على إيقاع الموسقى الجميلة والكلمة المغناة الحابلة بالمعاني والباعثة على التأمل والفرح، لفرقة الفنان فتاح النكادي «آثار الحصان»، وأيضا فرقة مصطفى ميري التي تستلهم الموسيقى الأمريكية وتمزجها بإيقاعات مغربية أصيلة.. انطلقت بالمدرسة العليا للفنون الجميلة بالدارالبيضاء، فعاليات الدورة الرابعة لرمضانيات البيضاء الثقافية، التي يسهر على تنظيمها الائتلاف المغربي للثقافة والفنون، بشراكة مع المقاطعة الحضرية لسيدي بليوط، والتي ستشغل معظم المساحة الزمنية لهذا الشهر الكريم- من 19 غشت إلى 5 شتنبر- وستتوزع فقراتها على مجموعة من الفضاءات الثقافية:المركب الثقافي سيدي بليوط،فضاء القبة لحديقة الجامعة العربية،الصقالة، فضاء الهواء الطلق عرصة الزرقطوني. وبهذه المناسبة التي عرفت حضور مجموعة من الشخصيات السامية:الكاتب العام لوزارة الثقافة، رئيس مجلس المدينة،مستشار الوزير الأول،الأمين العام للرابطة المحمدية للعلماء،الوزير المكلف بالعلاقة مع البرلمان،وعدة شخصيات أخرى،ألقى رئيس الائتلاف المغربي للثقافة والفنون، محمد الدرهم، كلمة الافتتاح، التي أكد من خلالها على «أن تشبث الائتلاف بالاستمرار في الحضور، رغم كل الاكراهات، نابع من الإيمان الراسخ بالرهان على الفعل الثقافي، باعتباره رافعة أساسية لكل تقدم،إلا أن كسب الرهان، يبقى رهينا بالآفاق المستقبلية، الرهينة بدورها بالإرادة السياسية للشركاء المعنيين بالشأن الثقافي». وذكر الفنان الدرهم كذلك بحرص الائتلاف على وضع برامج دورات هذا الملتقى على التنوع» تجسيدا لمبدأ التعددية التي تشكل إحدى الخلفيات التي تأسس عليها الائتلاف..». وأكد رئيس المقاطعة الحضرية لسيدي بليوط كمال الديساوي، على أهمية هذا المهرجان الذي يؤثث مدينة الدارالبيضاء كل رمضان،وبالتالي شدد على القول أنه «لا غرابة أن تكون المقاطعة الحضرية بجانب اللجنة المنظمة المتمثلة في الائتلاف، وأن تكون فخورة بمد جسر التعاون مع كافة مكوناتها»، ودعا الديساوي في ختام كلمته، إلى «ضرورة انخراط كافة المؤسسات مستقبلا في دعم رمضانيات البيضاء الثقافية، لأجل أن تؤثث جميع جهات هذه المدينة،وتحقق بذلك منعرجا أساسيا في السياسة الثقافية..». وعبر الفنان فتاح النكادي عن فرحه بالمشاركة في افتتاح هذه الدورة،سيما وأنه «طالما تم إغفال المناداة على فرقته، لتنشيط مختلف المهرجانات التي تقام ببلادنا، بسبب اعتقاد خاطئ أن هذه الفرقة لا تتفاعل مع فضاءات الهواء الطلق..»، وشرح دوافع تأسيسه لهذه الفرقة، في التصريح الذي خص به بيان اليوم، قائلا إنه « لم يرد أن يبقى مختبئا وراء التصوير الموسيقى للمسلسلات الدرامية، كما أن فرقته الأم، فرقة النوارس، أصابها الإحباط، وهو ما أدى بكل عضو من أعضائها، أن يسلك طريقه الخاص».وأشار إلى أن فرقته الحالية « تعنى بتقديم موسيقى ملتزمة، تعكس هموم الناس، بطريقة أكاديمية ومهنية». ومن جهته، اعتبر الفنان عبد الله ميري، الذي أحيى سهرة الافتتاح، أن «فرقته تأسست سنة 1987 ،وهي تهتم بتقديم موسيقى أمريكية، مع الحرص على مزجها بإيقاعات كناوة والجاز، نظرا للتقارب القائم بين هذه الثقافات،مع ذلك فإن هذا اللون الموسيقى لا تتعاطى له الفرق الموسيقية السائدة في ساحتنا الفنية، نظرا لتركيبته المعقدة». وأشار كذلك في تصريحه الذي خص به بيان اليوم على هامش مشاركته في هذا الحفل الافتتاحي، إلى أن فرقته تركز عادة على طرق «المواضيع الاجتماعية للطبقة الشعبية، من خلال نقل حالتها المعيشية وكذا مشاكلها النفسية وحتى العاطفية». ويضيف بعد ذلك أن هناك بعض القطع التي هي من تأليف أعضاء فرقته،ةهناك كلمات من الشعر الأمريكي المغنى، التي يتم إخضاعها لتوزيع موسيقي جديد. من بين الفنانين الذين حضروا هذا الحفل، المخرج السينمائي لطيف لحلو، الذي اغتنمنا فرصة حضوره، فخص بيان اليوم بانطباعه حول رمضانيات البيضاء الثقافية، قائلا إنها»مبادرة طيبة لإحياء هذا الشهر الفضيل،لخلق فرص اللقاء بين الفنانين وعشاق فنهم، وترويج إنتاجاتهم الثقافية والابداعية، علما بأن الناس يسعون إلى الترفيه عن أنفسهم، بعد ساعات الإفطار، لهذا يجب أن تكون الفنون من بين العناصر الأساسية لغذائهم، مع ذلك لا بد من بذل مزيد من المجهودات لتنشيط هذه المدينة ثقافيا، على مدار السنة، وليس بشكل موسمي، مع توفير البنيات التحتية اللازمة لتحقيق هذا المراد، سيما وأن الجمهور ما فتئ يعبر عن تعطشه للفن..». وبدوره أشار الفنان التشكيلي عبدالله الحريري،إلى أن هذه المناسبة تسمح بخلق لقاء المودة والتواصل بين الفنانين، سيما وأنه تكاد لا تتاح لهم الفرصة للالتقاء ببعضهم سوى مرة واحدة في السنة، لهذا من الضروري أن تكثف الجهود لخلق استراتيجية التنشيط الثقافي بهذه المدينة، سيما وأنها تعتبر مرتعا للثقافات والفنون، وملتقى لجميع ميادين التعبير..». سيشهد برنامج يومه الاثنين، تنظيم ندوة فكرية حول موضوع الدارالبيضاء في الرواية، بمشاركة الأساتذة محمد صوف ونورالدين صدوق وعبدالرحيم العلام، وسيتولى تسييرها الأستاذ لحسن احمامة، وذلك بفضاء القبة لحديقة الجامعة العربية، ابتداء من الساعة العاشرة ليلا.