موقع موكادور يتعرض لهجوم الإسمنت مما يهدد استمرار هذه الطيور النادرة يتواجد بالصويرة مدينة موكادور، المصنفة ضمن مواقع "رامسار" الدولية منذ 2005، صنف من صقور "إليونورا" التي تنتشر في إسبانيا وإيطاليا واليونان وتونس والجزائر إضافة إلى المغرب. هذه الصقور معرضة للانقراض ومدرجة ضمن صنف "نوع نادر بأوروبا من الفئة B"، وذلك وفقا للاتفاقية الأفريقية لحفظ الطبيعة والموارد الطبيعية (المرفق الثاني)، واتفاقية المحافظة على الحياة البرية والموائل الطبيعية الأوروبية (المرفق الثاني)، واتفاقية التجارة الدولية في الأنواع المهددة بالانقراض من الحيوانات والنباتات البرية المهددة بالانقراض، (الملحق الأول). وتؤكد توجيهات الاتحاد الأوروبي بشأن الحفاظ على الطيور البرية أن هذا النوع يحظى بأولوية المحافظة على طول مدى انتشاره. وصقر "إليونورا" طائر مهاجر يقطع مسافة تسعة آلاف كيلومتر من مواطن تناسله نحو المناطق الشتوية، خصوصا جزيرة مدغشقر، مجتازا جل أنحاء القارة الإفريقية بما في ذلك الصحراء. وتشمل مواطن تكاثر هذا الطائر المنطقة المتوسطية والمحيط الأطلسي بالمغرب وجزر الكاناري حيث تقيم مستعمرات التكاثر أكثر في الجنوب الغربي. ويبدأ موسم التزاوج في يوليوز متأخرا جدا عن باقي أنواع الصقور المهاجرة بسبب إستراتيجية الصقر المعتمدة بانتظار وصول أسراب العصافير المهاجرة، مصدر غذاء الفراخ. ويصل عدد صقور "ليونورا" المتكاثرة إلى ما يزيد عن 13.500 زوج في البحر الأبيض المتوسط والمغرب والمحيط الأطلسي وجزر الكناري.. يشهد المغرب موقعين لتكاثر هذا الطائر في أجراف سيدي موسى بمدينة سلا وفي جزيرة موكادور بمدينة الصويرة. في جرف سيدي موسى، تعاني أسراب صقور "إليونورا" كثيرا من الأنشطة البشرية، وخاصة مع المشاريع العقارية الكبرى، إذ انخفض عدد هذه الصقور خلال السنوات الأخيرة. أما في جزيرة موغادور بمدينة الصويرة، الموقع الثاني لتعشيش صقر " إليونورا" ، فكانت ظروف مجموعاته إيجابية على مدى السنوات ال40 الماضية، لكن أكثر حرجا في نهاية سنة 1996. وهذا لتحديد عمل مجموعات هذا الطيور وارتباطهم إزاء جودة مكان عيشهم. والماء والموارد الغذائية فضلا عن تقييم الحاجة إلى وجود شبكة من المناطق البحرية كل من المغرب وجمع منطقة قطبية شمالية قديمة. وأفاد الدكتور حميد الركيبي الإدريسي، أستاذ باحث في علم الطيور بكلية العلوم بجامعة شعيب الدكالي الجديدة أنه، في إطار الأخذ بعين الاعتبار الدور الذي يلعبه المغرب في مجال المحافظة وبقاء الأنواع الحية على المدى الطويل، "أطلقنا مشروعا إيكولوجيا لحماية صقر "إليونورا" بالمغرب منذ عام 2012". وتندرج هذه الدراسة في إطار رسالة دكتوراه في كلية العلوم بالجديدة، جامعة شعيب الدكالي، وذلك بهدف استكمال العديد من الدراسات التي أجريت في جميع أنحاء أوروبا على هذه الأنواع البحرية، فضلا عن التقاط ووضع علامات للطيور. وفي إطار مقاربة حديثة لبيولوجيا المحافظة أظهرت النتائج جدوى القيمة المضافة للمحافظة البيولوجية والتربوية للجزيرة طبيعية "موكادور الصويرة". وتوجيه المشاريع المحتملة لهذه القيمة المضافة. ولا تتواجد هذه الأنواع (800 أزواج) إلا في هذه الجزيرة "موكادور" فضلا عن 12 من الأزواج في أجراف سيدي موسى بسلا. ومكنت عمليات التتبع خلال سنتي (2012-2013) بجزيرة "موكادور" من