الهجمة الجديدة للجزائر على المغرب كانت متوقعة ومنتظرة، وتكشف غيضا لدى أركان النظام العسكري للبلد الجار، ولم يفعل الوزير الأول عبد المالك سلال سوى أنه تقيأ ذلك أمام القمة الخامسة والعشرين للاتحاد الإفريقي بجوهانسبورغ. بعد القرار الأخير لمجلس الأمن الدولي، الصادر في 28 أبريل الماضي، وبعد نجاح زيارات جلالة الملك لعدد من البلدان الإفريقية، كان واضحا أن النظام الجزائري لن يفوت أي فرصة للتهجم على المملكة، ومن ثم كان منبر مؤتمر جنوب إفريقيا مناسبة لتجديد نفث السموم سعيا لتجنيد الاتحاد الإفريقي في الحرب على المغرب ووحدته الترابية. يتعلق الأمر إذن بلعبة جزائرية قديمة ومعروفة، حتى أن معجم عبد المالك سلال كان هو نفسه منقولا عن زمن مضى، وبدت الجزائر معه جامدة ومتجاوزة وشاردة ولا............... تفكر. العالم كله يدرك اليوم أن الجزائر تعيش منغلق الإعداد لما بعد بوتفليقة، والجميع يعرف حجم معاناة الشعب الجزائري على المستوى الاجتماعي والاقتصادي والسياسي والأمني، ولهذا الجنرالات هناك يصرون على استدامة العداء للمغرب إمعانا في تضليل الشعب والكذب عليه، ولصرف نظره عن معضلات الواقع الداخلي المحتقن. الخرجة الشاردة لعبد المالك سلال في مؤتمر جوهانسبورغ جاءت أيضا والجبهة الانفصالية تعاني من كثير مخاطر ذاتية، ومن عديد فضائح لم تعد خافية على أحد في العالم، وهذا بدل أن يدفع الحكام الجزائريين نحو..... العقل، يستمر في رميهم وسط دائرة الجنون. كل هذا لن يرعب المغرب ولن يرهبه، وإنما سيدفعه أكثر لمواصلة مساراته الإصلاحية والتنموية على كافة التراب الوطني، وسيدفعه كذلك نحو مزيد من التأهيل والتنمية والديمقراطية في أقاليمه الجنوبية، ونحو إصرار أكبر على مقترح الحكم الذاتي وعلى تقوية الحضور المغربي في إفريقيا، وعلى تمتين انخراط المملكة في الجهود الإقليمية والدولية من أجل محاربة الإرهاب والتطرف والدفاع عن الأمن والاستقرار والوحدة والديمقراطية والتنمية في المنطقة والعالم. أما النظام العسكري الجزائري فهو يواصل تقديم نفسه على أنه النظام المرادف للجمود والانغلاق والتكلس في المنطقة، أي أنه النظام المعرقل للاندماج الاقتصادي وللتواصل الإنساني وللإشعاع التنموي والديمقراطي في الفضاء المغاربي، ومن ثم هو المعرقل لجهود الدفاع عن الأمن والاستقرار في المنطقة. هذا البريد الالكتروني محمى من المتطفلين , يجب عليك تفعيل الجافا سكر يبت لرؤيته