نبيل بنعبد الله: المغرب يفقد برحيل المساري مفكرا تميز بالحكمة و الانفتاح على جميع التيارات والأطياف في المغرب ودع المغرب الإعلامي والمؤرخ والكاتب والسياسي والوزير محمد العربي المساري، الذي ووري جثمانه الثرى أمس الأحد بمقبرة الشهداء بالرباط، ليفقد المغاربة في وفاته أحد كبار الصحافة في بلادنا. واعتبر الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية الأستاذ محمد نبيل بنعبد الله، في تصريح بالمناسبة، أن رحيل محمد العربي المساري يشكل خسارة كبيرة بالنسبة للمغرب، الذي يفقد برحيله أحد المفكرين الملتزمين، مضيفا، في اتصال أجرته معه بيان اليوم، أن الفقيد العربي المساري، كان رجل مبادىء ومحاورا مسؤولا مؤمنا بالتلازم الوثيق بين الفكر والنضال وبين الدبلوماسية والإعلام. وأكد بنعبد الله، على الحكمة والتبصر وطابع الانفتاح على جميع التيارات والأطياف السياسية التي ميزت مسار الراحل، كمفكر وإعلامي وديبلوماسي حريص على التجديد. وقال أيضا، إن محمد العربي المساري "ترك بصمة لا تمحى، وقد أتيحت لي منذ سنوات خلت، فرصة التعرف عن قرب على الراحل، الذي كان صديقا لوالدي، ومنذ ذلك الحين جمعتني به علاقة طيبة واستثنائية، وبعد ذلك استفدت كثيرا من نصائحه السديدة حين كنت وزيرا للاتصال، وهو المنصب الذي سبقني الفقيد الى شغله في حكومة عبد الرحمن اليوسفي". وعبر محمد نبيل بنعبد الله عن حزنه العميق، لفقدان مفكر وطني من عيار العربي المساري. وقد بدأ المساري، الذي ولد في مدينة تطوان، مساره الصحافي مباشرة بعد استقلال المغرب، حيث عمل بالإذاعة الوطنية ما بين 1958 و1964، قبل أن يلتحق بجريدة العلم ( 1964)، التي تدرج فيها من صحافي إلى رئيس تحرير وصولا إلى مدير النشر سنة 1982. مسار حياة مطبوع بجهود وعطاءات وتجربة إعلامية مميزة على مدى أكثر من نصف قرن، زاوج خلالها الفقيد، في توازن وانسجام، بين متطلبات الكتابة الملتزمة في الصحافة والتأليف الحر والبحث والترجمة، وأعباء النضال النقابي والسياسي على واجهات متعددة ، كان نقيبا للصحفيين المغاربة، حيث شغل منصب الكاتب العام للنقابة الوطنية للصحافة المغربية، كما كان عميدا للكتاب المغاربة بشغله منصب الكاتب العام لاتحاد كتاب المغرب، بالإضافة عمله الدبلوماسي حيث شغل سفير للمغرب في البرازيل، سمحت له بنسج علاقات واسعة في دول أمريكا اللاتينية وفي الدول الناطق بالإسبانية، وظفها لصالح القضايا الوطنية. عندما نحاول تتبع مسار الراحل، محمد العربي المساري الذي شغل أيضا، منصب وزير الاتصال في عهد حكومة التناوب التوافقي بقيادة عبد الرحمان اليوسفي، نجد أن السياسة والصحافة والثقافة كانت مجتمعة تحتل مكانة بارزة في كل محطات حياته، باعتباره صاحب الرؤية الواضحة الذي استطاع أن يجمع بين المثقف والإعلامي والسياسي والدبلوماسي، وساهم باستماتة في الدفاع عن مهنة الصحافة وأوضاع الصحافيين في المغرب. وعرف عن الفقيد محمد العربي المساري، قدرته على ممارسة السياسة بالمبادئ والأخلاق العالية، وتفانيه في حب مهنة الصحافة إلى أبعد الحدود، حيث لم تكن تفوته مناسبة كبيرة أو صغيرة دون أن يخصص لها كتابات وتحليلات تغني الذاكرة وتنعشها. ومن بين كتاباته التي أغنت الخزانة الوطنية، العديد من الكتب والمؤلفات من بينها "معركتنا ضد الصهيونية والإمبريالية" سنة 1967 و"المغرب/اسبانيا في آخر مواجهة" 1974 ، و"الأرض في نضالنا السياسي بعد الاستقلال" 1980، و"صباح الخير أيتها الديمقراطية" 1985، و"المغرب بأصوات متعددة" 1996 ، و"المغرب ومحيطه" 1998 ، و"محمد الخامس: من سلطان إلى ملك" 2009، و"ابن عبد الكريم الخطابي من القبيلة إلى الوطن" 2012.