انتهت الفترة المخصصة لإيداع الترشيحات برسم انتخابات الغرف المهنية لعام 2015، وبدأت الحملات الانتخابية على صعيد مختلف الأصناف وبمختلف الأقاليم والجهات، استعدادا ليوم الاقتراع المحدد في الجمعة 07 غشت المقبل. بداية، يعتبر هذا الاستحقاق محطة هامة، بعد انتخابات ممثلي المأجورين، ضمن المسلسل الانتخابي لهذه السنة، ما يفرض على السلطات الإدارية والقضائية استنفار كامل جهودها لتأمين سلامة مختلف مراحله والحرص على النزاهة والمصداقية... هذا التحدي، في حال كسبه، سيمكن بلادنا من تطوير سمعتها وإشعاعها الديمقراطيين، وسيمنح للدستور معنى عمليا وحقيقيا على صعيد تطبيق مقتضياته على أرض الواقع. من جهة ثانية، الغرف المهنية بكل أصنافها تكتسب أهمية خاصة من حيث الأدوار الموكولة لها في التنمية الاقتصادية والاجتماعية، وعلى مستوى تطوير الإنتاج الوطني وتأطير المهنيين، وبالنظر لما يميز واقعها التدبيري والهيكلي اليوم من اختلالات، فهي تتطلب تغييرا جوهريا على مستوى طرق العمل وأيضا على مستوى النخب المسيرة لها، وذلك بما ينسجم مع الرهانات الأساسية المفروضة اليوم على الاقتصاد الوطني والتنمية الجهوية... وفضلا عما سبق، فإن الغرف المهنية تمثل أحد الروافد في تركيبة مجلس المستشارين، وحسن اختيار منتخبيها اليوم يعني أيضا إمكانية حسن اختيار جزء هام من أعضاء الغرفة البرلمانية الثانية لاحقا، أي المساعدة على تجاوز كثير عبثيات عاشتها المؤسسة التشريعية في الولاية المنصرمة. واضح إذن، أن انتخابات الغرف المهنية ليست مهمة فقط لذاتها، وإنما لها امتدادات وانعكاسات اقتصادية ومؤسساتية لا تقل أهمية، وبذلك فهي تستحق تعبئة كافة الجهود اليوم لكي تمر ضمن قواعد السلامة والنزاهة والمصداقية، وتفضي إلى نتائج من شأنها تطوير منظومتنا المؤسساتية والسياسية الوطنية. والمسؤولية هنا تتحملها السلطات العمومية، الإدارية والقضائية، لأنها المكلفة بتطبيق القانون ضد كل من يخالف أحكامه، وهي التي يجب أن تفتح كل العيون وتستثمر كل الإمكانات من أجل إنجاح كامل المسلسل الانتخابي، ولكن أيضا هي مسؤولية الأحزاب التي تختار المرشحين وتؤطر الحملات، وبدورها يجب أن تنجح في اختيار الأطر والطاقات الممتلكة للمعرفة والمصداقية والنزاهة الأخلاقية والسياسية، ويجب أن تسهر على تنظيم حملة ذات مصداقية تقوم على الأفكار والتصورات والبرامج وتحارب الرشوة وشراء الضمائر والأصوات وتراقب مرشحيها... ليس مهما اليوم التنابز بين الأطراف المتنافسة، أو أن يحرص كل طرف على رمي كل التهم على غيره وتبرئة نفسه، وإنما المطلوب هو المواجهة الجماعية للاختلالات لكي تنتصر بلادنا في الأخير. هذا البريد الالكتروني محمى من المتطفلين , يجب عليك تفعيل الجافا سكر يبت لرؤيته