الله أو بباقي القيادات الحزبية في جولات تواصلية عبر مختلف مدن وقرى المملكة. طبيعة العمل الذي يقوم به كريم التاج وفريقه يكمن، في جانبه المتعلق بأجرأة الخطة التواصلية، في ضمان الحضور المتواصل للحزب في مختلف الدعامات الإعلامية، وفق منهجية تواصلية حديثة وعصرية. الحضور الإعلامي المتميز للحزب منذ انطلاق الحملة الانتخابية، والذي فاجأ الكثيرين، يحيلك على أن التقدم والاشتراكية بدأ اشتغاله في التحضير للحملة الانتخابية منذ شهور خلت، فالمسؤول عن التواصل الحزبي لم يترك أي شيء للصدفة، أو المفاجأة، يشتغل بطريقة رجل التواصل السياسي المهني الذي يعي جيدا أهمية الاتصال والتواصل الحزبي خاصة في ظل الفورة الرقمية التي يعرفها المجال الإعلامي. في البداية، كان على كريم التاج أن يحضر مشروع خطة متكاملة ويعرضها على الديوان السياسي للحزب من أجل اعتمادها، وضمان دعم الأمين العام وباقي الأعضاء لها، عبر امتلاكها والانخراط في بلورتها بشكل جماعي، كل من موقعه، وكل حسب المهمة أو المهمات المناطة به داخل الديوان السياسي، علما أن كل القيادة الحزبية نزلت إلى الميدان للالتقاء بالمواطنات والمواطنين وإقناعهم بضرورة التصويت على لائحة "الكتاب" التي جعلت من "المعقول" شعارا لها. بعد ذلك، تفرغ المسؤول عن التواصل بالديوان السياسي بمعية خلية من المناضلين الشباب وفريق محترف من مهنيي التواصل لتحضير مختلف الداعمات الإعلامية التي من شأنها أن تشكل حاملا لمختلف الرسائل ولمضامين البرنامج الانتخابي الوطني والمحلي الذي كان قد أعلن عنه الأمين العام محمد نبيل بنعبد الله في ندوة صحفية كانت الأولى من نوعها التي يعقدها حزب سياسي للإعلان عن برنامجه الانتخابي برسم الانتخابات الجماعية والجهوية الحالية. كريم التاج أكد، في تصريح لبيان اليوم، أن الخطة التواصلية التي يعتمدها الحزب طيلة هذه الحملة الانتخابية ترتكز على "السوشل ميديا" أو مواقع التواصل الاجتماعي، والتواصل مع رواد هذه الفضاءات، بنوع من الحرفية والمصداقية في صياغة الرسالة المراد إيصالها وفق خطة شاملة للتواصل الخارجي متحكم فيها مركزيا، وتمزج بين البعد الوطني العام والبعد المحلي والجهوي، مشيرا إلى أن فريق العمل الذي يضم حوالي عشرين شخصا، والذي يناضل جزء منه خارج المكاتب، ينتظم في شكل مجموعات خاصة وأن وتيرة العمل، طيلة أيام الحملة الانتخابية، قد تصل في بعض الأوقات إلى 20 ساعة في اليوم، وستستمر إلى حين يوم الاقتراع أو ما يعرف بيوم "الصمت الانتخابي". تجد أعضاء من إحدى هذه المجموعات منهمكين في إدارة المحتوى الذي يتعين تعميمه مركزيا أو محليا، لكن تحت الإشراف المباشر لكريم التاج، الذي يؤشر على نشره على مواقع التواصل الاجتماعي، أو عبر الجرائد الإلكترونية أو الورقية خاصة البيان وبيان اليوم، فيما تتحدد مهمة المجموعة الثانية، يقول كريم التاج، في تتبع ورصد كل ما ينشر حول الحملة الانتخابية لحزب التقدم الاشتراكية. لم يغفل كريم التاج، في حديثه لبيان اليوم، نوعا آخر من التواصل والمتمثل في التواصل مع المرشحين والمرشحات، والذي تتكلف به مجموعة ثالثة، علما أن الحزب قدم لهذه الانتخابات أزيد من 10 آلاف مرشحا ومرشحة على امتداد التراب الوطني، ما جعله يتبوأ مراكز متقدمة في المشهد السياسي، إلى درجة أن المحللين السياسيين يصفون حزب التقدم والاشتراكية ب "القوة الصاعدة". المجموعة التي تتكلف بهذا الجانب، يضيف المتحدث، لا علاقة لها بالمجموعتين السابقتين، مهمتها محصورة في التفاعل مع المواطنين والمواطنات الذين يتركون تعليقاتهم على لوائح حزب التقدم والاشتراكية، ومحاولة التجاوب مع ما ينتظرونه من حزب التقدم والاشتراكية انطلاقا من تصوره لتدبير الشأن العام المحلي ومن رؤيته لمفهوم التنمية المحلية، وكل القضايا التي سطرها الحزب في برنامجه الانتخابي سواء تعلق الأمر بالصحة، أو التعليم، أو البيئة، أو الثقافة، أو الرياضة، أو المواصلات، وكل القضايا المحورية التي تهم الناخب المحلي. وأوضح كريم التاج أن الغاية من هذه الخطة التواصلية الشاملة هو استهداف عموم الناخبين بمن فيهم الهيئة الناخبة التقليدية لحزب التقدم والاشتراكية والفئات الأخرى التي لا تشارك في الانتخابات، وأضاف أن المحتوى الذي يشتغل عليه فريق العمل سواء على مستوى الصورة أو على مستوى الرسالة المكتوبة يتعين أن يبرز أن حزب التقدم والاشتراكية حزب يساري يشارك في حكومة من طابع خاص، وفي ظرفية تاريخية متميزة، حزب جاد يشتغل ومتواجد بقوة على الأرض مع المواطنين، قريب من همومهم وقضاياهم، يتفاعل معها ويترافع من أجل إيجاد الحلول المناسبة لها، حزب ينفرد بمواقف خاصة ومتميزة في بعض القضايا المجتمعية لكونه متجذرا في المجتمع المغربي، ونحج، على امتداد سبعين سنة من النضال، في تطوير مرجعيته الفكرية. حزب متجدد منفتح على الشباب وموجود في مختلف مناطق المغرب.