في الوقت الذي يسارع المسؤولون المغاربة إلى زيارة مغاربة العالم في الكثير من المناسبات تثاقل أرجلهم عندما يهم الأمر ايطاليا. أخر مسؤول زار فرنسا الأسبوع الماضي كان وزيرا التقيته أكثر من مرة في فرنسا. في اقل من سنة. وقبله التقيت وزيرا آخر، هو الآخر، أكثر من مرة، في فرنسا. السؤال المطروح هو لماذا فرنسا بالذات؟ أو بمعنى أخر، لماذا يغض مسؤولونا الطرف عن ايطاليا؟ هل لكون فرنسا تعتبر الشريك الاقتصادي الأول للمغرب؟. ربما الأمر كذلك. وهل لان نسبة المغاربة أو ذوي الأصول المغربية تعد الأكبر في العالم؟ إذا كان هذا هو المقياس البيداغوجي فان الدراسات أتبثت أن مغاربة ايطاليا، على الرغم من كل المشاكل التي يعانونها، فإنهم يعدون الجالية الأولى على مستوى إدخال العملة الصعبة إلى المغرب. إذن فالمسالة لا تقاس ماديا وإنما ربما لان مغاربة ايطاليا أصبحت مشاكلهم تجبر المسؤولين على الهروب ولان البقرة الحلوب جف لبنها فانها ستقدم قربانا. حان الوقت لكي نضع أصبعنا على الداء. لان مشاكل مغاربة ايطاليا غاية في التعقيد ونحن لانتسول زيارة لمسؤول مغربي في الغالب لاتسمن ولا تغني من جوع، ولكننا نتكلم من منطق الندية والاحترام لهذه الجالية التي أصبحت تعاني العديد من المشاكل التي يجب الانخراط فعلا اجتماعيا وسياسيا لإيجاد مقاربة تحمي أبناء هذه الجالية من ضياع الهوية. فالأزمة الاقتصادية أجبرت الكثير من المهاجرين على العودة إلى المغرب. وأهم مشكل يواجهونه هو الاندماج وخصوصا الأبناء الذين يضطرون إلى مقاطعة المدارس لان المغرب لا يجد لهم بديلا دراسيا. هذه من بين المشاكل ولن تكون أخرها. لكن الواضح انه، الى حدود الساعة، لا توجد إرادة سياسية لحل هذهالمشاكل *كاتب صحفي مهتم بشؤون الهجرة