وضع العدد الحقيقي، لأول مرة، لمجموعات الأعشاش لهذا الطائر المهدد حسب منهجية أخذ العينات عن بعد« Sampling Distance »، حيث تبين أن هذا الصقر لا يتبنى نفس الاستراتيجية على مستوى وقت الإقامة وسرعة التخصيب مقارنة مع غيرها من جزر البحر الأبيض المتوسط (اليونان، وجزر البليار، جزر الكناري، إيطاليا، فرنسا...). وسيتم، بعد جمع البيانات في هذه الجزيرة، إعادة تنظيم وخصوصا تعزيز إنشاء فريق من الباحثين المغاربة متفرغين للبيئة في الجزر الصغيرة، مع إمكانية إنشاء فروع جهوية وتطوير برامج بحثية تندرج ضمن مشاريع دولية. وتضم جزيرة موكادور، أيضا، إحدى الأسراب الأساسية لهذا النوع من الطيور المغربية الرئيسية تقارب نحو 52 من الأزواج من فصائل (Phalacrocorax carbo ssp. maroccanus ) و سلالة المستوطنة وتعد من الموروث الطبيعي المغربي. بالإضافة إلى الأنواع الأكثر وفرة في الجزيرة من قبيل طيور النورس (Goéland leucophée Larus michahellis) ما يناهز 4250 من الأزواج. ويقول الباحث حميد الركيبي أن خلال رصد لأسراب الطيور في الجزيرة في شهر ماي 2015، "اندهشنا بإقامة مشروع استثماري سياحي داخل الجزيرة من قبل منظمة فرنسية". الركيبي الذي لم يتردد عن التعبير عن انزعاجه من هذه الخطوة تساءل عن سياق ومبرر إقامة هذا المشروع السياحي في جزيرة هي أصلا موقع إيكولوجي هش. "هذا خطأ كبير سيؤدي إلى تدمير الموقع ويزعج أسراب وأعشاش هذا النوع الفريد من الطيور" ، يضيف الركيبي معبرا، رفقة مجموعة من الفعاليات الجمعوية البيئية، عن شجبه واستنكاره الشديد لإقامة هذا المشروع القريب من بعض أعشاش الصقور. علما أن هذا النوع يجعل عشه على الأرض وغير مغطى وسهل الوصول إليه من قبل الزوار. كما أن هذه الزيارات السياحية تشكل خطورة كبيرة على المعالم التاريخية للجزيرة. ويذكر أن جزيرة موكادور صنفت كتراث العالمي من قبل اليونسكو منذ سنة 2001. ومرد هذا الثراء البيولوجي بسبب حماية هذه الجزيرة ومنع العموم من ولوجها، حيث أن فتحها أمام العموم وتشييد مشروع سياحي بها يشكل خطرا كبيرا على الطيور والمعالم التاريخية. ويضيف الركيبي "يجب إيقاف هذا المشروع، فلننقذ هذه المجموعات من الصقور المهددة بالزوال وتركهم يتكاثرون بسلام"، ويناشد كل غيور عن البيئة والتراث الطبيعي. داعيا إلى رفض هذا المشروع لما فيه خير الجزيرة ومكوناتها البيولوجية، ومؤكدا أن المشروع لا يحمل أي قيمة مضافة إلى الجزيرة. ويدعو الركبي، باسم مجموعة من الرافضين لهذا المشروع، المندوب السامي للمياه والغابات ومحاربة التصحر للتدخل العاجل لوقف الأشغال وصيانة التنوع البيولوجي في الجزيرة وكذا تعزيز وتنفيذ آليات تضمن حماية التراث الطبيعي والثقافي للجزيرة. يذكر أن عريضة مفتوحة للتوقيع وداعية إلى وقف إقامة المشروع السياحي، وصلت إلى حدود اليوم إلى 735 توقيع، وذلك تحت شعار "فلنحمي تراثنا الطبيعي من زحف الإسمنت". ويشار أن جزيرة "موكادور" اكتشفت من جديد في أوائل القرن السادس عشر إبان الاحتلال البرتغالي لسواحل الأطلسي المغربي. وتتجلى الآثار الإسلامية في سجن بالجزيرة (مكان الحجر)، ومسجد وبعض المباني الصغيرة التي بنيت في القرن التاسع عشر من قبل السلطان مولاي الحسن. كما كان يوجد بها مرفأ تجاري فينيقي وإغريقي وروماني، وفق الروايات التاريخية والأبحاث الأركيولوجية.