ليالي مفعمة بألوان الإبداع والفرجة تحتضن مدينة الدارالبيضاء بداية من مساء اليوم الموافق للثامن من رمضان الفضيل، مهرجان «رمضانيات البيضاء الثقافية» الذي يعود هذه السنة في نسخته الرابعة ليضيء سماء المدينة عبر إطلاق مجموعة من الليالي المفعمة بالألوان الإبداعية والفنية والفرجوية في مجالات الشعر والقصة والحكاية والموسيقى والسينما والتشكيل وذلك بمشاركة نخبة من المبدعين والمثقفين والفنانين المغاربة. المهرجان من تنظيم الائتلاف المغربي للثقافة والفنون والمقاطعة الحضرية لسيدي بليوط وبشراكة مع مجلس مدينة الدارالبيضاء وبدعم من وزارة الثقافة والمسرح الوطني محمد الخامس. وحسب بلاغ للجهة المنظمة فان الدورة الحالية ستشهد كما جرت العادة تنوعا في برنامجها ليشمل، عقد ندوات وأمسيات وسهرات موسيقية وليالي وعروض مسرحية وسينمائية ، وتوقيع دواوين شعرية ، تحتضنها مجموعة من فضاءات الدارالبيضاء التي ستتذكر في ليالي هذا الشهر الكريم، أحد أبنائها المتميزين الناقد السينمائي والزميل الراحل نور الدين كشطي، تغمده الله بوافر رحمته وأسكنه فسيح جنانه. من خلال حفل تأبيني تضعه دورة المهرجان على رأس قائمة فقرات برنامجها، يليه عرض شريط ( وليدات كازا ) لعبد الكريم الدرقاوي، وهو اختيار كان سيروق لنور الدين وهو البيضاوي المتميز، المثقف الأنيق، عاشق السينما والمدافع الشرس عن سينما وطنية راقية في مستوى غنى بلدنا. الافتتاح ستنشطه مجموعة ( هورس طراس) وفرقة الفنان فتاح نكادي. الدورة الرابعة من مهرجان «رمضانيات البيضاء الثقافية» ستكون حبلى بالعديد من المفاجآت من بينها الحفل الذي سيحييه الفنان سعيد المغربي خلال هذه الدورة لعشاقه ، فيما تنظم أمسية شعرية بمشاركة ثريا ماجدولين وعائشة البصري ومحمد بنطلحة ومحمد عزيز الحسيني ونجيب خداري ومحمد عرش ومراد القادري . وفي السياق ذاته يشكل موضوع ( الدارالبيضاء في الرواية ) محور ندوة يشارك فيها محمد صوف ونور الدين صدوق وعبد الرحيم العلام ولحسن حمامة . وسيكون الزجل أو الشعر الشعبي حاضرا خلال هذه الدورة من خلال أمسية ينشطها الزجالون آسية الوردة ، محمد الراشق، خليل القضيوي ، عزيز محمد بنسعد ، نهاد بنعكيدة . أما الشعر الأمازيغي فسيكون حاضرا من خلال أمسية ينشطها الشعراء محمد أسويق ، سعيد أبرنوس ،محمد ملال ، محمد مخلص ، إبراهيم أوبلا ،محمد ماهو . وسيتم بالمناسبة تنظيم ( ليلة القصة ) بمساهمة محمد عز الدين التازي ، مصطفى المسناوي ،عبد الرحيم المودن ، عبد النبي دشين ، مبارك حسني ، محمد جبران ، قراءة النصوص القصصية ( بشرى إيجورك، فاطمة بصور ، جواد العلمي ، عبد الإله عاجل ، عزيز الحطاب ). وفضلا عن تسليط الضوء على ( تجربة مبدع) التي تخصص للفنان الكبير عبد الوهاب الدكالي ، ستنظم ليالي صوفية وروحية وكناوية وشبابية وشعبية ، على أن يكون مسك الختام هو تنظيم نهاية مسابقة تجويد القرآن الكريم . ويعتبر المهرجان الذي صار سنة سنوية حميدة ترتبط بهذا الشهر الكريم، وفرصة يلتقي من خلالها حملة الهم الثقافي والفني فيما بينهم أولا وبالجمهور البيضاوي ثانيا، مع ما يتضمنه من دعم أواصر العلاقات وإحياء الصلات، واللقاءات الجميلة والمباركة بمناسبة هذا الشهر الكريم، الذي يتطلب السمو الأخلاقي والروحي، من جهة أخرى يمكن النظر إلى هذه التظاهرة باعتبارها مع توالي الدورات، صارت مكسبا لساكنة البيضاء يمتد إشعاعها ليغطي العديد من الفضاءات ، كالمدرسة العليا للفنون الجميلة ومقر جهة الدارالبيضاء و كاتدرائية (ساكري كور) وقاعة عبد الصمد الكنفاوي وعرصة الزرقطوني وقاعة الحفلات بلمعب العربي بنمبارك، ومجموعة من الفضاءات في ملكية الساكنة البيضاوية وكمثال على ذلك، فضاء السقالة الذي يعتبر معلمة تاريخية وثقافية وعلى الساكنة أن تسترجع هذا التاريخ وذلك بولوجها إلى مواقعه. صحيح أن الدارالبيضاء، أشد مدن وطننا مادية، وأسرعها إيقاعا، وأكثرها ضجيجا واحتقانا، هذا ما لا يختلف حوله اثنان، ومع كل سلبيات اليومي التي تحفل بها، تبقى الدارالبيضاءالمدينة الولود التي تنجب النجوم في شتى المجالات، ومدينة الشعر والموسيقى والإبداع، وليس المهرجان إلا جزء من تجلياتها، جزء جميل يوافق الشهر الفضيل.